تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[المسلم بين القول والعمل]

ـ[صالح عبدربه]ــــــــ[07 - 08 - 10, 11:26 ص]ـ

ما من شك أن التخلق بالأخلاق الإسلامية والتأدب بآداب الإسلام في التعامل مع الغير لا تقل أهمية عن التمسك بالعبادات الإسلامية المحضة إن لم تكن مثلها.

فكم من المسلمين اليوم بل من المتمسكين به شبابا وشيبانا ممن يوجهون إلى الإسلام الضربات تلو الضربات من حيث لا يشعرون وقد نسوا أو تناسوا أن الدين المعاملة.

اعرف زملاء في العمل يتحدثون باسم الاسلا م ويسهل عليهم الخوض بألسنتهم في ذكر الناس

بالباطل بل قد يصل الأمر إلى التكفير المبني على الظن و مع ذلك لا يمنعهم ورعهم وتقواهم

وزهدهم من الإمضاء في ورقة الدوام على الحضور أو الانصراف خلافا للحقيقة بل والإمضاء

على أيام لم يحضروها من الأصل وكأن ذلك الأمر ليس من الدين في شي.

وطلابا لم يمنعهم الحماس للإسلام والتضحية في سبيله بالمال والنفس من الغش في الامتحانات ولو في مادة القران الكريم وان كلف ذلك قطع أوراقا من المصحف ووضعها تحت الأقدام حتى لا يطلع عليها ذلك المخلوق الضعيف الذي يوكل بمراقبة قاعة الامتحانات وأما من يعلم السر وأخفى فهم في غفلة عنه ولو لذلك الوقف فقط.

وصنفا ثالثا من الموسرين معاملاتهم المالية في غاية الخشونة والقسوة والشح ومع ذلك لا تفارق ألسنتهم الأدعية والأذكار بل لا يتأخرون عن إجابة النداء لصلاة الجماعة في المسجد والمحافظة على الصف الأول.

وإذ اذكر هذا مع علمي بوجود أصنافا أخرى على هذا المنوال فانا لا أهاجم المتمسكين بالدين و اعذر المتنصلين عنه وإنما أود أن يعلم الملتزمون بالإسلام والمستقيمون على منهاجه القويم أنهم بأخلاقهم واحد من اثنين:

إما مبشر يحبه الناس ويحبون ما يدعو إليه عندما يرون أفعاله تسبق وتصدق مقاله وإما منفر يثير حفيظة الغير لا عليه وحده بل وبكل أسف على كل الملتزمين وقبل ذلك على الإسلام نفسه.

فهل من مراجعة صادقة مع النفس حتى تؤتي الدعوة إلى الله ثمارها.

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير