[تفضيل نساء المؤمنين على سائر نساء العالمين.]
ـ[أبو المظفر السِّنَّاري]ــــــــ[07 - 08 - 10, 05:00 م]ـ
[تفضيل نساء المؤمنين على سائر نساء العالمين.]
بقلم العبد الفقير: أبو المظفَّر سعيد السِّنَّاري.
سبحان مَنِ اصْطَفانا معاشرَ المؤمنات بتوحيده على سائر نساء الأُمَمِ الجامِحَة المُتفَرِّقَة، وجَمَّلنا بِجِلْبَابِ العَفَاف فأضَحَتْ أشجارُ مآثرنا في سماء الإسلام مُثْمِرةً مُورِقَة، وأكْحَلَ عُيونَنا بِإِثْمِدِ معْرفته فلا تزالُ ناظرةً إلى أنوارِ جلاله البارِقة، وبيَّض وجوهنا بسواطعِ الإيمان به فإذا هي كالشَّمْس في أُفُقِ الأزمان مُشْرِقة، وأحْصَن ألْسِنَتَنا عن المنكر والبَذَاءَةِ فلم تَعُدْ بغير قول المعروف ناطِقة، وألْبَسَنا من حُلَلِ اليقين به ألوانًا فأمْسَتْ ثيابُ الرضا بنا زاهيةً مُتألِّقة، فلما أتمَّ علينا نِعَمَه المُغْدِقَة، وساق إلينا المزيد من خيراته المُتَدَفِّقَة، قال لنا:
{وَلَأَمَةٌ مُؤْمِنَةٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكَةٍ}
1 - أفي الأمم مثل نساء المهاجرين والأنصار، أفي تاريخهم عن مثل بُطولات نسائنا أنباءٌ وأخبار، أفيهم من بايعنَ الله ورسوله على محْضِ الطاعة آناء الليل وأطراف النهار، أفيهم مَنْ بذلنَ أنفسهن للرحمن ابتغاء رضاه وابتغاء عُقْبَى الدار، أفيهم مَنْ ضحَّتْ بأبنائها في سبيل نُصْرة شريعة الواحد القهار، أفيهم مَنْ أرادها المفسدون على خَلْعِ جِلْباب عفافها ومصدر الطهارة والأنوار، فأبَتْ قائلةً: كيف ألْقَى الله ربي سافرةً وقد أمرني ربي بإسدال الخمار، وكيف تَطِيبُ نفسي بمخالفةِ الجبَّارِ وقدْ عَلِمْتُ أنَّ للجبَّار نارًا مُحْرِقة؟
{وَلَأَمَةٌ مُؤْمِنَةٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكَةٍ}
2 - أفيهم مثلُ خديجةَ الوفيَّة، أو كعائشة العفيفة الطاهرة النَّقيَّة، أو كأُمِّ سلمةَ الشاكرة الصابرة الزكيَّة، أو كزيْنَبَ أمِّ المؤمنين البَرَّة الجميلة الرَّضِيَّة، أو كحفصةَ بنت عُمرَ الصوَّامةِ القوَّامةِ التقيَّة، أو كَسَوْدةَ بنتِ زَمْعَة التي كانت في سماء الزهد شامخةً سامِقة.
{وَلَأَمَةٌ مُؤْمِنَةٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكَةٍ}
3 - أعندهم مثلُ فاطمةَ البَتُول، أمْ كَرُقيَّةَ وأُمِّ كُلْثُومٍ بناتِ الرسول، أو كأُمِّ عُمَارة التي كانت تجول في معارك المسلمين وتصول، أم كالخنساء شاعرة الإسلام وجبل الصبر الذي لا يزول، أمْ كفاطمة بنت أسد التي كانت عن مراشد اليقين بربها لا تحول، ألَيْسَتْ هي التي اضطجع الرسول في قبرها قبل دخولها والنزول، يا هَنَاهَا بتلك الضَّجْعة المباركة.
{وَلَأَمَةٌ مُؤْمِنَةٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكَةٍ}
4 - أفيهم مثل أسماءَ ذاتِ النِّطَاقيْن، أمْ كَمَارِية وأُخْتِها سِيرِين. ومَنْ مثل الأُخْتَيْن؟ أم كأُمِّ سُلَيمٍ الأنصارية. هَيْهاتَ مِنْ أيْن؟ أم كَزَيْنَبَ بنتِ عليٍّ بَطَلةِ كَرْبَلاء وأُخْتِ الحُسَيْن، والله ما فيهم مثلُ أُخْتِ الحسين، ما أجملَ غصون أصولها الباسقة.
{وَلَأَمَةٌ مُؤْمِنَةٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكَةٍ}
5 - أعندهم مثل زينبَ بنتِ خزيمةَ أُّمِّ المساكين، أو أُمِّ حبيبة أختِ معاويةَ خال المؤمنين، أو كصفيَّة عمَّةِ النبي وسافكةِ دماءَ المشركين، أو كأُمِّ أيمنَ زوْجِ زيد بن حارثةَ وحاضنةِ سيِّد المرسلين، أو كَسُميَّة أُمِّ عمارِ بن ياسر أوَّلِ مَنْ سال دمها في سبيل هذا الدين، أو كَجُوَيْرِيَة بنتِ الحارث زَوْج النبي وأجمل أمهات المؤمنين، أو كَأُمِّ هانِيء التي رحَّب بها رسول الله وأجار مَنْ أجارَتْه من الكافرين، سلام على تلك النِّسوة في العالمين، كم كانت نفوسهنَّ من عدم القبول عند المليك في كل لحظةٍ خائفةً مشفقة؟
{وَلَأَمَةٌ مُؤْمِنَةٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكَةٍ}
6 - ألهم مثلُ الشهيدة أُمِّ ورقةَ التي كان يُسْمَع لقراءتها القرآنَ في ظلام الليل دَوِيّ، أو كأُمِّ عطيةَ خاتِنةِ النساءِ بتوجيهِ النبيّ، أو كأُمَامةَ بنت أبي العاص التي كان يحنو عليها الرسول ويحملها في صلاته على ذراعه المفْتُول القويّ، أو كأسماءَ بنت عُمَيْسٍ امرأةِ جعفر الطَّيَّار ثم زوْجِ أبي بكر ثم زوْج عليّ، أهناك مَنْ ارْتَقَى غيرها ذلك المقامَ العَلِيّ، يا سَعْدَها بِصُحْبَة أنْفاس هؤلاء الأبطالِ بل الجبال الشاهقة.
{وَلَأَمَةٌ مُؤْمِنَةٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكَةٍ}
¥