تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وحفظ الفرج ههنا ضده الذي هو عدم الحفظ ونأتي إلى معنى الحفظ ..

فعلى كل مؤمن الحفاظ على فرجه وأن لا يواقع به حراماً ..

فنأتي الآن إلى مرادك وقولك ..

الآية لم تذكر ههنا فروج الزوجات ولا الإماء فكيف قلت (أنا) أن المراد هو فروج الزوجات والإماء .. ؟!

فأقول بارك الله فيك ..

هذا يبين لك قولي عندما قلت أنه لا يلزم أهل الظاهر أن يقولوابذلك ومن قال عنهم هذا فلم يعرف طريقة احتجاجهم في الآية ..

فمن قصر لفظ حفظ الفروج على الرجال سيقع في هذا ..

والصحيح أن الممدوح ههنا هو الرجل والمرأة بلا فرق ..

وتحريم وطء العبد لسيدته ليس هذا مقامه كما أن بيان محل الوطء الحلال والوقت الحلال ليس هذا مقامه ..

فالله تعالى يمتدح أهل الإيمان بهذه الصفة ..

ولكن وقع الإشكال في الحفظ هذا ..

فالمحرم للاستمناء يقول الحفظ هذا للفرج وعن استعماله سواء بفرج أو بلا فرج ..

أي الاستمناء أو الوطء ..

والمبيح يقول الحفظ هذا لفرج على فرج ..

ولا يستقيم المعنى عند المحرم ..

وتقرير ما قلته آنفاً ..

أننا نظرنا في لفظة (الحفظ) لنعرف ما المراد منها ..

فوجدنا في لغتنا أنها ..

نقيض النِّسْيان وقلَّة الغفلة ..

وتأتي بمعنى الحراسة والتعاهد ..

فلا يمكن أن نقول أن المراد معناه اللغوي ..

لأن النسيان لا يستقيم به المعنى ولا قلة الغفلة، لأن الله تعالى حاسبنا بعدم الحفظ في آخر الآية فيبطل هذا المعنى ..

أماالحراسة والتعاهد فيحتملهما اللفظ إلا أن ترجيحه بعيد جداً ..

وحتى لو رجحناهما وهو بعيد فإنه لا يعطيك الحكم فيالاستمناء أصلاً ..

فوجب علينا النظر في النصوص لنعرف ماذا أراد الله تعالى من لفظ الحفظ ..

فلما نظرنا في النصوص الشرعية وتتمة النص لنعرف المراد من الحفظ هذا ..

وجدنا أن الحفظ يأتي بمعنى العفاف والإمساك عن الحرام ويأتيهذا في أبواب كالزنى والقذف في عضو (فرج) ..

فعلمنا أن الحفظ المراد هو حفظ الفرج عن استعماله في فرج لا يحل له ..

لأن من استعمله في غير الزوجة والأمة كان زانياً ومن رمى وقذف غيره إنما يرمي ذلك العضو بعدم العفاف ..

فيكون المقذوف الذي شهد عليه الشهود وثبت ذلك عليه فليس بحافظ لفرجه عن الحرام ..

وقد ذكر الله تعالى في النص نفسه أننا يصح أن نسمى حافظينلفروجنا إن استعملناها في أزواجنا أو ما ملكت أيماننا ..

واستعمالنا فروجنا في أزواجنا يكون في الفرج لا غيره ..

فعلمنا أن النص يتكلم عن فرج وفرج ولا يتكلم عن فرج فقطوكيفية الحفاظ عليه ..

وذلك ما قاله شيخنا الإمام ابن حزم الظاهري حين قال ..

وهذا مما لم يفصل علينا تحريمه .. أي الاستمناء .. وهو استعمالك لفرجك بلا فرج ..

وقاعدتنا في التحريم التفصيل فإن عدم هذا التفصيل فلانستطيع أن نتحكم في النص بالظن ..

لذلك قلت أن ذلك لا يلزم أهل الظاهر ..

ومن قال يلزمهم فإن كلامه فيه نظر لأنه يخالف قاعدتهم ..

فقلنا هنا أن مس الفرج بالشمال مباح لا حرج فيه ..

وكذلك من تعمد إنزال المني بيده لا دليل يحرمه ..

فعلمنا أن المراد ههنا ليس الحفظ بمعناه اللغوي بل بمعناهالشريعي ..

أي احفظ فرجك عن كل فرج إلا فرج زوجتك وأمتك ..

فتفسير الآية كما يلي ..

والذين هم لفروجهم حافظون، إلا على فروج أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين، ولا يكون استعمالهم فروجهم في فروج هؤلاء من الذين لم يحفظوا هذه الفروج ..

فحفظ الفرج هو إعفافه عن الفرج الحرام فقط ..

وكل فرج ليس هو فرج الزوجة أو الأمة المملوكة فحرام ..

فإن جاوز هذا الحد كان زانياً إن كان الوطء في آدمية أو فَعل فِعل قوم لوط إن كان في آدمي أو فعل منكراً إن كان في بهيمة ..

لأننا لا نسمي وطء الرجل للرجل زنا ولا وطء الرجل للبهيمة زنا ..

بخلاف بقية المذاهب ..

ولا يلزم الحصر بفروج الزوجات والإماء إباحة وطء البهيمة ولا الاستمتاع بها كما قدمت سابقاً ..

ففرج البهيمة ليس هو فرج الزوجة ولا فرج الأمة ..

ففروجنا لا يحل لنا أن نطأ بها غير هؤلاء فقط ..

فمن عدمت فيهم هذه الصفات وهي الآدمية مع الزوجية أو ملك اليمين فلا يحل استعمال فروجنا فيهم أصلاً ..

والآية لم تحل كل أشكال الاستمتاع بالزوجة والمملوكة عدا الدبر ..

بل ورد ذلك في نصوص أخرى ..

بينت أن ذلك ليس بحرام ..

* * *

رسالة للإدارة ..

لابد من تعديل خاصية في خيارات المشاركات في لوحة التحكم الخاصة بالمدير ..

فهناك خاصية تبدأ بحرف W من خيارات صندوق المشاركات يجب تغييره ..

حتى لا يحصل تباعد في الجمل المكتوبة ..

خاصة إن كان كاتبها قد كتب المقال أو الرد في برنامج الوورد فسيحصل خطأ في التنسيق وتباعد في السطور بين جملة وأخرى ..

وكذلك جعل خط أي مشاركة أو تعقيب بنوع كبير ..

حتى لا يصادف من يستعمل الوورد في كتابة أي مقال أو تعقيب هذه المشكلة ..

وأنتم أعلم بأمور دنياكم:)

وبالله تعالى التوفيق ..

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير