تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

هذا الرأسُ الشريفُ وجُفُونُه من البكاء على شهداء المسلمين مُتَحَرِّقة؟

{وَلَأَمَةٌ مُؤْمِنَةٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكَةٍ}

13 - هل عندهم مثل آياتِ الأخْرَسِ عروسِ الإسلام، هل جادَ تاريخهم بمثل تلك الفتاة في غابر الأزمان وحاضِر الأيام، هل فيهم مثل تلك الآياتِ التي نَطَقَتْ بِبَذل الرُّوحِ والفداء حين خرَسَتْ عن الشجاعة قلوبُ الجبناء واللئام، هل علموا بخروج تلك المناضلة في يوم عُرْسِها وقد أُضِيئتْ شموعُ الأفْراح فأشرقتْ بنورها دَياجِيرُ الظلام، هناك في أرض فلسطينَ وعروسها في انتظار مَقْدَمِها وقد عَبثَتْ به الأشواق وهو يُمَنِّي نفسه بالوِصال وتحقيق أجملِ الأحلام، وما كان يدري أن عروسَه في ذلك اليوم مَشْغُولةٌ عنه بتجهيز نفسها للإفطار عند ربها بعد طُولِ صِيام، وأن ملائكة الرحمن قد تأهَّبتْ - إن شاء الله - لزفافها عندهم بملكوت السماء هناك في أعْلَى مقام، حيث نهضَتِ الفتاةُ إلى أرض استشهادها ووجهُهَا مُسْتنيٌر كالبدر في ليلة التمام، فاقتَحَمَتْ جُمُوعَ المعْتدين ثم أطْلَقتْ حِزَامَ وَسَطِهَا فإذا نهارُ المجرمين قَتَام، وسَقَطَتْ العروسُ في يوم زِفَافها تَنْزِفُ دماءَ التضحية بل دماءَ الشوقِ إلى لقاء ربِّ الأنام، فداكِ أرواحنا يا رايةَ التوحيدِ الخافِقَة.

{وَلَأَمَةٌ مُؤْمِنَةٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكَةٍ}

14 - أفيهم مثلُ بَنَانَ الطَّنْطاوي قتيلةِ الإسلام والإيمان، أعندهم مثل تلك المجاهدة على مَرِّ الدهور الأزمان، هل سمعوا بعظيم جهادها وما جرَى لها وكان، هل شاهدوها في جَوْفِ الليل وهي تبْكي إخوانَهَا المُعَذَّبين وترفعُ مُصَابهم ومُصَابها إلى الملِك الدَّيَّان، هل رأوْها وهي تُنَافِحُ عن عقيدتها ولا تُبَالي بأهل الظُّلْمِ والطُّغْيان، هل أبصروها وهي في بيتها وحيدةٌ قد أحاط بها المجرمون وأسدلوا عليها أستارَ الأحقاد والعدوان، هل سمعوها وهي ترفع عقيرتها في وجوههم وقد هاج غضبها لله كالْبُرْكَان، هل عاينوها وقد أطلق عليها هؤلاء القَتَلَةِ رصاصاتِ الغَدْرِ فأصابتْ صدْرَها المكْلُومِ بالمآسي والأحزان، ثم تركوها غارقة في دمائها حتى خرجَتْ روحها الطاهرةَ وهي تشكو ظُلْمَ الظالمين إلى الرحمن، سلام الله عليك يا بنان، يا بهجةَ القلوب وعبيرَ الأكوان، كم كانت نِياط قلبكِ بأشجان الإسلام والمسلمين مُتَعَلِّقَة؟

{وَلَأَمَةٌ مُؤْمِنَةٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكَةٍ}

وكتبه: أبو المُظفَّر سعيد بن محمد السِّنَّاري، ذلك العبد الأثيم الجاني، سامحه الله وغفر له.

ـ[أبو المظفر السِّنَّاري]ــــــــ[16 - 08 - 10, 07:02 م]ـ

[تفضيل نساء المؤمنين على سائر نساء العالمين.]

بقلم العبد الفقير: أبو المظفَّر سعيد السِّنَّاري.

سبحان مَنِ اصْطَفانا معاشرَ المؤمنات بتوحيده على سائر نساء الأُمَمِ الجامِحَة المُتفَرِّقَة، وجَمَّلنا بِجِلْبَابِ العَفَاف فأضَحَتْ أشجارُ مآثرنا في سماء الإسلام مُثْمِرةً مُورِقَة، وأكْحَلَ عُيونَنا بِإِثْمِدِ معْرفته فلا تزالُ ناظرةً إلى أنوارِ جلاله البارِقة، وبيَّض وجوهنا بسواطعِ الإيمان به فإذا هي كالشَّمْس في أُفُقِ الأزمان مُشْرِقة، وأحْصَن ألْسِنَتَنا عن المنكر والبَذَاءَةِ فلم تَعُدْ بغير قول المعروف ناطِقة، وألْبَسَنا من حُلَلِ اليقين به ألوانًا فأمْسَتْ ثيابُ الرضا بنا زاهيةً مُتألِّقة، فلما أتمَّ علينا نِعَمَه المُغْدِقَة، وساق إلينا المزيد من خيراته المُتَدَفِّقَة، قال لنا:

{وَلَأَمَةٌ مُؤْمِنَةٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكَةٍ}

1 - أفي الأمم مثل نساء المهاجرين والأنصار، أفي تاريخهم عن مثل بُطولات نسائنا أنباءٌ وأخبار، أفيهم من بايعنَ الله ورسوله على محْضِ الطاعة آناء الليل وأطراف النهار، أفيهم مَنْ بذلنَ أنفسهن للرحمن ابتغاء رضاه وابتغاء عُقْبَى الدار، أفيهم مَنْ ضحَّتْ بأبنائها في سبيل نُصْرة شريعة الواحد القهار، أفيهم مَنْ أرادها المفسدون على خَلْعِ جِلْباب عفافها ومصدر الطهارة والأنوار، فأبَتْ قائلةً: كيف ألْقَى الله ربي سافرةً وقد أمرني ربي بإسدال الخمار، وكيف تَطِيبُ نفسي بمخالفةِ الجبَّارِ وقدْ عَلِمْتُ أنَّ للجبَّار نارًا مُحْرِقة؟

{وَلَأَمَةٌ مُؤْمِنَةٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكَةٍ}

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير