2 - أفيهم مثلُ خديجةَ الوفيَّة، أو كعائشة العفيفة الطاهرة النَّقيَّة، أو كأُمِّ سلمةَ الشاكرة الصابرة الزكيَّة، أو كزيْنَبَ أمِّ المؤمنين البَرَّة الجميلة الرَّضِيَّة، أو كحفصةَ بنت عُمرَ الصوَّامةِ القوَّامةِ التقيَّة، أو كَسَوْدةَ بنتِ زَمْعَة التي كانت في سماء الزهد شامخةً سامِقة.
{وَلَأَمَةٌ مُؤْمِنَةٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكَةٍ}
3 - أعندهم مثلُ فاطمةَ البَتُول، أمْ كَرُقيَّةَ وأُمِّ كُلْثُومٍ بناتِ الرسول، أو كأُمِّ عُمَارة التي كانت تجول في معارك المسلمين وتصول، أم كالخنساء شاعرة الإسلام وجبل الصبر الذي لا يزول، أمْ كفاطمة بنت أسد التي كانت عن مراشد اليقين بربها لا تحول، ألَيْسَتْ هي التي اضطجع الرسول في قبرها قبل دخولها والنزول، يا هَنَاهَا بتلك الضَّجْعة المباركة.
{وَلَأَمَةٌ مُؤْمِنَةٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكَةٍ}
4 - أفيهم مثل أسماءَ ذاتِ النِّطَاقيْن، أمْ كَمَارِية وأُخْتِها سِيرِين. ومَنْ مثل الأُخْتَيْن؟ أم كأُمِّ سُلَيمٍ الأنصارية. هَيْهاتَ مِنْ أيْن؟ أم كَزَيْنَبَ بنتِ عليٍّ بَطَلةِ كَرْبَلاء وأُخْتِ الحُسَيْن، والله ما فيهم مثلُ أُخْتِ الحسين، ما أجملَ غصون أصولها الباسقة.
{وَلَأَمَةٌ مُؤْمِنَةٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكَةٍ}
5 - أعندهم مثل زينبَ بنتِ خزيمةَ أُّمِّ المساكين، أو أُمِّ حبيبة أختِ معاويةَ خال المؤمنين، أو كصفيَّة عمَّةِ النبي وسافكةِ دماءَ المشركين، أو كأُمِّ أيمنَ زوْجِ زيد بن حارثةَ وحاضنةِ سيِّد المرسلين، أو كَسُميَّة أُمِّ عمارِ بن ياسر أوَّلِ مَنْ سال دمها في سبيل هذا الدين، أو كَجُوَيْرِيَة بنتِ الحارث زَوْج النبي وأجمل أمهات المؤمنين، أو كَأُمِّ هانِيء التي رحَّب بها رسول الله وأجار مَنْ أجارَتْه من الكافرين، سلام على تلك النِّسوة في العالمين، كم كانت نفوسهنَّ من عدم القبول عند المليك في كل لحظةٍ خائفةً مشفقة؟
{وَلَأَمَةٌ مُؤْمِنَةٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكَةٍ}
6 - ألهم مثلُ الشهيدة أُمِّ ورقةَ التي كان يُسْمَع لقراءتها القرآنَ في ظلام الليل دَوِيّ، أو كأُمِّ عطيةَ خاتِنةِ النساءِ بتوجيهِ النبيّ، أو كأُمَامةَ بنت أبي العاص التي كان يحنو عليها الرسول ويحملها في صلاته على ذراعه المفْتُول القويّ، أو كأسماءَ بنت عُمَيْسٍ امرأةِ جعفر الطَّيَّار ثم زوْجِ أبي بكر ثم زوْج عليّ، أهناك مَنْ ارْتَقَى غيرها ذلك المقامَ العَلِيّ، يا سَعْدَها بِصُحْبَة أنْفاس هؤلاء الأبطالِ بل الجبال الشاهقة.
{وَلَأَمَةٌ مُؤْمِنَةٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكَةٍ}
7 - أعندهم مثل صفيةَ زوْج النبي وسليلة الأنبياء، أو كأسماء بنت يزيدٍ أفصحَ مَنْ وفد إلى الرسول من النساء، أو كأُمِّ عُبَيْسٍ الصابرة على عذاب المشركين لها فوق جحيم رمْضَاء الصحراء، أو كأُمِّ الفضل الهلالية أوَّلِ مَنْ آمن مِنْ النساء بعد خديجةَ بخبر السماء، أو كَمُسَيْكَة التائبة التي كان يُكْرِهُهَا ابنُ سَلُولٍ على الرذيلة فتبكي وتقول: والله لا أُمارِسُ البِغاء، أو كأُمِّ حكيمٍ التي قَتَلَتْ سبعةً من الرُّوم يوم اليرموك بِعَمُودِ خيْمَتِها حتى اخْتَضَبَ العمودُ بالدماء، فأين مثل أُمِّ حكيمٍ التي كانت لِدِماء أعداءِ الإسلام سافِكة؟
{وَلَأَمَةٌ مُؤْمِنَةٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكَةٍ}
8 - أعندهم مثلُ فاطمة بنتِ الخطَّاب العَظِيمةِ الشَّرَفِ والجاه، أو كَمَيْمُونةَ بنتِ الحارث آخرِ مَنْ تزوَّجها رسول الله، أو كَنسيبَةَ بنتُ كَعْبٍٍ أُمٍّ المحاربينَ التي كانت تحمل سيفًا يوم أُحُدٍ تُقَاتِل به كُلَّ مَنْ أضلَّتْهُ نَفْسُه وأعماه هَوَاه، أو كَأُمِّ حَرَام بنتِ مِلْحَانَ التي بشَّرها النبيُّ بأنها من الغُزَاة الذين يركبون البحر وهم كالملوك على الأَسِرَّة فوق أمواجِ الأمْوَاه، أو كأَرْوَى بنتِ عبد المطلب التي كانت تُؤازِرُ المسلمين وتَحَضُّ ابنها على بذْلِ مُهْجَتِه لِنُصْرة شريعة الإله، أو كأمِّ ذَرٍّ الغِفَارية التي ضربتْ أروع أمثلة الوفاء مع زوجها في تضاعيف تلك الحياة، كم كانتْ تَسْهرُ وعَيْنُها بالدُّمُوعِ السَّوَاجِم في غَسَقِ الليل مُحْدِقة؟
{وَلَأَمَةٌ مُؤْمِنَةٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكَةٍ}
¥