تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

من جميل ما يُقال وينبه عليه في شأن الصيام

ـ[ابو ربا]ــــــــ[08 - 08 - 10, 05:34 ص]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

قال الله تعالى:

(إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب)

قال ابن حجر رحمه الله:

الصابرون الصائمون في قول الأكثر.

قال الاوزاعي في تفسير الآية:

ليس يوزن لهم أجر ولا يكال انما يغرف لهم غرفا.

(تفسير ابن كثير).

وفى حديث سلمان المرفوع الذي أخرجه ابن خزيمه في صحيحه في فضل شهر رمضان (وهو شهر الصبر والصبر ثوابه الجنة)

وبما سبق يتبين

أن الصائمين من الصابرين الذين يوفون أجرهم بغير حساب.

ويدل على هذا ما ثبت في الصحيحين من حديث أبي هريره رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

(كل عمل ابن آدم له ,الحسنة بعشر امثالها الى سبعمائة ضعف قال الله عز وجل:الا الصيام فانه لي وانا أجزي به انه ترك شهوته وطعامه وشرابه من أجلي للصائم فرحتان: فرحة عند فطره وفرحه عند لقاء ربه ولخلوف فم الصائم اطيب عند الله من ريح المسك).

قال ابن رجب ومن أحسن ما قيل في قوله:

(إلا الصوم فانه لي وأنا اجزي به)

ما قاله سفيان بن عيينة رحمه الله تعالى قال:

هذا من أجود الأحاديث واحكمها (إذا كان يوم القيامة يحاسب الله عبده ,ويؤدي ما عليه من المظالم من سائر عمله حتى لا يبقى إلا الصوم فيتحمل الله عز وجل ما يبقى عليه من المظالم ويدخله بالصوم الجنة)

وعلى هذا فيكون المعنى: إن الصيام لله عز وجل فلا سبيل لأحد إلى اخذ أجره من الصيام بل أجره مدخر لصاحبه عند الله.

ومن الفضائل قول الله تعالى:

(كلوا واشربوا هنيئا بما أسلفتم في الأيام الخالية).

قال مجاهد رحمه الله تعالى وغيره:

نزلت في الصائمين.

قال الحسن:

(تقول الحوراء لولي الله وهو متكئ معها على نهر العسل تعطيه الكأس إن الله نظر إليك في يوم صائف بعيد مابين الطرفين وأنت في ظمأ هاجرة من جهد العطش فباهى بك الملائكة وقال انظروا إلى عبدي ترك زوجته وشهوته ولذته وطعامه من اجلي رغبة فيما عندي اشهدوا أني غفرت له. فغفر لك يومئذ وزوجنيك)

والمقصود

وهو

أن

هذه

الفضائل

وغيرها مما لم يُذْكَرْ

لا تكون إلا لعباد الله المتقين

قال الله تعالى:

(إنما يتقبل الله من المتقين)

ويتضح معنى الآية من قول الرسول صلى الله عليه وسلم:

(من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه)

أخرجه البخاري

وقوله صلى الله عليه وسلم:

(ليس الصيام من الأكل والشرب انما الصيام من اللغو والرفث)

رواه مسلم

وسر هذا كله ما قاله ابن رجب رحمه الله تعالى:

هو أن التقرب الى الله تعالى بترك المباحات لا يكمل إلا بعد التقرب إليه بترك المحرمات فمن ارتكب المحرمات ثم تقرب الى الله تعالى بترك المباحات كان بمثابة من ترك الفرائض ويتقرب بالنوافل

وان كان صومه مجزئا عند الجمهور بحيث لا يؤمر بإعادته ,لأن العمل انما يبطل بارتكاب مانهي عنه لخصوصه دون ارتكاب ما نهي عنه لغير معنى يختص به هذا هو (قول جمهور العلماء).

ومعنى كلامه رحمه الله:

ان الانسان اذا عَمِلَ عملا يُريد منه أمران:

الاول:

دفع العقاب وهذا يحصل بالاتيان بالشروط والواجبات

والثاني:

حصول الثواب وهذا يحصل بترك المنهيات فيه

فاذا جاء الانسان بالشروط والواجبات ووقع في المحرمات كالغيبة مثلا

دُفِعَ عنه عقابُ تركِ الصيام لمجيئه بالشروط والواجبات

ولكن لا يحصل له ثواب الصيام لوقوعه بالمحرمات

ولهذا جاء في الحديث

في شأن الصائم انه إذا سابه أحد أو قاتله أن يقول اللهم إني صائم

حفاظا على صيامه

ولشيخ الاسلام كلام قريب من هذا

والحمدالله رب العالمين

وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

27/ 8/1431

هجري

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير