[مجموع فتاوى العلماء في حكم استخدام جهاز الصدى في الصلاة]
ـ[رأفت الحامد العدني]ــــــــ[09 - 08 - 10, 12:23 م]ـ
مجموع فتاوى العلماء
في حكم استخدام جهاز الصدى في الصلاة
المقدمة:
الحمد لله،والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم .. وبعد
عن عليم، قال: كنا جلوسا على سطح معنا رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، قال يزيد: لا أعلمه إلا عبسا الغفاري، والناس يخرجون في الطاعون، فقال عبس: يا طاعون خذني، ثلاثا يقولها، فقال له عليم: لم تقول هذا؟ ألم يقل رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا يتمنى أحدكم الموت فإنه عند انقطاع عمله، ولا يرد فيستعتب " فقال: إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " بادروا بالموت ستا: إمرة السفهاء، وكثرة الشرط، وبيع الحكم، واستخفافا بالدم، وقطيعة الرحم، ونشوا يتخذون القرآن مزامير يقدمونه يغنيهم، وإن كان أقل منهم فقها ".
رواه أحمد في مسنده برقم 16040 [25/ 427]، ورواه الطبراني في المعجم الكبير برقم 58 [18/ 34]،وابن أبي شيبة برقم 37746 في مصنفه [7/ 530] وانظر ((الصحيحة)) (979) لشيخنا الألباني رحمه الله تعالى.
وقوله "ونشوا" المشهور أنه بفتح فسكون، وقيل: بفتحتين، وعلى الوجهين فآخره همزة، أي: جماعة أحداثا، وهو على الثاني جمع ناشىء، كخدم جمع خادم، وعلى الأول تسمية بالمصدر.
قال شيخ الإسلام بن تيمية: قراءة القرآن بصفة التلحين الذي يشبه تلحين الغناء مكروه مبتدع، كما نص على ذلك مالك والشافعي وأحمد وغيرهم من الأئمة. المستدرك على فتاوى ابن تيمية [3/ 89]
قال ابن كثير: قراءة القرآن بالألحان التي يسلك بها مذاهب الغناء، وقد نص الأئمة، رحمهم الله، على النهي عنه، فأما إن خرج به إلى التمطيط الفاحش الذي يزيد بسببه حرفا أو ينقص حرفا، فقد اتفق العلماء على تحريمه، والله أعلم. تفسير ابن كثير [1/ 65]
قال الطرطوشي في الحوادث والبدع: فالتالي منهم والسامع لا يقصدون فهم معانيه؛ من أمر، أو نهي، أو وعد، أو وعيد، أو وعظ، أو تخويف، أو ضرب مثل، أو اقتضاء حكم، أو غير ذلك مما أنزل به القرآن، وإنما هو للذة، والطرب، والنغمات، والألحان؛ كنقر الأوتار، وأصوات المزامير؛ كما قال الله عز وجل يذمّ قريشاً: {وَمَا كَانَ صَلَاتُهُمْ عِنْدَ الْبَيْتِ إِلَّا مُكَاءً وَتَصْدِيَةً}. ص 87
وقال السخاوي في ((فتح المغيث)) (1/ 281): والحق في هذه المسألة أنه إن خرج بالتلحين لفظ القرآن عن صيغته بإدخال حركات فيه، أو إخراج حركات منه، أو قصر ممدود، أو مد مقصور، أو تمطيط يخفى به اللفظ، ويلتبس به المعنى، فالقارئ فاسق، والمستمع آثم وان لم يخرجه اللحن عن لفظه، وقراءته على ترتيله فلا كراهة لأنه بألحانه في تحسينه. اهـ
أقسام جهاز الصدى:
جهاز الصدى ينقسم إلى عدة أقسام،وهي:
القسم الأول: أن يترتب على هذا الصدى ترديد وتكرار للحرف.
القسم الثاني: أن يظهر الصوت وكأنه صوت مغن.
القسم الثالث: أن لا يترتب عليه ترديد للحرف وتكرار له،وليس فيه إلا تفخيم الصوت،ويدعو للخشوع.
حكم استخدام كل قسم:
القسم الأول: وهو الذي فيه ترديد وتكرار للحرف،فهذا القسم يمنع الفقهاء استخدامه ويحرموه،لما يلي:
أ - لأنه يلزم منه زيادة أو أكثر في كلام الله المنزل.
ب - وفيه تسوية القرآن العظيم بالأغاني المحرمة.
ت - وفيه أنه يشبه البرق الذي تستعمله اليهود في صلواتهم.
القسم الثاني: وهو الذي يظهر الصوت وكأنه صوت مغن نهذا ممنوع ولكن لا يحرم.
القسم الثالث: وهو الذي لا يترتب عليه ترديد للحرف وتكرار له،وليس فيه إلا تفخيم الصوت،ويدعو للخشوع،فهذا لابأس به،والأولى تركه.
مجموع فتاوى العلماء
فتوى العلامة الفقيه العثيمين رحمه الله
¥