فمن العلماء يكرهها وأظن الشيخ محمد بن عثيمين سمعت له في أحد أشرطته إنكاراً عليها، ويقول إن من أضرارها: قطع أو بتر الآيات، حتى يردد الصوت جزءًا من الآية،يزعم من القرآن وليس من القرآن،فعلى الإمام أن يكون معتدلاً، تكون مكبرات الصوت فيها اعتدال لا إزعاج ولا نقص.
أنا لا أطال بالإغلاق، أعلم أن المساجد إن كان الصف طويلاً يحتاج إلى مكبر وأن أصوات الأئمة تختلف قوة وضعفاً،لكن لا نريد العدوان،لا نريد أن نبالغ في مكبر الصوت.
وإذا جاء رمضان زدنا المكبرات وضاعفنا أعدادها حتى نرى في الصف الواحد أكثر من سماعة بث، فيكون الناس يشقون بهذه الأصوات المزعجة المؤلمة.
فتوى العلامة الشيخ صالح بن فوزان الفوزان حفظه الله
سئل: ظهرت الآن في المساجد صدى لمكبرات الصوت،حتى أحياناً يتكرر فيها الحرف وأحياناً يسمع مثل الأزيز، فما نصيحتكم لمن يجعلونها في المساجد؟
فأجاب حفظه الله: ننصح بمنع هذا الشيء، يجب على المسئولين على المساجد أن يمنعوا هذا الصدى، لأنه يضر الناس،وهذا من الإسراف، لا شك أن مكبر الصوت فيه فائدة يساعد الإمام،يبلغ المأمومين،لكن من غير إسراف في رفع الصوت حتى يشق عليه، لأن السمع له طاقة محدودة ما يتحمل أكثر منها، ويتأذى المصلون إذا ارتفع الصوت من ناحية السمع هذه ناحية.
ومن الناحية الثانية: ما أشار إليه السائل أن هذا تتداخل الحروف ولا يعلم ماذا يقرأ الإمام،يجب تجنب هذا الشيء، ويقتصر على صوت المكبر العادي الذي ليس فيه صخب،وليس فيه خلط للحروف، الواضح الفصيح، نعم، فخير الأمور أوسطها: في من يمنع مكبر الصوت نهائياً، يعتبر أنه ما يجوز وأنه بدعة، وفي من يبالغ في استعماله،حتى يشق على الناس ويضر الناس، فالخير الوسط.
فتوى في شريط مسجل في الطائف 1420 هـ
فتوى العلامة الشيخ ابن جبرين رحمه الله
السؤال:-
يقوم بعض الأئمة بوضع مكبرات صوت وجهاز يعرف باسم (جهاز صدى) يحدث أثناء القراءة تردّداً في أواخر الكلمات مما يجعلها متداخلة غير واضحة أحياناً، وقد تحدث نوعاً من جمال الصوت بالمقابل ربما تأثر المصلون وخشعوا على إثره، فما ترون في ذلك أحسن الله إليكم؟
الجواب:-
هذه المكبرات كثيراً ما تحدث التشويش وخفاء الصوت، حيث إنها تلتقط الأصوات قبل أن تُفهم، وأحياناً تُحدث الصدى في داخل المسجد، مما لا يفهم معه صوت القارئ. فأرى أن لا تستعمل هذه الأجهزة القوية إلا إذا قصر من صوتها، فإن كان قصد الإمام تحسين الصوت، أو تحصيل الخشوع، فليكن ذلك بغير هذه المكبرات، وإن قصد سماع البعيد، ليحصل له شهرة، وثناء بين الناس، كان ذلك داخلاً في الرّياء والسمعة، فإن قصد تنبيه الغافل، وحضور المتكاسل، كان ذلك حسناً، لكن لا يُبالغ في رفع صوت المكبر، بحث يُشوّش على المساجد الأخرى. والله أعلم.
فتاوى الشيخ ابن جبرين [24/ 23]
فتوى العلامة الشيخ عبدالكريم الخضير حفظه الله
يقول من الكويت: هناك بعض من المساجد يركب مع الميكرفون اللاقط، أجهزة صدى، تكرر الأحرف، وأحياناً كلمات مثل: الله أكبر، فيأتي الصدى آكبر، فهل في ذلك شيء؟
الصدى إن كان المقصود به تحسين وتزيين الصوت بالقرآن، أو تزيين القرآن بالصوت، كما جاء في الحديث الصحيح، على أن لا يكون فيه مبالغة وسرف، ولا يكون أيضاً فيه مزيد على المطلوب من التحسين من تكرار بعض الكلمات والحروف، إذا كان لمجرد تحسين الصوت وتنديته فلا بأس -إن شاء الله-، أما إذا كان لتكراره تقرأ الآية مرتين، أو الكلمة ترد مرتين هذا لا يجوز.
مجموع مقالات الشيخ عبدالكريم الخضير [48/ 39]
فتوى العلامة الشيخ خالد بن علي المشيقح حفظه الله تعالى حفظه الله
المسألة السابعة: من النوازل التي حدثت في الآذان وكذلك في الصلاة ما يتعلق بالصدى يعني وضع جهاز يفخم صوت القارئ أو صوت المؤذن.
نقول بالنسبة لهذا الصدى ينقسم إلى قسمين:
القسم الأول: أن يترتب على هذا الصدى ترديد وتكرار للحرف فنقوا بأن هذا محرم ولا يجوز لما في ذلك من عدم احترام كتاب الله عز وجل وتعظيمه حق التعظيم وأيضاً فيه شيء من الابتذال بهذا العمل.
والأصل في القرآن هو التدبر والتذكر لأن الله - عز وجل - قال: ((كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ)) (1). ومراعاة مثل هذه الأمور تصرف هذه المصلحة الكبيرة بحيث يكون المراد من القراءة أو من الآذان ونحو ذلك من بقية الأذكار الشرعية هو مجرد الظاهر دون الباطن وهذا خلاف ما أراده الشارع.
القسم الثاني: أن لا يترتب عليه ترديد للحرف وتكرار له وهذا لا بأس به وجائز.
والأولى أن تكون عناية المصلي وكذلك أيضاً الإمام هي ما يتعلق بالتدبر والتذكر وعدم التعلق بالظاهر دون الباطن.
موسوعة فضيلة الشيخ خالد بن علي المشيقح حفظه الله تعالى [1/ 42]،وفقه النوازل في العبادات [ص 42] الشيخ خالد بن علي المشيقح
الحمد لله رب العالمين
¥