تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

هل يجوز للمرأة الإستمناء والعبث الذي قد يؤدي بها إلى فض بكارتها؟.

ـ[أبو إلياس الوحسيني]ــــــــ[23 - 07 - 07, 04:40 ص]ـ

الحمد لله رب العالمين

وبعد

ينبغي أن يعلم أولا من هو المستمني ...

المستمني انسان وسوس له الشيطان و ألقى اليه بخاطرة السوء .. فأصغى اليها فؤاده .. ثم ارتضاها ثم تمنى اقتراف المعصية ... وفي كل مرة تشتد به الشهوة يزداد تمنيه للوقوع في المعصية.

ومن يشبه استفراغ المني بهذه الطريقة باستفراغ الدم الفاسد بالحجامة أو بإخراج الاخبثين فليعد النظر الى ما يقوله ... والسرفي ذلك انه لا انفكاك للمستمني عن تمني الوقوع في المعصية في اللحظة التي يقترف فيها ما يقترف .. فلو لم يتمنها و يفكر فيها ويدمن اعمال الخاطرة في ذلك ما أمكنه ان يستمني ... لأن الاستمناء لا يكون بغير شهوة ... والا فيكون ذلك و اخراج الدم بالحجامة سيان!

ولاشك ان تمني المعصية -و الحالة هذه -معصية .. وقد جاءت الاحاديث بهذا المعنى فيمن يتمنى أن يكون مثل فلان من المفسدين حتى يفعل فعله وهي معروفة.

وعلى هذا .. ففاعل ذلك ليس من الحافظين فروجهم إذ الحفظ يستعمل في كل تفقد و تعاهد و رعاية كما قال الراغب .. وفي القاموس .. حفظه حرسه ...

والذي يتمنى اقتراف المعصية لم يتعاهد ولم يتفقد ولم يحرس فرجه ...

فإن قيل حفظ الفرج في الآية إنما يكون عن فرج حرام ... فالجواب أن هذا افتراء على لسان العرب و تخرص .. فإن العرب تسمي الشيء بما يكون سببا له .. و تسمي الشيء باسم مجاوره .. وتسمي الشيء ببعضه كما سميت الصلاة الصلاة وإنما الصلاة في الاصل الدعاء ... فسميت الفريضة باسم بعض ما فيها .. قال ابن قتيبة في تاويل المشكل) ان القرآن نزل بألفاظ

العرب ومذاهبها (وقال) العرب تستعير الكلمة فتضعها مكان الكلمة اذا كان المسمى بها بسبب من الاخرى أو مجاورا لها أو مشاكلا .... ويقولون

للمطر سماء لأنه من السماء ينزل ... قال الشاعر

إذا سقط السماء بأرض قوم اا رعيناه و إن كانوا غضابا ...... /انتهى.

وهذا امر معلوم لمن تذوق العربية وجرت منه مجرى الدم.

وإذا كان الأمر كذلك ... وعلم ان العرب قد تسمي الشيء بما يكون سببا له

فإن الذي يدمن هذا الامر لا شك من انه يتمنى في كل مرة قربان المعصية

و قد علم ان الله تعالى لم ينه عن مباشرة الزنا خاصة بل نهى عن قربانه ايضا وعن التلبس بأسبابه .... فلا يكون حافظا لفرجه من هذه حاله.

ومن جهة بلاغية لو نظرنا الى قوله تعالى) حافظون (نجدها وصفا على هيئة اسم الفاعل .. وتقرر في علم البلاغة ان هذه الصياغة تفيد الدوام و الثبوت ... فهم ثابتون دائمون مواظبون على حفظ الفروج ... ولا يكون حافظا لفرجه من تمنى الوقوع في المعصية و تلبس بمقدماتها كحال المستمني.

لذلك ... فحفظ الفرج - كما يفهمه العربي الاصيل ليس هو المعنى " السطحي" الذي يفهمه الظاهرية الا وهو حفظ الفرج من الايلاج!

كيف يكون هذا و الله يقول) ولاتقربوا الزنا (.

ومن جهة اخرى ... فالذي يفعل الاستمناء هو ممن يستخفون من الناس و لا يستخفون من الله ... وليس هذا بدافع الحياء أو لأنه لا يريد ان يرى الناس سوءته كالذي يستحيي أن يراه الناس بائلا او متغوطا أو يأتي اهله ... كلا .. ثم كلا ... فالذي يقضي حاجته لا يتحرج من سائل سأله أين كنت فقد لبثت ببابك زمنا طويلا انتظرك ... لا يستحيي ان يقول له كنت أقضي حاجتي ... او أن يقول له .. لا تأتني في هذا الوقت فإني آتي اهلي .. او اكون فيه مع اهلي .. أما الذي يستمني. فإنه يكره ان يطلع الناس على أنه يفعل ذلك ... و لا بوح به أبدا .... الا اذا كان مخبولا فهذا رفع عنه القلم.

من جهة اخرى ... فإن الله يقول) فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون (

واسم الاشارة يعود على مااستثني وهو الحليلة و ملك اليمين ... مع تفاصيل اخرى جاءت بها السنة ... فكل ما وراء ما فصله الله و رسوله إذن فإن مبتغيه هو من جملة العادين ... ولا يعني هذا أن الآية نفسها ساكتة عن التقبيل و الضم و وسائر أنواع المداعبات لتخصيص الفروج وحدها بالذكر ... كلا ... فإن العرب لها توسع في بيانها فتختصر الكلام وتذكر عاقبة الفعل و مآله و منتهاه .. كقولهم ... قتلته .. و القتل انما هو عاقبة جملة من الافعال اختصرت و طوي ذكرها كالضرب وغيره .. و أحيانا تعكس العرب ذلك فتاتي باول الفعل تريد به عاقبته كقوله تعالى فضرب الرقاب ... اي اقتلوهم .. لذلك فقوله تعالى) لفروجهم حافظون (

شامل لكل المقدماتالتي بينها قوله تعالى) ولاتقربوا الزنا (وقوله تعالى

) لاتقربوا الفواحش ما ظهر منها و ما بطن (وقوله تعالى) وذروا ظاهر الاثم و باطنه (وكيف يقال للمستمني أنه حافظ لفرجه وهو يرتع حول الحمى يوشك أن يقع فيه ... فإما أن يكون حافظا لفرجه ... و إما ان لايكون حافظا لفرجه ... فأخبرونا

من وجه آخر .. الاستمناء ليس من النعم و لا من الافعال التي نشكر الله عليها ... او نحمده على تيسيرها .. مع أنه ورد في الاحاديث حمد الله تعالى ان جعل للطعام مخرجا ... فالاستمناء على هذا يخرج من حيز المباحات و المستحبات و الواجبات .... ولا يليق عند العقلاء ان يقول الانسان اشكر الله على الاستمناء ... فلم يبق الا الكراهة او التحريم ..

فبحث له الائمة عن مكان فلم يجدوا اليق له من آيات حفظ الفرج ... اذ

حفظ الفرج من الزنا يكون بحفظه من مقدماته الباطنة التي يعد منها الاستمناء .... وهو معنى قوله تعالى) و لاتقربوا الزنا () و لاتقربوا الفواحش ماظهر منها و ما بطن () وذروا ظاهر الاثم و باطنه (.

والله أعلم

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير