تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[-دعوة المتنطعين لتوحيد الأهلة (!): لماذا لا ينادون بتوحيد العقيدة وبتحكيم (كتاب الله)؟]

ـ[عبد الحق آل أحمد]ــــــــ[10 - 08 - 10, 06:36 م]ـ

{بسم الله الرحمن الرحيم}

-دعوةُ المتَنطعينَ لتَوحِيدِ الأهِلَّة (!): لماذَا لاَ ينادونَ بتَوحيدِ العَقيدةِ وبتَحْكيمِِ (كتاب الله)؟

-لصاحب الفضيلة العلامة الشيخ الدكتور-

صالح بن فوزان الفوزان

- حفظه الله وسدده -

- قال كما في {تسهيل الإلمام بفقه الأحاديث من بلوغ المرام} عند شرحه للأحاديث الدالة على ثبوت هلال رمضان؛ قال:

" .. أما ما ينادي به اليوم بعض الجهال والمتعالمين المتنطعين من العمل بالحساب الفلكي فهذا إحادث شيء في دين الله لم يشرعه الله عز وجل، الله جل وعلا شرع لنا الصيام بأحد أمرين إما رؤية الهلال وإما إكمال شعبان ولا يصير هناك شيء ثالث، وكان الحساب والتنجيم ومعرفة منازل القمر موجودا في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وكان أقوى مما هو الآن، ولم يعتمد النبي صلى الله عليه وسلم على الحساب لأنه عرضة للخطأ، فالحساب عمل بشري عرضة لخطأ، والحساب يغلط لأنه بشر، وأيضا الحساب أمر خفي لا يعلمه كثير من الناس، والدين يسر ولله الحمد. فالشارع علَّق الصيام بأمور واضحة يعرفها العامي والمتعلم وكل يعرفها ولا تحتاج إلى كلفة، رؤية الهلال أو إكمال عدة شعبان ثلاثين يوماً هذا يعرفه كل أحد، خلاف الحساب لا يعرفه كل أحد، وأيضاً هو عرضة للغلط والخطأ والتسرع بالأمور، الذين يظهرون على الناس كل سنة بالتشكيك في رؤية الهلال والمخالف قول الفلكين وأن الهلال لا يمكن أن يرى هذه الليلة أو كذا، كل هذا من الجهل ومن القول على الله بلا علم، والواجب أن يُردَعَ هؤلاء وأن يُمنع من هذا التلاعب.

فهذا أمر يجب العناية به وعدم فتح المجال لكل متلاعب أن يشكك الناس في أمور عباداتهم، أمور العبادات ولله الحمد معلقة بأمور واضحة، الصلوات مواقيتها واضحة، صلاة الصبح بطلوع الفجر شيء واضح، صلاة الظهر بزوال الشمس وظهور الظل من جهة المشرق هذا شيء واضح يعرفه كل أحد، صلاة العصر إذا تساوى الظل والشاخص أي إذا تساوى ظل الشيء مع الشيء نفسه عندئذ يدخل وقت العصر، صلاة المغرب بعد غروب الشمس، صلاة العشاء بعد مغيب الشفق الأحمر، كل هذه أمور واضحة، كذلك الصيام، الصيام برؤية الهلال، الهلال أمر واضح، أو بإكمال شعبان ثلاثين يوماًُ غذا لم ير الهلال، هذا يسر من الله سبحانه وتعالى {وما جعل عليكم في الدين من حرج}.

يعقدون المؤتمرات والندوات الآن ليوحدون الأهلة ويقولون هذا سبب تشتت المسلمين واختلاف المسلمين، سبحان الله، المسلمون يصومون من عهد النبي صلى الله عليه وسلم إلى وقتنا هذا وما حصل إشكال إلا وقت أن جاء هؤلاء الأغراب، ثم إنه ما الذي يوحد المسلمين، هو رؤية الهلال؟ الذي يوحد المسلمين الحكم بكتاب الله، وأين الحكم بكتاب الله عند كثير من هؤلاء؟ ما عندهم حكم بكتاب الله لماذا لم ينادوا بتحكيم كتاب الله حتى يتوحد المسلمين، لم يجدوا إلاَّ الهلال فقط هو الذي يركزون عليه، هذا من الجهل ومن التنطع الذي ما أنزل الله به من سلطان. لا يتحد المسلمون إلاَّ يتصحيح العقيدة، لماذا لا ينادون بتصحيح العقيدة حتى تتم الوحدة بين المسلمين؟ المسلمون لا يتحدون من غير عقيدة صحيحة، عقيدة التوحيد، لا يتحدون إلاَّ بذلك، أما إذا كان كل واحد له نِحلة، كل واحد له طريقة، كل واحد له عقيدة، فلا يمكن أن يتحد المسلمون، لا بد أن يتعادوا ويتقاطعوا وتنشب بينهم حروب، فلماذا لا ينادي هؤلاء بتصحيح العقيدة حتى يتحد المسلمون؟ لماذا لا ينادون يتحكيم كتاب الله ونبذ القوانين الطاغوتية حتى يتحد المسلمون؟ أما مسألة الصيام حتى لو صاموا جميعا لا يحصل الاتحاد.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير