تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

هذا وأود أن يتنبه المسلمون إلى أن هناك عوامل أخرى لها أهميتها البالغة وأثرها القوى في وحدة الأمة الإسلامية من أهمها توحيد التشريع والقضاء والنظم الدستورية والاقتصادية و الثقافية على أساس من الدين الذي يدينون به جميعًا، فإن عدم توحيد هذه الأمور وغيرها هو الذي باعد بين المسلمين وجعلهم نهبًا لغيرهم من الدول، وجعل رابطتهم مفككة وصدق رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فيما رواه البيهقى عنه إذ يقول "ولا نقضوا عهد اللَّه وعهد رسوله إلا سلط عليهم عدوًّا من غيرهم فأخذ بعض ما في أيديهم، وما لم يحكم أئمتهم بكتاب اللَّه إلا جعل بأسهم بينهم "

قال الدكتور نصر فريد واصل مفتي مصر الاسبق وعضو مجمع البحوث الاسلامية: صوم رمضان شرعا يجب برؤية هلاله والافطار منه يجب برؤية هلال شوال لقول الله تعالى في شأن صيام رمضان (فمن شهد منكم الشهر فليصمه) وقول النبي صلى الله عليه وسلم (صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته فان غم عليكم فاكملوا عدة شعبان ثلاثين يوما). وقد اختلف الفقهاء في المراد من الامر الوارد في الحديث بالصوم هل المراد به العموم أي جميع المخاطبين المكلفين بالصوم من المسلمين في كل مكان أم المراد الخصوص بمعنى ان الأمر يتعلق بمن تثبت الرؤية في حقهم دون غيرهم وذلك على قولين

احدهما وهو قول جمهور الفقهاء ان الخطاب لجميع الملكفين لأنه اذا ثبتت الرؤية في حق بلد من البلاد الاسلامية وجب عليهم العمل بها وتبليغها الى بقية الدول الاسلامية الاخرى التي لم تشهد ووجب على من لم ير الاخذ برؤية من رأى والصوم معهم إن كانوا مشتركين معهم في جزء من الليل وهذا القول يعتمد على وحدة المطالع بالنسبة لجميع البلاد اعتمادا على وحدة العبادة بين المسلمين ان تعلقت بهم في يوم واحد يشترك في جزء من الليل وهذا مذهب الحنفية والمالكية وقول الشافعية والحنابلة.

والقول الثاني: ان لكل بلد مطلعه فاذا ما رأى أهل بلد اسلامي الهلال ولم يره اهل البلد الآخر وجب على من رأى العمل بمقتضى هذه الرؤية ولا يلتزم بها أهل البلد الاخر لأنهم لم يروا لان الحديث موجه الى المخاطبين بالرؤية فقط ولان الصوم متعلق بالرؤية وليس بالعلم بها عن الغير وهذا مذهب جمهور الشافعية والحنابلة وقول في مذهب الحنفية والمالكية.

واضاف الدكتور واصل: القولان من حيث الاصل الشرعي والاجتهاد الفقهي صحيحان في الاسلام ولهذا لم يعترض احد من الفقهاء على أحد وظل العمل بهما معا قائما من عهد الصحابة والتابعين حتى عصرنا الحاضر في البلاد الاسلامية. ونظرا للتقدم العلمي الكبير وظهور وسائل الاتصالات الحديثة المكتوبة والمقروءة والمسموعة والمرئية ونظرا لان الهلال جرم سماوي مادي لا يتغير ولا يتبدل في ذاته ولا في علاقته بالارض ولا بالكواكب الشمسية الاخرى لقول الله تعالى: «والشمس تجري لمستقر لها ذلك تقدير العزيز العليم والقمر قدرناه منازل حتى عاد كالعرجون القديم لا الشمس ينبغي لها ان تدرك القمر ولا الليل سابق النهار وكل في فلك يسبحون»، وانما يتغير موقعه بتغيير الزمن وتغيير المكان نظرا لدورة الارض حول نفسها في اليوم والليلة مرة واحدة ودوران القمر حول الارض دورة واحدة كاملة في الشهر عكس دورة الارض وقد تقدم العلم الفلكي الان والحساب المتعلق به واصبح من الدقة بمكان للدرجة التي يمكن معها تحديد منزل القمر في كل مكان من العالم بالنسبة للارض تحديدا دقيقا يقدر بجزء من الثانية وذلك اعتمادا على الالات العلمية والحسابية الحديثة التي لا تقبل الخطأ من الناحية العلمية لذلك فاننا نرجح العمل برأي من قال بوحدة المطالع وهو أن الهلال اذا ثبت في بلد ثبت في حق اهل هذا البلد وفي حق اهل جميع البلاد الاخرى المشتركة مع بلد الرؤية في جزء من الليل ووجب التبليغ والاعلام ووجب على من بلغه العلم بالرؤية العمل بها ان ثبت لديه بيقين وغلب ظنه صحة الرؤية وتأكد العلم بها وهذا التبليغ يمكن اعلام الجميع به في نفس الوقت واللحظة بالصوت والصورة والكلمة المقروءة والمكتوبة ووسائل الاتصال العصرية وذلك لان وحدة المسلمين في العبادات مأمور بها امر الزام لقول الله تعالى «ان هذه أمتكم أمة واحدة وانا ربكم فاعبدون».

ويتابع الدكتور نصر فريد واصل: اعددت مشروعا لتوحيد الرؤية في البلاد الاسلامية عندما كنت مفتيا لمصر وقمت بعرضه على المشاركين اثناء مؤتمر بجدة منذ بضع سنوات وقد لاقى المشروع ترحيبا كبيرا وقدمنا هذا المشروع الى لجنة التقويم الهجري الموحد ويشمل المشروع اطلاق قمر صناعي اسلامي يحمل منظارا فلكيا لرصد حركة الهلال ويغطي بلدان العالم الاسلامي كله حيث يمكن لاجهزة الرصد بالمحطات الارضية ان ترصد صورة الهلال كما لو كان هذا الرصد من فوق الارض مباشرة وبذلك تتحقق الرؤية الشرعية الجماعية للهلال.

ـ[أبو أنس دريابادي الهندي]ــــــــ[11 - 08 - 10, 04:01 م]ـ

دعوةُ المتَنطعينَ لتَوحِيدِ الأهِلَّة (!): لماذَا لاَ ينادونَ بتَوحيدِ العَقيدةِ وبتَحْكيمِِ (كتاب الله)

... مااجمل قول الشيخ ... والله لقد سررت بهذا الكلام غاية السرور ... وعرفت كثير من الحاسدين والحاقدين للإسلام ومن أمثال المشتشرقين يريدون وراء هذا القول لأن يسخرون ويستهزؤن علي المسلمين وعلي ماهم ...

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير