أخي الحبيب: قال الله تعالي:" قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ"
جاءت آية الإختبار لتميز الخبيث من الطيب، وتُفرق بين النائحة الثكلي والمستأجرة، ففرقٌ بين من يدعي حب النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بلسانه فحسب وبين الصادق في الإتباع.
أتحب أعداء الحبيب وتدعي حبًا له ما ذاك في الإمكان
وكذا توالي جاهدًا أعدائه أين المحبة يا أخا الشيطان
إن المحبة أن توالي من تحب علي محبته بلا نقصان
فإن أدعيت له المحبة مع خلا فك ما يحب فأنت ذو بهتان
لقد دعاك النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلي الزواج عند الإستطاعة ثم دعاك إلي الصوم عند العجز علي الإستطاعة.
أيها الصادق المحب: إلي من سيكون ولائك؟ وخلف أي الركبين ستسير؟ ووراء أي الداعيين ستكون خطاك؟.
عَنْ أَبِي بَرْزَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:" إِنَّ مِمَّا أَخْشَى عَلَيْكُمْ شَهَوَاتِ الْغَيِّ فِي بُطُونِكُمْ وَفُرُوجِكُمْ وَمُضِلَّاتِ الْهَوَى".
يعيش العالم حالة من الإثارة الجنسية العارمة المنذرة بالهلاك والدمار العام، فلا يكاد الإنسان ينظر يمينه أو شماله إلا ويجد تلك الإثارة التي تدغدغ الرغبات الجنسية في الرجل والمرأة، وتلهب نار الشهوة فيهما، فالتلفاز والإنترنت والإذاعة والمجلة والجريدة و ... ؛ كل هذه الوسائل تصب في بحر الإغراء والتحريض علي الفواحش، وحتى الإعلانات الدعائية الاستهلاكية المختلفة تحمل الصور الإغرائية، حتى الإعلانات لإطارات السيارات تجدها وقد صُوِّرت بجانبها امرأة شبه عارية، وفي الشارع اختلط النساء المتهتكات المتبرجات بالرجال، فمن وقت لآخر في هذه الشوارع تسمع كلمات الغزل، والإغراء بالفاحشة بين الجنسين، وقد انطلقت عيون الشباب تترقب نظرة، أو حركة من الفتيات المتهتكات حتى يلحقوا بهن أملاً في تحقيق مآربهم الخبيثة.
لهذا كان واجب المسلم أن يكون بابًا قويًا مغلقًا في وجه هذه الانحرافات؛ واثقًا بالله مستعينًا به، ومتعلقًا بحبله المتين في هذا الزمان الذي قلّ فيه أشباه يوسف، وعدّوات الحور العين قد أطللن من كل مكان، وأخوات امرأة العزيز عجّت بهن الطرقات في حصار يشبه ما فعلته أختهن من قبل "وَغَلَّقَتِ الأَبْوَابَ" وأبرزت كل واحدة منهن مفاتنها، وكشفت ما اسُتتر من زينتها ولسان حالها يقول للشباب "هَيْتَ لَكَ".
إذا كان هذا هو الحال كما لا يخفي علي الجميع فإلي أي شيء ندعو وبأي شيء نحتمي؟ بالعادة السرية؟!! معاذ الله.
إن الذي يدعو إلي هذه العادة وهو يظن أنه يدعو إلي العفة والحياء فقد رام مستحيلاً ورأي سرابًا حسبه لُجة حتى إذا جاءه لم يجده شيئًا ووجد الله عنده فيوفيه حسابه جزاء فعله، فهو يدعو إليها وهو يظن أنها تسكن الشهوة وتمنع الزنا واللواط والفاحشة في المجتمع ونسى أو تناسي أن صاحب هذه الفعلة حاله تمامًا كحال الذي يشرب من ماء البحر الملح الأجاج ليرتوي وهو لا يعلم أن كثرة شربه إنما تزيده عطشًا وأنها حتمًا ستقتله بعد وقت قصير جدًا ... .
قال القاضي أبو بكر بن العربي: وعامة العلماء علي حرمته – الاستمناء - وهو الحق الذي لا ينبغي أن يُدان الله إلا به.
وقال بعض العلماء: إنه كالفاعل بنفسه، وهي معصية أحدثها الشيطان وأجراها بين الناس حتي صارت قيلة – مسألة – ويا ليتها لم تُقل، ولو قام الدليل علي جوازها لكان ذو المروءة يُعرض عنها لدناءتها.
وما أجمل ما قاله الإمام الشوكاني حيث قال: ولا شك أن هذا العمل هجنةً وخسّة، وسقوط نفسٍ، وضياع حشمة، وضعف همة.
ذهب المالكية والحنفية والشافعية وجمهور العلماء إلي حرمة الاستمناء، بل وستعجب إن قلت لك أن ممن ذهبوا إلي حرمتها الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله!! قال الإمام ابن تيمية رحمه الله: أما الاستمناء باليد فهو حرام عند جمهور العلماء وهو أصح القولين في مذهب أحمد. مجموع الفتاوي ج 34 ص 329.
قال ابن قدامه الحنبلي في المغني: ولو استمني بيده فقد فعل محرمًا.
قال ابن القيم: والصحيح عندي أنه لا يُباح.
¥