تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[المغاربة بين توحيد الصيام واختلاف المطالع]

ـ[أبو عائشة المغربي]ــــــــ[11 - 08 - 10, 07:01 ص]ـ

عند بداية كل شهر رمضان، يقع كثير من المتدينين المغاربة في حيص بيص، نظرا لتخلف البلاد غالبا عن باقي دول المسلمين في الإعلان عن دخول الشهر وخروجه بيوم واحد وأحيانا يومين، مما يسبب بلبلة وفتنة في صفوف المتدينين، ما بين مناد بضرورة توحيد الصيام مع باقي المسلمين في البلاد الأخرى، عملا بعمومات النصوص، واتباعا لأول رؤية، وعدم اعتبار بالحدود الوهمية التي وضعها الاحتلال، وقد كان الغماريون أول من أثار هذه القضية،ودعوا إلى توحيد الصيام مع بلاد المسلمين، ولو أدى ذلك لمخالفة السلطة و عامة الشعب، ثم كانت الصحوة التي عرفتها البلاد في بداية القرن الخامس عشر، وقد كانت هذه المسألة من ضمن ما أثير من القضايا،بل كانت من أساسيات دعوة بعض المشايخ كالشيخ محمد زحل،،وما بين مؤكد على ضرورة الأخذ برؤية أهل البلد، حفاظا على وحدة كلمة المسلمين، ودرءا لما يقع من فتنة، وهناك طائفة ثالثة ترى أن الأولى مراعاة التوحد مع أهل البلد، لكنها لا تثق فيما تعلنه الوزارة، وترى أن الأمر قد دخلته السياسة، وأن الناس طالما رأوا الهلال بأعينهم،ورأوه بأبصارهم، ومع ذلك أعلن عن تمام الشهر، فلذلك فقدوا الثقة في الإعلان الرسمي.

وقد ترتب عن هذا الاختلاف تشتت الناس داخل الأسرة الواحدة بين صائم ومفطر، وقد يحدث ذلك أحيانا ردودا قاسية عند العامة، ويخلق تشنجات وتوترات بين الشباب و بين آبائهم، كما أن العيد يمثل التعبير الأفضل لهذه الفتنة، فالموحدون إما يصلون العيد فرادى، أو مع عوائلهم، أو يجتمعون خفية عن أعين السلطة، في منزل بعيد، أو في غابة مهجورة، وأحيانا،تباغتهم الشرطة على حين غرة، فتقودهم من المصلى إلى السجن، ولا تسل عن حال ذلك الموحد يوم العيد، فلا لباس العيد قد ارتداه، ولا فرحة العيد قد أظهرها، ولاأخرج أبنائه ونسائه لشهود دعوة العيد، بل غالبهم يزاولون أعمالهم ووظائفهم وتجارتهم، بل إن التجار ذلك اليوم هو يومهم، قلا ترى عليهم إلا ثياب العمل والشغل، ولا يستطيع ان يظهر إفطارا،ولذلك تجده ربما لم ياكل شيئا طول اليوم، وبعضهم يحاول من الغد ان يستدرك فيحضر الصلاة مع المسلمين، مع انه لا يرى ذلك اليوم عيدا.

هذا حال المتدينين المغاربة مع رمضان والعيد، ولنا ان نسأل:

أي الحالين موافق لمقاصد الشريعة من توحيد العبادة وجمع الناس يوم العيد؟

من من علماء عصرنا (غير الغماريين) أفتى بوجوب التوحد ولو ادى ذلك لمخالفة أهل البلد؟

أجيبونا مأجورين

ـ[محمد بن عبد الجليل الإدريسي]ــــــــ[11 - 08 - 10, 02:04 م]ـ

أخي الكريم جزاك اللهُ خيرا على الموضوع.

لا شك أن توحيد الصيام من توحيد الأمة و أن ذلك هو الصواب إذا ثبت فعلا رؤية الهلال في بلد من البلدان. لكني في السنين الأخيرة بدأتُ أشك في رؤية الهلال في بلاد المشرق خصوصا و أنا مهتم بعلم الفلك و أعلم وضع القمر في الليلة التي يراقب فيها إخواننا المشارقة هلال الشهور العربية، فلا أخفيك تعجبي من رؤيتهم للهلال ...

و البارحة و كما ذكرتُ في هذا الملتقى من شبه المستحيل أن يُرى الهلال الليلة الماضية حيث أن وضع القمر قريب من الشمس و كذلك وقت مكوثه قبل غيابه 6 دقائق ... فسبحان الله أقول في نفسي كيف رأى إخواننا هلال شهر رمضان؟

و من خلال السنين الأخيرة لاحظتُ أن المسؤولين في وزارة الأوقاف المغربية أصابوا في مراقبتهم للهلال و كانت كل توقعاتي في محلها من حيث موضع القمر و ما إلى ذلك.

و كما لاحظتم في هلال ذي الحجة للسنة ما قبل الماضية كان الفرق بيننا و بين بلدان المشرق يومين و لا زلتُ أذكر أنني ذكرتُ في هذا الملتقى أن رؤية الهلال التي ذكرها إخواننا المشارقة آنذاك كانت مستحيلة لكن اللهَ تعالى أعلم بالصواب.

و يجب أن نذكر أن مراقبة الهلال في المغرب تتم في أكثر من 200 نقطة مراقبة و علمتُ أن هناك طائرات عسكرية تنطلق طيلة الشريط الساحلي عند الغروب تراقب بتمعن هلال الشهور العربية و هذا من فضل الله و الحمد لله.

و دولة قطر التي هي من دول المشرق قامت بمراقبة الهلال البارحة فلم يرووا شيئا رغم أجهزة التيلي سكوب التي استُعملت، فما بالك بالرؤية الشرعية بالعين المجردة ...

و الله تعالى أعلم.

ـ[محمد الأمين]ــــــــ[11 - 08 - 10, 02:28 م]ـ

أثق في رؤية المغرب ثم عمان أكثر من أي دولة أخرى

ـ[الفهمَ الصحيحَ]ــــــــ[11 - 08 - 10, 03:17 م]ـ

وفقكم الله.

من خلال التتبع لسنين طويلة ... مع الرصد بالعين الباصرة ... ومراعاة نتائج الفلكيين الدقيقة ... أرى - كما يرى بعض الأناسي غيري - أن أهل المغرب الأقصى أصح الناس صومًا وفطرًا.

وقول أخي أبي عائشة: ( ... وأن الناس طالما رأوا الهلال بأعينهم،ورأوه بأبصارهم، ومع ذلك أعلن عن تمام الشهر، فلذلك فقدوا الثقة في الإعلان الرسمي). = يحتاج لإثبات قوي ... وإلا فدعوى الرؤية طالما سمعناها من أناس وعند التحقق كانت كأن لم تكن ... بسبب خطأ بصري ... أو خطأ في نقل دعوى الرؤية .... ومع هذا أقول ربما صحت الرؤية في سنة ما ... وحكم الحاكم بخلافها ... إما لأنها لم تبلغه بوجه صحيح ... وإما كانت من طرف أناس لم تعتمدهم المجالس العلمية ... أو لغير ذلك من الأسباب التي يراها الحاكم الشرعي معتبرة عنده.

أما الإنقسام الحاصل في بلدكم فيشارككم فيه غيركم في مشرق الأرض ومغربها ... من بين مقل ومستكثر ... فلا تبتئس ... وما أرى الأمر فيما يستقبل من الأيام إلا في ازدياد ... ولهذا أسباب لها تعلق بالولاء والبراء ... والعلم والجهل ... ربما فطن لها الساسة أكثر من غيرهم ... والمقام لا يحتمل تفصيل ذلك .. فتنبه وفقك الله.

وجمع الكلمة ووحدة المسلمين - خاصة في الإقليم الواحد - مقصد شرعي أصيل لا نحيد عنه ألبتة إلا في صورة واحدة ... إذا ثبت أن الحاكم فيه يتعمد مخالفة الدلائل الشرعية ... وغرضه التلبيس على المسلمين في عباداتهم لمآرب في نفسه ...

أما الحاكم يحكم وفق اجتهاد شرعي معتبر عنده فيقع في الخطأ ... تأصيلا أو تطبيقًا ... فهنا مكمن الاجتهاد ... وقد انقسم الناس في ذلك كما علمتَ.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير