وأنا أسألك سؤالاً واحدًا هنا: هل تستطيع أن تُخبر أحد بأنك من أهل هذه العادة، فضلاً عن أن تمارسها علي مرئي منه؟؟؟.
طبعًا الجواب: كلا ... لماذا؟؟ لاستحيائك من الناس .. أليس الله أحق أن تستحي منه فإنه يعلم السر وأخفي وهو "خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ" ثم ألا تستحي من الملائكة الذين يكتبون عليك الحسنات والسيئات؟؟! ما أعظم جرأتك ..
قال ابن الجوزي: ورب خال بذنب كان سبب وقوعه في هوة شقوة في عيشيّ الدنيا والآخرة، وكأنه قيل له: إبق بما آثرت فيبقي أبدًا في التخبيط.
7 - عَنْ النَّوَّاسِ بْنِ سِمْعَانَ الْأَنْصَارِيِّ قال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:" وَالْإِثْمُ مَا حَاكَ فِي صَدْرِكَ وَكَرِهْتَ أَنْ يَطَّلِعَ عَلَيْهِ النَّاسُ ".
حبيبي: ألا تعلم أن الإثم حواز القلوب، ألم يقل النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "اسْتَفْتِ قَلْبَكَ "؟؟.
أخي الحبيب أسألك هنا: ما حكم العادة السرية؟؟.
8 - لنفترض جدلاً أنها مكروهة فقط وليست محرمة، فإنها من باب سد الذرائع تُحرم .. فهي والله طريق واسع إلي الزنا واللواط والفاحشة - والعياذ بالله - وقد قال الله تعالي:" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَن يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ" فإن النفس حالها أنها لا تشبع أبدًا.
إن الشاب الذي يمارس تلك العادة السيئة الخبيثة كان يمارسها علي حرج واستحياء وخوف وتستر، وكم من المرات ندم وعزم علي عدم العودة، فإذا به يفاجئ بأن بعض طلبة العلم قد أخرج له بحثًا مطولاً عمره 15 سنة قد توصل فيه صاحبه – غفر الله له – إلي إباحة هذا الفعل الخبيث، وفور انتهاء الشاب من قراءة عنوان الرسالة فإذا به يُسرع إلي حيث لا يراه أحد لممارسة تلك العادة ويُزال الحرج من صدره تمامًا فلا هو يعزم علي التوبة وعدم العودة ولا هو يندم، بل ويتوسع فيها بحجة أنها مكروهة فقط وليست محرمة، ثم بعد ذلك يعتادها ويملها ويحتاج إلي إثارة لممارستها، فيتجه إلي المواقع الجنسية والأفلام الداعرة والصور العارية بل وبعد أن كان يغض بصره عن النساء إذا به لا يقدر علي ذلك ... فيتجه إلي ذلك كله لحين يخرج بحثًا آخر يبيح هذه الأشياء، ونكون بذلك قد أخذنا من الشيطان شباكه لنضعها بين يدي الشباب ليقعوا فيها فريسة سهلة وغنيمة باردة له – عليه لعنات الله المتتالية - .. فإذا بالزنا واللواط والسحاق والفاحشة تشيع في بلادنا وتنتشر .. لماذا؟ وباسم من؟.
باسم الدين!! إن هذا لشيء عجاب!!!.
قال بعض العلماء: ولو قام الدليل علي جوازها لكان ذو المروءة يُعرض عنها لدناءتها.
ثم لتعلم أخي الحبيب أن:
معالج المحظور قبل آنهِ قد باء بالخسرانِ مع حرمانهِ
القاعدة تقول: من استعجل الشيء قبل أوانه يُعاقب بحرمانه. أي من توسل بالوسائل غير المشروعة تعجلاً منه للحصول علي مقصوده المُستحق له فإن الشرع عامله بضد مقصوده فأوجب حرمانه، جزاء فعله واستعجاله، ولا يظلم ربك أحدًا، والجزاء من جنس العمل.
فإن الممارس لتلك العادة التي هي غير مشروعة قد استخدمها تعجلاً منه للحصول علي مقصوده المُستحق له ألا وهو قضاء الشهوة، وبالتالي فإن الله عز وجل كما وعد العفيف الصابر بالغنى والتيسير؛ فكذلك تري الآخر يُضَيق عليه وتتعسر أموره من حيث يدري ومن حيث لا يدري، بل والله إن بعضهم حتى بعد الزواج تراه يعيش معيشةً ضنكًا، وأعرف والله شبابًا قد يسر الله لهم التقدم لخطبة امرأة صالحة ثم قبل العقد يقومون بممارسة هذه الفعلة الخبيثة فتُعَسر أمورهم من حيث لا يحتسبون ويُحرَموا هذا الرزق بذنوبهم.
بعض المسائل:
* ألا يُعتبر الدعوة إلي الاستمناء من باب الخوف علي الشباب من وقوعهم في الزنا والفاحشة تيسرًا لهم؟
لا ورب الأرباب. قال تعالي:"فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى" وقال:"إِنَّهُ مَن يَتَّقِ وَيِصْبِرْ فَإِنَّ اللّهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ" أُخيرك بين أن تُصدق أمر ربك وبين أن تخدع نفسك بالأوهام والوساوس.
* ما دام الشباب سواء الصالح منهم والفاسد يقعون في تلك العادة، فلماذا التشديد والتضييق علي الشباب؟
¥