ـ[أبو همام الطنطاوي]ــــــــ[12 - 08 - 10, 07:13 م]ـ
رياحين
* لم شبه قسوة القلوب بالحجارة ولم يشبهها بالحديد وهو أقسي
لم يشبهها بالحديد مع أنه أصلب من الحجارة، لأن الحديد قابل للين فإنه يلين بالنار، وقد لان لداود عليه السلام، والحجارة لا تلين قط،
* قال الرازي
القلب من شأنه أن يتأثر عن مطالعة الدلائل والآيات والعبر وتأثره عبارة عن ترك التمرد والعتو والاستكبار وإظهار الطاعة والخضوع لله والخوف من الله تعالى، فإذا عرض للقلب عارض أخرجه عن هذه الصفة صار في عدم التأثر شبيهاً بالحجر
* من بعد ذلك تعود إما علي
آية إحياء القتيل
أو كل الآيات السابقة التي رأوها
*إنما قال: {أَشَدُّ قَسْوَةً} ولم يقل أقسى، لأن ذلك أدل على فرط القسوة ووجه آخر وهو أن لا يقصد معنى الأقسى، ولكن قصد وصف القسوة بالشدة كأنه قيل: اشتدت قسوة الحجارة وقلوبهم أشد قسوة
* الله سبحانه وتعالى فضل الحجارة على قلوب هؤلاء وأمثالهم بأن بين أن الحجارة قد يحصل منها ثلاثة أنواع من المنافع، ولا يوجد في قلوب هؤلاء شيء من المنافع
* أدخلت هذه"اللامات" اللواتي في"ما" (لما)، توكيدا للخبر.
*يشقق ويتفجر
حالتان للصخور مع الماء
هداوة ولين؛ وشدة وعنف
إشارة لطريقين مختلفين في الموعظة والله أعلم
* قال صاحب أيسر التفاسير
من هداية الآيات:
1 - صدق نبوة الرسول محمد وتقريرها أمام اليهود إذ يخبرهم بأمور جرت لأسلافهم لم يكن يعلمها غيرهم وذلك إقامة للحجة عليهم.
2 - الكشف عن نفسيان اليهود وانهم يتوارثون الرعونات والمكر والخداع.
3 - اليهود من أقسى البشر قلوباً الى اليوم، اذ كل عام يرمون البشرية بقاصمة الظهر وهم ضاحكون.
ـ[أبو همام الطنطاوي]ــــــــ[12 - 08 - 10, 07:14 م]ـ
قال ابن عجيبة
كل مَن أساء الأدب مع أستاذه، أو خرج عن دائرته إلى غيره، قسا قلبه، وذهب حاله ولُبه، فإن رجع قريباً واستدرك ما فات، لان قلبه ونهض حاله، وإلا وقع في مهاوي القطيعة، ولم يأت منه شيء
وللقلب القاسي علامات
منها جمود العين، وطول الأمل، وعدم الحزن على ما فاته من الطاعات وما صدر منه من السيئات، وعدم الفرح بما يصدر منه من الطاعات، فإن المؤمن تسره حسناته وتسيئه سيئاته،
ودواؤه: صحبة الفقراء الذاكرين الخاشعين، والجلوس بين يدي العارفين الكاملين، وتعاهد الصيام، والصلاة بالليل والناس نيام، والتضرّع إلى الحيّ القيوم الذي لا ينام
وللشافعي رضي الله الله عنه:
ولَمَا قَسَا قَلْبِي وضَاقَتْ مَذَاهِبي ... جَعَلْتُ الرَّجَا مِنِّي لعَفْوِك سُلَّمَا
تَعَاظَمنِي ذَنْبي فَلمَّا قَرَنْتُه ... بعَفْوِكَ رَبِّي كَانَ عَفْوُكَ أَعْظَمَا
قوله تعالى: {وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الأَنْهَارُ} [البَقَرَة: 74] كذلك القلوب القاسية إذا لانت بالإنابة إلى ربها، والرجوع عن مألوفاتها، تتفجر منها أنهار العلوم، وتشقق منها أسرار الحِكَم، ومنها من تذوب من هيبة المتجلي لها، فتندك جبالها، وتزلزل أرض نفوسها، كما قال القائل:
لَو عَايَنتْ عَينَاكَ يومَ تزلزلتْ ... أَرضْ النفُوس ودُكَّتِ الأجْبَالُ
لَرأَيتَ شَمسَ الحقِّ يسطعُ نورُها ... حِينَ التزَلْزلِ، والرجَالُ رجالُ
والله تعالى أعلم.
ـ[أبو عبد الرحمان القسنطيني الجزائري]ــــــــ[13 - 08 - 10, 01:44 م]ـ
فكرة طيبة
جزاكم الله خيرا