تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

لهذا أرفض النصرانية (1): كَذَبَةٌ مختلفون

ـ[محمد جلال القصاص]ــــــــ[15 - 08 - 10, 04:46 م]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم

لهذا أرفض النصرانية (1): كَذَبَةٌ مختلفون

مدخل:

الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه ومن أحبه واتبع هديه؛ وبعد: ـ

اشتد إلينا دعاة النصرانية يطلبون منا أن نقرأ كتباهم وأن نتعرف على دينهم، يقولون: إن قرأتم كتابنا عظمتموه، وإن تعرفتم على المسيح قبلتموه؛ ويزعمون أن الأُولي كفروا بالله وبرسوله فعلوا ذلك لأنهم فقط قرءوا كتابهم، وتعرفوا على دينهم، ويُصدِّرون لنا نفراً من هؤلاء المرتدين عن دينهم يحدثوننا بأنهم فقط تعرفوا على المسيحية فتركوا الإسلام!!

كثر حديثهم وطالت مناشدتهم فتركتُ ما بيدي ورحت ألبي طلبهم.!!

ثلاثٌ: خبرٌ .. ومخبرٌ به .. وسياقُ الحالِ الذي يعرض فيه الخبر.

بالنظر في هذه الثلاث تستطيع أن تحصل على توصيف دقيق لما يعرض عليك.

الخبر بالمخبر. نعرف صدق هذا فنأخذ كل ما يأتينا منه وإن ناقشناه نناقش ماهية الخبر لا الخبر نفسه، بمعنى لا نعترض على الصدق وإنما على أمور أخرى ربما تداخلت فأضلت ناقلَ الخبر، ونعرف من هذا الكذب فلا نسمع له، ونرتاب من كل ما يتحدث به.

والخبر ـ أيضاً ـ بأمارات نجدها في ذات الخبر تجعلنا نغض الطرف عن المتحدث إن كان مجهولَ الحال أو معروفاً بالكذب أو التساهل في النقل.

وكذا سياق الحال الذي تعرض فيه المسائل لابد من أن نلتفت إليه لنحصل على توصيفٍ دقيق للمراد من تلك المسائل. إذ أحياناً يعرض الحق في سياقٍ باطل، كأن تعرض الشبهات المثارة حول بعض شرائع الإسلام في برنامج حواري ويأتي ضيف هزيل يدافع، وتكون النتيجية هو تسويق الشبهات وإعطاء جملة مفادها أن الرد الذي تواجهه الشبهات ليس بذاك الرد، وأن أولئك المتحدثون بالشبهات منصفون قد جاءوا بأحد المعارضين وأعطوه فرصة للتحدث عن ذاته والدفاع عن أفكاره. قد يكون المتحدث هذا مريداً للحق، ولكنه دخل في سياق باطل. فمرعاة سياق الحال مما ينبغي الالتفات إليه.

النظر في هذه الثلاث .. المتكلم .. والكلام .. وسياق الحال يجعلك تقف على حقيقة ما تواجه من أقوالٍ وأفعالٍ. وهذا الذي فَعَلْتُه حين عرض علي القائمون على النصرانية دينهم، نظرت في حالهم، ونظرتُ في مقالهم، ونظرتُ في سياق الحال الذي أفرزهم؛ وجئت أحدثك ـ أخي القارئ ـ بعد رحلةٍ من المطالعة والتأمل في حالهم وحال من قبلهم .. ومقالهم ومقال مَن قبلهم .. وسياق الحال الذي أفرزهم وأفرز الذين مِن قبلهم [1].

والله أسأل العون والسداد. وأن يبارك في هذه الكلمات بفضله وكرمه ومنته.

بدأ التصدي الفكري للإسلام في دير (مار سابا) جنوب شرق مدينة القدس على يد أحد الرهبان المواليين للدولة البيزنطية، واسمه (يوحنا الدمشقي)، أو (القديس يوحنا) أو (يوحنا ينبوع الذهب) أو (يوحنا ذهبي الفهم)، تعددت ألقابه لعظم مكانته بينهم، كان (يوحنا الدمشقي) عربي الأصل من نصارى الشام، واسمه الحقيقي منصور بن سرجون بن منصور التغلبي (52هـ ـ 132هـ)، كان يتحدث العربية، وكان يكتب بالإغريقية، وتوزع كتبه على الأديرة بالدولة البيزنطية، إذ كان هذا الراهب جزءاً من الكيان النصراني البيزنطي المحارب للإسلام.

كتب (يوحنا الدمشقي) بالإغريقية يتحدث للبيزنطيين عن الإسلام. فماذا كتب؟!

تحدث بالكذب .. بل لم يتحدث بغير الكذب.!! .. كان منعزلاً في مكانٍ وعرٍ في سفح جبل (دير مار سابا) فانفرد به الشيطان وأملى عليه ذات الأباطيل التي أملاها على المشركين في قريش وفي كل مكانٍ أُرسل فيه رسول من عند الله

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير