وكتبهم ركيكة إن قرأتها بالعربية أو بالإنجليزية أو حتى باليونانية لغتها (الأصلية)، ونأتي على شيءٍ من هذا بعد قليل إن شاء الله.
ومن ينظر في سياق الدعوة على يد رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يعلم أنها كانت تقف بوجه هؤلاء جميعهم، كانت تدعوهم كلهم إلى دين الله الإسلام، وتصفهم جميعاً بأنهم على خطئٍ عظيم.
فلم تكن حالة من الاقتباس والنقل، ولا حالة من الغش بل حالة من النقض للآخر، حالة شهد لها كل من عرفها بأنها لم تتصل بأحدٍ من البشر تتعلم منه.
والقرآن الكريم يحمل شواهداً على أنه تنزيل رب العالمين، على أنه من لدن حكيمٍ حميد، على أنه ما تنزلت به الشياطين وما ينبغي لهم وما يستطيعون، على أنه من عند من يعلم السر وأخفى.
فيه حديث عن غيب، والبشر لا يعرفون الغيب، وفيه حديث عن أمورٍ علمية (ما يعرف بالإعجاز العلمي في القرآن الكريم) لم يعرفها البشر إلا من قريب، وهو قبل ذلك معجز بلفظه، يحمل روحاً في كلماته تأخذ بمن يستمع إليه.
مقصودي أن الأولي يعادون الإسلام ويدعوننا إلى النصرانية كاذبون، ويتضح كذبهم أكثر حين تنظر إلى قولهم في شخص رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ.
قالوا مجنون!!
وأين دليلهم؟!
ينقلون عن بعضهم. أو يحرفون الكلم من بعد مواضعه، يبترون النصوص ويعبثون بها بوضع كلمات تخرجها عن معناها الأصلي ثم يستشهدون بهذا المعنى الجديد. أو يستدلون بالضعيف والشاذ وغير الصحيح من الأحاديث وأقوال العلماء [4]. وكله إفك يفترونه من عند أنفسهم، كذب يكذبونه. فلم يتكلم أحد ممن عاصر النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ في عقله أو في خلقه، حتى الأعداء الذين حاربوه، لم يتهمه أحد بشيء في خلقه أو عقله، إلا هؤلاء الكذبة.
أنى لمجنونٍ أن يأتي بمثل هذا؟!
قد كان أعقل الناس بأبي هو وأمي ـ صلى الله عليه وسلم ـ، دانت له العرب والعجم وكل من قام له في زمانه، وأقام دولة لم تذهب إلى يومنا هذا. ووقف التاريخ عنده فصار ينسب إليه يقول: قبله وبعده.
مجنون هذا؟!
لا والله بل أعقل الناس.
دعوى الجنون من هؤلاء لا دليل عليها غير نصوصٍ مكذوبة، وتحريفات في نصوصٍ ثابتة، يأتون بالنص الثابت فيحرفون فيه حتى يخرجوه عن معناه الصحيح ثم بعد ذلك يستدلون به، وهو كذب ولا شك [5]
ومرة قالوا: بل تنزلت به الشياطين، {وَمَا تَنَزَّلَتْ بِهِ الشَّيَاطِينُ {210} وَمَا يَنبَغِي لَهُمْ وَمَا يَسْتَطِيعُونَ} [الشعراء: 210 ـ 211]، وفي القرآن الكريم ذم للشيطان الرجيم وبيان أنه عدو مبين، {إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوّاً إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ} فاطر6، وقال تعالى: {إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلإِنْسَانِ عَدُوّاً مُّبِيناً} الإسراء53
ونستعيذ بالله من الشيطان الرجيم إن قرأنا كتاب ربنا أو أكلنا أو شربنا، أو مشينا أو جلسنا، نسمي الله ونستعيذ به من الشيطان، فكيف يكون هذا حديث الشياطين؟!
وما دليل من يتكلم؟!
لا شيء غير كذب يلقي به علينا [6]
ولا يرجعون
أمارة أن القوم هنا فقط للكذب والتضليل أنهم يفتعلون الكذب، وقد تتبعت طرقهم ووقفت على كل الشبهات لا أحسب أن شيئاً فاتني وخرجت بأن ليس ثم شبهات وإنما عقلية مريضة هي التي افتعلت هذه الشبهات. فالشبهات التي يتحدثون بها عن الإسلام ورسوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ مفتعلة كلها بالكذب الصريح أو بالعبث في النص بزيادة أو نقصان أو تحريف للمعنى، أو بالاستدلال بما لا يصح الاستدلال به مثل الموضوع والمكذوب وأقوال من لا وزن لهم ممن كتبوا أو تحدثوا.
وإن أكبر آية على أن ليس ثم شبهات وإنما فقط فقط عقلية مريضة تبحث عن شيء تضل به قومها، أننا نرد عليهم ونسمعهم الرد ولا يستطيعون دفعه ثم يعودون لما قالوا. وقد قام أحد قساوستهم مرة يسأل الشيخ أحمد ديدات ـ رحمه الله ـ يقول له كيف تنكرون موت المسيح والقرآن يقول {وَالسَّلَامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدتُّ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيّاً} مريم33 فبين له الشيخ أن الآية تقول {وَيَوْمَ أَمُوتُ} بصيغة المضارع وليس بصيغة الماضي وهذا يعني أنه لم يمت. فبهت الذي كفر. ثم ماذا؟
عاد في مكانٍ آخر يردد ذات الكلمات!!
¥