تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

تصحيح العنوان:

أخوها يحب أن يرى الناس عمله الصالح بحجة الثناء على الجنازة ..

ـ[المسلم الحر]ــــــــ[15 - 08 - 10, 08:18 م]ـ

روى البخاري (1367) ومسلم (949) في صحيحيهما عن أنس رضي الله عنه قال: مروا بجنازة فاثنوا عليها خيرا، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:"وجبت"، ثم مروا بأخرى فأثنوا عليها شرا، فقال: "وجبت"، فقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: ما وجبت؟، قال: "هذا أثنيتم عليه خيرا فوجبت له الجنة، وهذا أثنيتم عليه شرا فوجبت له النار، أنتم شهداء الله في الأرض".

إن كانت نيته خالصة لله سبحانه وحده فله أجر على أعماله الصالحة لكنه أجر العلانية

فصلاة النافلة في البيت أكثر أجرا من صلاتها في المسجد و صدقة السر خير من صدقة العلانية

ولتنصح صديقتك أخيها بأمرين:

1 - قال النبي صلى الله عليه وسلم، قال: ((إذا أحب الله تعالى العبد، نادى جبريل، إن الله تعالى يحب فلاناً، فأحببه، فيحبه جبريل، فينادي في أهل السماء: إن الله يحب فلاناً فأحبوه، فيحبه أهل السماء، ثم يوضع له القبول في الأرض)) متفق عليه (228).

وفي رواية لمسلم: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن الله تعالى إذا أحب عبداً دعا جبريل، فقال: إني أحب فلانا فأحببه، فيحبه جبريل، ثم ينادي في السماء فيقول: إن الله يحب فلاناً فأحبوه فيحبه أهل السماء، ثم يوضع له القبول في الأرض، وإذا أبغض عبداً دعا جبريل، فيقول: إني أبغض فلانا، فأبغضه، فيبغضه جبريل، ثم ينادي في أهل السماء إن الله يبغض فلاناً، فأبغضوه، فيبغضه أهل السماء ثم توضع له البغضاء في السماء)) (229).

ورواه الترمذي (3161) وزاد: (فَذَلِكَ قَوْلُ اللَّهِ: (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمْ الرَّحْمَنُ وُدًّا).

قال النووي رحمه الله:

" وَمَعْنَى (يُوضَع لَهُ الْقَبُول فِي الْأَرْض) أَيْ الْحُبّ فِي قُلُوب النَّاس , وَرِضَاهُمْ عَنْهُ , فَتَمِيل إِلَيْهِ الْقُلُوب , وَتَرْضَى عَنْهُ. وَقَدْ جَاءَ فِي رِوَايَة (فَتُوضَع لَهُ الْمَحَبَّة) " انتهى.

وقال ابن كثير رحمه الله:

" يخبر تعالى أنه يغرس لعباده المؤمنين الذين يعملون الصالحات في قلوب عباده الصالحين مودة، وهذا أمر لا بد منه ولا محيد عنه "

فليتطمن أخو صديقتك بأن أهم شيء في هذه الحياة هو أن يبحث و يعمل لنيل رضا الله تعالى و محبته فإذا حصلها فسيأتيه ثناء الناس و محبتهم و لو كره ذلك!

2 - هناك أعمال يجب على المسلم إظهارها ومن خلالها سيكون حكم الناس على أخو صديقتك:

أليس هو يصلي في المسجد جماعة؟

ألم يُخرج الزكاة؟ ألم يذهب للحج و العمرة؟

أليس هو طيب الأخلاق مع الناس؟

ألا يحسن للجيران؟ و يصل الرحم؟

أليس كلامه طيب؟ وهو يفشو السلام؟

هذه وغيرها أمور واجبة شرعا و هي كافية في تحصيل ثناء الناس الذي ينفعه في الآخرة وهو ما تقصدينه في الثناء عليه وقت الجنازة ...

وهذه الأمور يجب أن تكون نيته خالصة لله وحده ولا يُدخل فيها أحدا غير الله عز و جل.

ولا يجوز للمسلم فعل الأعمال الصالحة للحصول على ثناء الناس فقط الذي يشفع له لدخول الجنة لا فهذا لا يجوز أبدا بل هو شرك نسأل الله العافية ...

وأما خلط النية وهو أنه يعمل لله لكنه يُعلن الأعمال الصالحة التي حقها شرعا الإخفاء للحصول على ثناء الناس المذكور فهذا أمر خطير ... فالمؤمن يجب أن يكون عمله خالصا لوجه الله ومن كان خالصا لله وحده نشر الله له عمله الصالح بين الناس و كان ذلك من عاجل بشرى المؤمن كما قال النبي صلى الله عليه و سلم

أخو صديقتك فيما يبدو شاب صالح إن شاء الله لكن الشيطان لبس عليه في هذه المسألة

وأنصحه أولا وأخيرا أن يُشغل نفسه بإصلاح باطنه قبل ظاهره بالعلم الشرعي فأعمال القلوب أمرها خطير و مكانتها عاليه و في الحديث قدم النبي صلى الله عليه و سلم نظر الله تعالى إلى قلوبنا قبل أعمالنا فالأمرين عظيمين إذ العمل من أركان الإيمان لكن أعمال القلوب بها تتفاوت أعمال الجوارح ...

فرجلان يصليان جنب بعض أحدهما يحلق حول العرش بينما الآخر لا يدري كم صلى؟ وماذا يقول؟

و رجلان أحدهما تصدق بصدقة لله وحده وهو يراها قليلة في حق الله وأنه مقصر و أنه يحتسبها عند الله و يطلب من الله قبولها و يستحضر أن الله يقبلها بيمينه ويتفكر بتربية الله لصدقته هذه حتى تكون مثل الجبال

بينما رجل آخر تصدق بنفس المقدار لكن تفكيره على الدنيا ومتى سيخلف الله عليه ماله الذي أنفقه بمال أعظم؟

هذا ما لدي و ارجو من الأخوة التصحيح إن أخطأت

ـ[المسلم الحر]ــــــــ[16 - 08 - 10, 02:06 ص]ـ

قال النبي صلى الله عليه و سلم:

(إنّ أول الناس يقضى يوم القيامة عليه: رجل استشهد، فأتي به، فعرفه نعمه فعرفها. قال: فما عملت فيها؟ قال: قاتلت فيك حتى استشهدت. قال: كذبت، ولكنك قاتلت ليقال: جريءٌ؛ فقد قيل. ثم أمربه؛ فسحب على وجهه حتى ألقي في النار.

ورجلٌ تعلم العلم وعلمه، وقرأ القرآن، فأتي به، فعرفه نعمه فعرفها. قال: فما عملت فيها؟ قال: تعلمت العلم وعلمته، وقرأت فيك القرآن. قال: كذبت، ولكنك تعلمت العلم ليقال: عالمٌ، وقرأت القرآن ليقال: هو قارئٌ، فقد قيل. ثم أمر به؛ فسحب على وجهه حتى ألقي في النار.

ورجل وسع الله عليه، وأعطاهُ من أصناف المال كله، فأُتي به، فعرفه نعمه فعرفها، قال: فما عملت فيها؟ قال: ما تركتُ من سبيل تحبُّ أن يُنفق فيها إلا أنفقت فيها لك. قال: كذبت، ولكئك فعلت ليقال: هو جوادٌ، فقد قيل. ثم اُمر به؛ فسحب على وجهه ثم ألقي في النار).

أقال الشيخ الألباني رحمه:

خرجه مسلم (6/ 47)،والنسائي (2/ 58)،والحاكم (1/ 107و2/ 110)، والبيهقي (9/ 168)، وأبو نعيم في "الحلية" (2/ 192)، والخطيب في "تقييد العلم " (197)، وأحمد (2/ 322) كلهم من طريق سليمان بن يسار

هذا الحديث قد لا ينطبق على أخو صديقتك إن شاء الله لكن من الأفضل نصحه و تذكيره بهذا الحديث

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير