تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[القول المنسوب لابن عباس أن الكاتب نعس وهو يكتب ييأس]

ـ[محمد الأمين]ــــــــ[16 - 08 - 10, 11:02 م]ـ

السلام عليكم

موضوع فتحه أحد الإخوة في منتدى أهل التفسير لكن لم يحصل على رد كاف، وأرى أن الموضوع يحتاج لمزيد من المراجعة، وهذه خلاصته: http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?p=61013

هل عند أحد من الإخوة الأفاضل، توجيه لما ورد عن ابن عباس رضي الله عنهما بإسناد صححه ابن حجر-رحمه الله- في الفتح (13/ 156) من أنه كان رضي الله عنه يقرأ قوله تعالى: {أَفَلَمْ يَيْئَسِ الَّذِينَ آَمَنُوا أَنْ لَوْ يَشَاءُ اللَّهُ لَهَدَى النَّاسَ جَمِيعًا} [سورة الرعد: 31] "أفلم يتبين" بدل "أفلم ييئس" () ويقول: (كتبها الكاتب وهو ناعس)

الجواب أن الأثر المذكور ينتقد من جهة المتن ومن جهة السند. فمن جهة المتن:

الأول: إذا كان الكاتب نعس وهو يكتب مصحفًا، فما بال المصاحف الباقية التي فيها الحرف نفسه (ييأس). فلو كان يقرئها " أفلم ييأس " لما أنكرها ولما ادعى أن الكاتب قد نعس ... وهو ادعاء سخيف فلا يمكن ادعاء حدوث مثل هذا الخطأ في كل المصاحف ثم يخطئ القراء جميعا

الثاني: هل خفي على غير ابن عباس، وظهر له فقط، مع حرصهم على تدوين كتاب الله، وقراءتهم لهذا المرسوم مرة بعد مرة، وتصحيحهم له على زيد بن ثابت في المدينة؟

الثالث: قال الأنباري: وَهُوَ بَاطِل عَنْ ابْن عَبَّاس , لِأَنَّ مُجَاهِدًا وَسَعِيد بْن جُبَيْر حَكَيَا الْحَرْف عَنْ اِبْن عَبَّاس , عَلَى مَا هُوَ فِي الْمُصْحَف بِقِرَاءَةِ أَبِي عَمْرو وَرِوَايَته عَنْ مُجَاهِد وَسَعِيد بْن جُبَيْر عَنْ اِبْن عَبَّاس.

الرابع: وردت هذه اللفظة في مسائل نافع بن الأزرق لابن عباس .. ولو كانت هذه الرواية ثابتة لاستنكر ابن عباس اللفظة .. ولما كان فسرها ولا استشهد لها بأشعار العرب.

قال الزمخشري: وكيف يخفى مثل هذا حتى يبقى ثابتا بين دفتي الإمام؟ وكان متقلبا في أيدي أولئك الأعلام المحتاطين في دين الله المهيمنين عليه لا يغفلون عن جلائله ودقائقه خصوصا عن القانون الذي إليه المرجع والقاعدة التي عليها البناء. وهذه والله فرية ما فيها مرية.

بالنسبة للنقد الحديثي وهو المهم فلم يعلق عليه إلا الأخ الفاضل ابن وهب:

قال ابن حجر في فتح الباري (8/ 474): (وروى الطبري وعبد بن حميد ـ بإسناده صحيح كلّهم من رجال البخاري ـ عن ابن عبّاس: أنّه كان يقرؤها: أفلم يتبيّن: ويقول: كتبها الكاتب وهو ناعس. ومن طريق ابن جريح، قال: زعم ابن كثير وغيره أنّها القراءة الاولى ... وقد جاء عن بن عبّاس نحو ذلك في قوله تعالى: (وقضى ربّك ألاّ تعبدوا إلاّ إيّاه) قال: (ووصّى) التزقت الواو في الصاد. أخرجه سعيد بن منصور بإسناد جيّد عنه.)

تخريج الأثر:

قال أبو عبيد في فضائل القرآن: حدثنا يزيد، عن جرير بن حازم، عن يعلى بن حكيم، عن عكرمة، عن ابن عباس، أنه كان يقرأ «أفلم يتبين الذين آمنوا»

بينما هو عند ابن جرير الطبري: حدثنا أحمد بن يوسف قال: حدثنا القاسم (أبو عبيد) قال: حدثنا يزيد، عن جرير بن حازم، عن الزبير بن الخِرِّيت= أو يعلى بن حكيم=، عن عكرمة، عن ابن عباس، أنه كان يقرؤها:"أَفَلَمْ يَتَبيَّنِ الَّذِينَ آمنُوا"؛ قال: كتب الكاتب الأخرى وهو ناعس

أي الطبري زاد ابن الخرّيت بالإسناد وزاد الزيادة المنكرة في المتن، ولا وجود لهذه الزيادة في كتاب أبي عبيد. فقد تكون هذه الزيادة أدرجها الراوي وهو نعس! لكن يعكر على ذلك ما جاء في الإتقان: (وما أخرجه ابن الأنباري من طريق عكرمة عن ابن عباس أنه قرأ - أفلم يتبين الذين آمنوا أن لويشاء الله لهدى الناس جميعاً - فقيل له إنها في المصحف: أفلم ييأس، فقال: أظن الكاتب كتبها وهوناعس) وكتاب ابن الأنباري مفقود فلا نعرف سنده.

وبالنظر إلى أسانيد الخبر فهي تدور على يزيد بن هارون وقد روى عنه:

1 - أبو عبيد (القاسم بن سلام) وليس في كتابه زيادة وإنما هي من رواية الطبري عنه

2 - عبد بن حميد (روى الزيادة لكن إسناده مفقود)

3 - يحتمل: سعيد بن منصور ومن طريقه -على الأغلب- ابن المنذر، ولم يرو الزيادة. وقد روى سعيد في سننه هذا الحديث بغير هذا اللفظ (بدون الزيادة) من طريق آخر ضعف

4 - يحتمل: عيسى بن أبان (ليس فيه توثيق وإسناده مجهول) وقد روى الزيادة

هذا ملخص النقاش وأترك لكم التعليق عليه

ـ[أبو عبدالله بن جفيل العنزي]ــــــــ[17 - 08 - 10, 01:58 ص]ـ

وأما قول الأنباري: وَهُوَ بَاطِل عَنْ ابْن عَبَّاس , لِأَنَّ مُجَاهِدًا وَسَعِيد بْن جُبَيْر حَكَيَا الْحَرْف عَنْ اِبْن عَبَّاس , عَلَى مَا هُوَ فِي الْمُصْحَف بِقِرَاءَةِ أَبِي عَمْرو وَرِوَايَته عَنْ مُجَاهِد وَسَعِيد بْن جُبَيْر عَنْ اِبْن عَبَّاس.

أقول: مادام أن ذلك ثبت بالتواتر عن ابن عباس ــ في قراءة أبي عمرو ــ، وقد صحّ عنه قوله السابق من نعاس الكاتب، فطريقة الجمع أن نقول: قد رجع ابن عباس عن إنكاره لقراءة {أفلم ييأس} ووافق الجماعة، لِعلمٍ ظهر له بعد خفاء، إحسانًا للظن به 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - والله تعالى أعلم.

وهذا الجمع خير من إنكار ما صحّ سنده وجزم بثبوته علماء الحديث.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير