اختلف أهل العلم في تكفير تارك الصلاة المفروضة عمدا بغير عذر مع إقراره بوجوبها وفرضيتها على قولين:
سبق بيان من قال بهما في بعض المشاركات
ويدل لكفر تارك الصلاة أدلة كثيرة منها ما يلي:
قال تعالى (فَلَا صَدَّقَ وَلَا صَلَّى {القيامة/31} وَلَكِن كَذَّبَ وَتَوَلَّى) {القيامة/32} قال ابن القيم: لما كان الإسلام تصديق الخبر والانقياد للأمر جعل سبحانه له ضدين عدم التصديق وعدم الصلاة وقابل التصديق بالتكذيب والصلاة بالتولي فكما أن المكذب كافر فالمتولي عن الصلاة كافر فكما يزول الإسلام بالتكذيب يزول بالتولي عن الصلاة.
أما الأحاديث فمنها ما يلي:
1. عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال (إن أول ما يحاسب به العبد يوم القيامة من عمله الصلاة فإن صلحت فقد أفلح و أنجح و إن فسدت فقد خاب و خسر) رواه الترمذي والنسائي و صححه الألباني
2. عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: مَنْ صَلَّى صَلاَتَنَا وَاسْتَقْبَلَ قِبْلَتَنَا وَأَكَلَ ذَبِيحَتَنَا فَذَلِكَ الْمُسْلِمُ الَّذِي لَهُ ذِمَّةُ اللهِ وَذِمَّةُ رَسُولِهِ فَلاَ تُخْفِرُوا اللَّهَ فِي ذِمَّتِهِ. رواه البخاري قال ابن القيم: ووجه الدلالة فيه من وجهين: أنه إنما جعله مسلما بهذه الثلاثة فلا يكون مسلما بدونها
الثاني أنه إذا صلى إلى الشرق لم يكن مسلما حتى يصلي إلى قبلة المسلمين فكيف إذا ترك الصلاة بالكلية.
3. عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ (يَكْشِفُ رَبُّنَا عَنْ سَاقِهِ فَيَسْجُدُ لَهُ كُلُّ مُؤْمِنٍ وَمُؤْمِنَةٍ وَيَبْقَى مَنْ كَانَ يَسْجُدُ فِي الدُّنْيَا رِئَاءً وَسُمْعَةً فَيَذْهَبُ لِيَسْجُدَ فَيَعُودُ ظَهْرُهُ طَبَقًا وَاحِدًا) رواه البخاري
4. وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الصلاة ثلاثة أثلاث الطهور ثلث والركوع ثلث والسجود ثلث فمن أداها بحقها قبلت منه وقبل منه سائر عمله ومن ردت عليه صلاته رد عليه سائر عمله رواه البزار و قال الألباني: حسن صحيح وقال: قال الحافظ إسناده حسن.
5. عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه و سلم: أنه ذكر الصلاة يوما فقال من حافظ عليها كانت له نورا وبرهانا ونجاة يوم القيامة ومن لم يحافظ عليها لم يكن له نور ولا برهان ولا نجاة وكان يوم القيامة مع قارون وفرعون وهامان وأبي بن خلف صححه ابن حبان و الألباني وشعيب وقد ضعفه الألباني في بعض كتبه. وقال صاحب كتاب تراجعات الألباني أنه آخر قوليه. انتهى بتصرف
قال ابن القيم: وإنما خص هؤلاء الاربعة بالذكر لأنهم من رؤوس الكفرة وفيه نكتة بديعة وهو أن تارك المحافظة على الصلاة إما أن يشغله ماله أو ملكه أو رياسته أو تجارته فمن شغله عنها ماله فهو مع قارون ومن شغله عنها ملكه فهو مع فرعون ومن شغله عنها رياسة ووزارة فهو مع هامان ومن شغله عنها تجارته فهو مع أبي بن خلف. اهـ
6. عن جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ، يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " بَيْنَ الرَّجُلِ، وَبَيْنَ الشِّرْكِ وَالْكُفْرِ، تَرْكُ الصَّلَاةِ " رواه مسلم ولفظ النسائي (ليس بين العبد وبين الكفر إلا ترك الصلاة) وصححه ابن حبان و الألباني وشعيب وعند أبي يعلى (ليس بين العبد وبين تركه الإيمان إلا تركه الصلاة) وعند ابن ماجة من حديث أنس بن مالك (ليس بين العبد والشرك إلا ترك الصلاة. فإذا تركها فقد أشرك) وصححه الألباني
7. عن عبد الله بن بريدة عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر) رواه أحمد وابن ماجة والترمذي وقال حسن صحيح غريب وصححه الألباني وشعيب وعند ابن حبان عن بريدة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "بكروا بالصلاة في يوم الغيم فإنه من ترك الصلاة فقد كفر" وصححه شعيب وضعفه الألباني
8. عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم مفتاح الجنة الصلاة و مفتاح الصلاة الوضوء رواه أحمد الترمذي وصححه الألباني وضعفه شعيب
¥