تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

قال السعدي: أي: الصوم المفروض عليكم، هو شهر رمضان، الشهر العظيم، الذي قد حصلَ لكم فيه مِن الله الفضل العظيم، وهو القرآن الكريم، المشتمل على الهداية لمصالحكم الدينيَّة والدنيويَّة، وتبيين الحقِّ بأوضح بيانٍ، والفرقان بين الحقِّ والباطل، والهُدَى والضلال، وأهْل السعادة وأهل الشقاوة، فحقيقٌ بشهرٍ هذا فضلُه، وهذا إحسانُ الله عليكم فيه أن يكونَ موسمًا للعباد.

إنها الفرصة الذهبيَّة؛ فلا تضيِّعها، فشمِّر عن ساعد الجِدِّ، وابْذلْ كلَّ ما تستطيع من جُهْد؛ لتفوز بالأجور الوفيرة والحسنات الغزيرة، والله لا يضيع أجْرَ مَن أحسنَ عملاً، بادِرْ ما دامَ في العمر بَقيَّة، بادِرْ ما دُمْتَ في زمن الإمكان واهتبل الفُرصة.

فَبَادِرْ إِذَا مَا دَامَ فِي الْعُمْرِ فُسْحَةٌ http://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif

وَعَدْلُكَ مَقْبُولٌ وَصَرْفُكَ قَيِّمُ http://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif

وَجِدَّ وَسَارِعْ وَاغْتَنِمْ زَمَنَ الصِّبَا http://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif

فَفَي زَمَنِ الإِمْكَانِ تَسْعَى وَتَغْنَمُ http://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif

وَسِرْ مُسْرِعًا فَالسَّيْرُ خَلْفَكَ مُسْرِعٌ http://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif

وَهَيْهَاتَ مَا مِنْهُ مَفَرٌّ وَمَهْزَمُ http://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif

فَهُنَّ الْمَنَايَا أَيَّ وَادٍ نَزَلْتَهُ http://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif

عَلَيْهَا الْقُدُومُ أَمْ عَلَيْكَ سَتَقْدمُ http://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif

أخي المبارك، تدارَكِ الفرصة قبل أن تندمَ على فواتها، وإيَّاك ثم إيَّاك من التسويف؛ قال الماوردي - رحمه الله -: "فينبغي لمن قدرَ على ابتداء المعروف أن يعجِّلَه؛ حذرًا مِن فواته، ويبادر به خيفة عجزه، ويعتقد أنه من فُرصِ زمانه وغنائم إمكانه، ولا يمهله ثقةً بالقدرة عليه؛ فكَم مِن واثقٍ بقدرة فاتتْ فأعقبتْ ندمًا، ومُعَوِّل على مُكْنة زالتْ فأورثتْ خَجلاً، ولو فَطنَ لنوائب دهْره وتحفَّظَ من عواقب فكره، لكانتْ مغارمه مدحورة، ومغانمه مَحْبورة، وقيل: مَن أضاعَ الفرصة عن وقتها، فليكنْ على ثقة من فوتها [1] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#_ftn1).

وقال ابنُ القَيِّم - رحمه الله -: والله - سبحانه - يعاقب من فتحَ له بابًا من الخير، فلم ينتهزْه بأن يحولَ بين قلبه وإرادته، فلا يمكنه بعدُ من إرادته عقوبةً له [2] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#_ftn2).

إِذَا هَبَّتْ رِيَاحُكَ فَاغْتَنِمْهَا http://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif

فَعُقْبَى كُلّ خَافِقَةٍ سُكُونُ http://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif

وَلاَ تَغْفلْ عَنِ الإِحْسَانِ فِيهَا http://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif

فَلاَ تَدْرِي السُّكُونُ مَتَى يَكُونُ http://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif

تُرى مَن يهْتَبِل هذه الفرصة؟

تأمَّل أخي كيف حفَّز النبي - صلى الله عليه وسلم - أصحابَه لاهْتبال هذه الفرصة العظيمة؛ فعن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يبشِّر أصحابه: ((قد جاءَكم شهرُ رمضان، شهر مبارك، افترض الله عليكم صيامَه، يفتح فيه أبواب الجنة، ويغْلق فيه أبواب الجحيم، وتغلُّ فيه الشياطين، فيه ليلة خير من ألف شهر، مَن حُرِمَ خيرها، فقدْ حُرِمَ))؛ رواه الإمام أحمد، وقال شعيب الأرناؤوط: صحيح.

وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((إذا دخلَ شهر رمضان، فُتحت أبواب السماء، وغلِّقتْ أبواب جهنم، وسُلسلتِ الشياطين))؛ رواه البخاري.

إنها فرصة في طيَّاتها فرصٌ، تعالَ معي - أخي المبارك - نستعرض بعضَ تلك الفرَص:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير