تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

1 - عطاء ربَّاني لا حدود له؛ عن أبي هريرة أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((كلُّ عمل ابن آدمَ له، الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضِعف، قال الله: "إلاَّ الصيام، فهو لي وأنا أجزي به، يدع الطعام من أجْلي، ويدع الشراب مِن أجْلي، ويدع لذَّته من أجْلي ويدع زوجته من أجْلي، ولخلوفُ فم الصائم أطْيبُ عند الله من رِيح المسك، وللصائم فرحتان؛ فرحة حين يُفْطر، وفرحة عند لقاء ربِّه))؛ رواه الإمام أحمد، وابن خُزيمة، وصحَّحه الألباني.

قال القرطبي: معناه أنَّ الأعمال قد كشفتْ مقادير ثوابها للناس، وأنها تُضَاعف من عشرة إلى سبعمائة إلى ما شاء الله، إلاَّ الصيام؛ فإنَّ الله يثيبُ عليه بغير تقدير.

قال ابن حجر: ويؤيِّده أيضًا العُرْف المستفاد من قوله: "أنا أجزي به؛ لأنَّ الكريمَ إذا قال: أنا أتولَّى الإعطاء بنفسي، كان في ذلك إشارة إلى تعظيم ذلك العطاء وتفخيمه" [3] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#_ftn3).

2- الفرح في الدنيا والآخرة؛ عن أبى هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((كلُّ عمل ابن آدمَ يُضَاعف الحسنة عشر أمثالها إلى سبعمائة ضِعف؛ قال الله - عز وجل -: إلاَّ الصوم؛ فإنه لي وأنا أجزي به، يدع شهوته وطعامه من أجْلي، للصائم فرحتان؛ فرحة عند فِطْره، وفرحة عند لقاء ربِّه، ولخلوف فيه أطيبُ عند الله من ريح المسك))؛ رواه مسلم.

قال الإمام النووي: قال العلماء: أمَّا فرحتُه عند لقاء ربِّه، فبما يراه من جزائه، وتذكُّر نعمة الله - تعالى - عليه بتوفيقه لذلك، وأمَّا عند فِطْره، فسببُها تمامُ عبادته وسلامتها من المفسدات، وما يرجوه من ثوابها [4] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#_ftn4).

3- اللِّحاق بركْب الصِّدِّيقين والشهداء؛ عن عمرو بن مُرَّة الجُهَني، قال: جاء رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - رجلٌ من قُضَاعة، فقال له: يا رسول الله، أرأيتَ إنْ شهدتُ أن لا إله إلا الله، وأنَّك رسول الله، وصليتُ الصلوات الخمس، وصمْتُ الشهر، وقمْتُ رمضان، وآتيتُ الزكاة، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((مَن ماتَ على هذا، كان من الصِّدِّيقين والشهداء))؛ رواه ابن خُزيمة، وابن حِبَّان، وصحَّحه الألباني.

4 - العِتْق من النار؛ عن جابر، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((إنَّ لله - عز وجل - عند كلِّ فِطْرٍ عُتقاء، وذلك في كل ليلة))؛ رواه ابن ماجه، وصححه الألباني.

5 - إجابة الدعاء:

تأمَّل أخي قولَ الله - تعالى - وهو يتحدَّث عن شهر رمضان وأحْكام الصيام: ? وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ ? [البقرة: 186].

قال الإمام السَّعدي: فمَن دعا ربَّه بقلْبٍ حاضر، ودعاء مشروع، ولم يمنعْ مانعٌ من إجابة الدعاء، كأكْل الحرام ونحوه، فإنَّ الله قد وعدَه بالإجابة، وخصوصًا إذا أتى بأسباب إجابة الدعاء، وهي الاستجابة لله - تعالى - بالانقياد لأوامره ونواهيه؛ القوليَّة والفِعْليَّة، والإيمان به الموجِب للاستجابة؛ فلهذا قال:? فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ ?؛ أي: يحصلُ لهم الرشد الذي هو الهداية للإيمان والأعمال الصالحة، ويزول عنهم الغَي المنافي للإيمان والأعمال الصالحة [5] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#_ftn5).

وعن أبي هريرة أو أبي سعيد قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((إنَّ لله عُتقاء في كلِّ يوم وليلة، لكلِّ عبدٍ منهم دعوة مستجابة))؛ رواه الإمام أحمد، وصحَّحه الألباني.

6 - مَغْفرة الذنوب؛ قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((أتاني جبريل، فقال: يا محمد، مَن أدركَ رمضان فماتَ فلم يُغفرْ له، فأُدخل النارَ فأبعده الله، قُلْ: آمين، فقلتُ: آمين ... ))؛ رواه الحاكم، وصحَّحه الألباني.

يقول الإمام ابن القَيِّم: والله - عزَّ وجل - إذا أرادَ بعبده خيرًا، فَتَحَ له أبوابَ التوبة والندم، والانكسار والذل، والافتِقار والاستعانة به وصِدْق اللجوء إليه، ودوام التضرُّع والدعاء والتقرُّب إليه بما أمكنَ من الحسنات.

فدونك - أخي المبارَك - هذه الفُرَص والغنائم، دونك هذه التجارة الرابحة مع ربٍّ كريمٍ جَوَاد، وتأمَّل قولَه - تبارك وتعالى وتقدَّس - والغَني عن كلِّ خلقٍ: "يدع الطعام من أجْلي، ويدَع الشراب من أجْلي، ويدع لذَّته من أجْلي، ويدع زوجته من أجْلي"، تأمَّل وبادِرْ بالمرابحة واهتبلِ الفُرَص قبل فوَاتها.

اللهمَّ كما بلَّغْتنا شهرَ رمضان، فأتمَّه لنا بالبرِّ والإحسان، ووفِّقْنا فيه للصيام والقيام، وتلاوة القرآن، واعْتقْ رقابنا ورقاب آبائنا وأُمَّهاتنا، وزوجاتنا وذُريتنا، وإخواننا وأخواتنا وأقاربنا من النيران.

اللهمَّ خُذْ بِنَواصينا إلى البِرِّ والتقوى، وارْزقنا الفرحَ في الآخرة والأُولى، وارْزقنا خشيتَك في الشهادة والنجوى.

اللهمَّ ارْزقنا حُبَّك وحُبَّ مَن يُحبك، وحُبَّ عملٍ يقرِّبنا إلى حُبِّك.

[1] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#_ftnref1) " فيْض القدير" (4/ 282).

[2] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#_ftnref2) " زاد المعاد" (3/ 501).

[3] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#_ftnref3) " فتح الباري"، (4/ 108).

[4] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#_ftnref4) " شرح صحيح مسلم"، (4/ 154).

[5] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#_ftnref5) " تيسير الكريم الرحمن"، ص (87).

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير