وقال: استشعروا الحكمة، وابتغوا الديانة، وعودُوا أنفسكم الوقارَ والسكينة، وتحلوا بالآداب الحسنة الجميلة، وتروَّوْا في أموركم، ولا تعجلوا ولاسيما في مُجازاة المُسيء.
واجعلوا خشية الله حشو جنوبكم في الحكم، واحذروا النِّفاق والرياء ولا تُزكوا الخونة ولا تُخونوا الأزكياء.
وقال: إذا جادلكم المخالفُون لكم في الدين بالفضاضَة والغلظة وسُوء القول فلا تقابلوهُم بمثل ذلك، بل قابلُوهُم بالرفقِ واللين واللطف والدلالة والهداية.
قال الله جل وعلا لنبيه r: ] ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِوَالْمَوْعِظَةِ الحَسَنَةِوَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ [.
وقال جلا وعلا وتقدس:] ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَوَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُوَلِيٌّ حَمِيمٌ * وَمَا يُلَقَّاهَا إِلاَّ الَّذِينَ صَبَرُواوَمَا يُلَقَّاهَا إِلاَّ ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ [.
وقال عز من قائل في صفة أهل العبودية الخاصة:] وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الأَرْضِ هَوْنًاوَإِذَا خَاطَبَهُمُ الجَاهِلُونَ قَالُوا سَلامًا [، وقال:] وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا [، وقال جل وعلا وتقدس:] وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ [، وقال عز من قائل:] وَإِذَا سَمِعُوا اللَّغْوَ أَعْرَضُوا عَنْهُوَقَالُوا لَنَا أَعْمَالُنَاوَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ سَلامٌ عَلَيْكُمْ لاَ نَبْتَغِي الجَاهِلِينَ [.
إذا نطقَ السفيهُ فلا تجبهُ
سَكَتُّ عن السفيهِ فظنَّ أني
فخيرٌ من إجابَتِهِ السُكُوت
عييتُ عن الجواب وما عييتُ
وقال حكيم: أكثروا من الصمت في المحافل ولا تطلقوا ألسنتكم بحضرة المتحفظين عليكم بِمَا عَسَى أن يجعلوه سلاحًا يضربونكم به وأقلوا المراء والهذْر والفضلَ من القول.
واحذروا مصاحبة الأشرار، وأصحاب البدع في الدين، والحساد، والمشتغلين على العداوة والأحقاد والجهال.
وإذا هممتم بالخير فقدموا فعله لئلا يعارضكم سواه فتوقفوا عنه، قال الشاعر:
وإذا هممت بأمر سوءٍ فاتئدْ
وإذا هممت بأمر خير فاعْجَل
وقال: اتفقوا، وتحابوا في الله، وثابروا على الأعمال الصالحة من صيام وصلاة مع الجماعة وزكاة وحج ببصائر صافية ونية نقية صالحة غير متقسمة ولا مشوبة، وتوادوا على طاعة الله عز وجل والتقوى له، واسعوا للخير، وافعلوا له، واجتهدوا فيه، والله أعلم، وصلى الله على محمد وآله وسلم.
إيقاظ أولي الهمم العالية