[كشف شركيات الجفري (الجزء الخامس)]
ـ[عباس رحيم]ــــــــ[24 - 04 - 03, 05:09 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
((كشف شركيات الجفري)) الجزء الخامس.
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسوله الأمين، ولا عدوان إلا على الظالمين أما بعد.
و بعد عرض المقاطع الصوتية للجفري في الجزء الأول و أذكر بعض الأدلة التي فيها رد على أقواله المخالفة لما جاء في النصوص الشرعية كما في الجزء الثاني و الثالث و الرابع و إليك الخامس كما يلي:
أما ما يتعلق به دراية فنقول: لو فرضنا أن هذا اللفظ " فسيراني" هو المحفوظ فإن العلماء المحققين لم يحملوه على المعنى الذي حمله عليه الصوفية.
قال الإمام النووي في شرح صحيح مسلم 15/ 26: فيه أقوال: أحدها: أن يراد به أهل عصره، و معناه: أن من رآه في النوم ولم يكن هاجر يوفقه الله للهجرة و رؤيته صلى الله عليه وسلم في اليقظة عياناً.
و ثانيها: أنه يرى تصديق تلك الرؤيا في اليقظة في الدار الآخرة؛ لأنه يراه في الآخرة جميع أمته.
و ثالثها: أنه يراه في الآخرة رؤية خاصة في القرب منه وحصول شفاعته ونحو ذلك.
و نقل الحافظ ابن حجر هذه الأقوال بعدما ذكر القول بحمله على الرؤية بالعين المجردة وحكم على القائلين به بالشذوذ.
و إليك أقوال بعض أهل العلم في هذا الموضوع نقلاً من كتاب " القول الفصل في حكم الاحتفال بمولد خير الرسل " للشيخ إسماعيل الأنصاري رحمه الله:
1) القاضي أبو بكر بن العربي قال: شذ بعض الصالحين فزعم أنها - أي رؤية النبي صلى الله عليه وسلم بعد موته - تقع بعيني الرأس حقيقة نقل ذلك عنه الحافظ ابن حجر العسقلاني في كتابه فتح الباري 12/ 384.
2) الإمام أبو العباس احمد بن عمر القرطبي في كتابه المفهم لشرح صحيح مسلم ذكر هذا القول و تعقبه بقوله: و هذا يدرك فساده بأوائل العقول و يلزم عليه أن لا يراه أحد إلا على صورته التي مات عليها و أن يراه رائيان في آن واحد في مكانين و أن يحيا الآن و يخرج من قبره و يمشي في الأسواق و يخاطب الناس و يخاطبوه و يلزم من ذلك أن يخلو قبره من جسده و لا يبقى من قبره فيه شيء فيزار مجرد القبر و يسلم على غائب لأنه جائز أن يرى في الليل و النهار مع اتصال الأوقات على حقيقته في غير قبره.
و هذه جهالات لا يلتزم بها من له أدنى مسكة من عقل. و إلى كلام القرطبي هذا أشار الحافظ ابن حجر في كتابه الفتح بذكره اشتداد إنكار القرطبي على من قال: من رآه في المنام فقد رأى حقيقته ثم يراها كذلك في اليقظة.
3) ذكر الحافظ ابن حجر العسقلاني في كتابه فتح الباري 12/ 385 أن ابن أبى جمرة نقل عن جماعة من المتصوفة أنهم رأوا النبي صلى الله عليه وسلم في المنام ثم رأوه بعد ذلك في اليقظة و سألوه عن أشياء كانوا منها متخوفين فأرشدهم إلى طريق تفريجها فجاء الأمر كذلك ثم تعقب الحافظ ذلك بقوله: و هذا مشكل جداً ولو حمل على ظاهره لكان هؤلاء صحابة و لأمكن بقاء الصحبة إلى يوم القيامة و يعكر عليه أن جمعاً جماً رأوه في المنام ثم لم يذكر واحد منهم أنه رآه في اليقظة و خبر الصادق لا يتخلف.
4) قال السخاوي في رؤية النبي صلى الله عليه وسلم في اليقظة بعد موته: لم يصل إلينا ذلك - أي ادعاء وقوعها - عن أحد من الصحابة و لا عمن بعدهم و قد اشتد حزن فاطمة عليه صلى الله عليه وسلم حتى ماتت كمداً بعده بستة أشهر على الصحيح و بيتها مجاور لضريحه الشريف و لم تنقل عنها رؤيته في المدة التي تأخرتها عنه.
5) و قال ملا علي قاري في كتابه جمع الوسائل شرح الشمائل للترمذي 2/ 238: إنه أي ما دعاه المتصوفة من رؤية النبي صلى الله عليه وسلم في اليقظة بعد موته لو كان له حقيقة لكان يجب العمل بما سمعوه منه صلى الله عليه وسلم من أمر و نهي و إثبات و نفي ومن المعلوم أنه لا يجوز ذلك إجماعاً كما لا يجوز بما يقع حال المنام ولو كان الرائي من أكابر الأنام وقد صرح المازري و غيره بأن من رآه يأمر بقتل من يحرم قتله كان هذا من الصفات المتخيلة لا المرئية. انتهى كلام الملا علي قاري وفيه فائدة أخرى هي حكايته الإجماع على عدم جواز العمل بما يدعى من يزعم أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم في اليقظة أنه سمع منه أمر أو نهي أو إثبات أو نفي، وفي حكايته الإجماع على ذلك الرد على قول الزرقاني
¥