في كتابه شرح المواهب اللدنية 7/ 29 ما نصه: لو رآه يقظة - أي بعد موته صلى الله عليه وسلم - وأمره بشيء وجب عليه العمل به لنفسه ولا يعد صحابياً وينبغي أن يجب على من صدقه العمل به قاله شيخنا.
6) قال الشيخ عبد الحي بن محمد اللكنوي رحمه الله في كتابه الآثار المرفوعة في الأخبار الموضوعة ص46: و منها - أي من القصص المختلقة الموضوعة - ما يذكرونه من أن النبي صلى الله عليه وسلم يحضر بنفسه في مجالس وعظ مولده عند ذكر مولده وبنوا عليه القيام عند ذكر المولد تعظيماً وإكراماً.
و هذا أيضا من الأباطيل لم يثبت ذلك بدليل، ومجرد الاحتمال و الإمكان خارج عن حد البيان.
وقد تكلم عن هذه المسألة بكلام جيد الشيخ صادق بن محمد بن إبراهيم حفظه الله في كتابه خصائص المصطفى صلى الله عليه وسلم بين الغلو والجفاء 207 - 218 و هناك رسالة خاصة في هذا الموضوع بعنوان رؤيا الرسول صلى الله عليه وسلم يقظة ومناماً ضوابطها وشروطها للشيخ الأمين الحاج محمد أحمد.
واكتفي حالياً بهذه الردود المختصرة على بعض ما جاء في كلام الجفري، أما ما يتعلق بمسألة الاستغاثة فأحيل القارئ الكريم إلى كتاب قاعدة جليلة في التوسل والوسيلة لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله بتحقيق الشيخ ربيع بن هادي المدخلي حفظه الله.
وكذلك أحيل القارىء إلى رسالة التوسل أنواعه وأحكامه للإمام محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله، و تجدوها على الرابط التالي:
http://www.geocities.com/abdullah_moslm/20.doc
ثم إن قول الجفري بجواز الاستغاثة بالرسول صلى الله عليه وآله وسلم وبالأولياء الموتى يدل على أنه يعتقد بأن الأموات يسمعون! والراجح في هذه المسألة هو أن الأصل في الأموات أنهم لا يسمعون إلا ما ورد الدليل بخصوصه مثل سماعهم لقرع النعال بعد وضع الميت في قبره، وكذلك سماع قتلى بدر من المشركين قول الرسول صلى الله عليه وسلم حيث أن الله أسمعهم صوت نبيه عليه الصلاة والسلام.
و من أوضح الأدلة على عدم سماع الرسول صلى الله عليه وسلم وغيره من الأموات كلام الأحياء قول الرسول صلى الله عليه وسلم: ((إن لله ملائكة سياحِين في الأرض يبلغوني عن أمتي السلام)).
قال الشيخ الألباني رحمه الله في مقدمته لكتاب الآيات البينات في عدم سماع الأموات للعلامة الألوسي رحمه الله: و وجه الاستدلال به أنه صريح في أن النبي صلى الله عليه وسلم لا يسمع سلام المسلمين عليه، إذ لو كان يسمعه بنفسه، لما كان بحاجة إلى من يبلغه إليه، كما هو ظاهر إن شاء الله.
و إذا كان الأمر كذلك، فبالأولى أنه صلى الله عليه وسلم لا يسمع غير السلام من الكلام، و إذا كان كذلك فلأن لا يسمع السلام غيره من الموتى أولى وأحرى.
ومن أراد التفصيل في هذه المسألة فليرجع إلى كتاب الألوسي رحمه الله المشار إليه سابقاً.
و في الختام أقول قد يتعجب البعض من كلام الجفري السابق و لكن لو علم من هم مشايخ الجفري الذين تتلمذ عليهم لزال عنه العجب!.
فالجفري قد صرح في بعض اللقاءات الصحفية معه أنه تتلمذ على يد عبد القادر السقاف وهو رجل من كبار الصوفية في هذا العصر، وهو يعيش في جدة! وكي تعلم مدى ضلال هذا الرجل فاستمع له وهو يستغيث ببعض الأموات الذين قام بزيارتهم في اليمن قبل عدة سنوات:
http://www.geocities.com/abdullah_moslm/g12.ra
و من مشايخ الجفري الذين صرح بالأخذ عنهم داعية الشرك والخرافة محمد بن علوي المالكي.
والمالكي لا يخفى حاله على الكثير من الاخوة إن شاء الله فقد صرح في كتابه مفاهيم يجب أن تصحح بأن النبي صلى الله عليه وسلم حي الدارين، دائم العناية بأمته، متصرف بإذن الله في شؤونها، خبيرٌ بأحوالها ... . اهـ.
و قال أيضاً في نفس الكتاب: و لا شك أن الأرواح لها من الانطلاق و الحرية ما يمكنها من أن تجيب من يناديها، و تغيث من يستغيث بها، كالأحياء سواء بسواء، بل أشد و أعظم. اهـ.
وقد رد عليه فضيلة الشيخ صالح آل الشيخ حفظه الله في كتابه هذه مفاهيمنا. و تجدونه على الرابط التالي:
http://www.geocities.com/abdullah_moslm/21.doc
كما رد عليه الشيخ سمير المالكي وهو أحد أقاربه في كتابه جلاء البصائر. و تجده على الرابط التالي على هيئة ملف وورد:
http://www.geocities.com/abdullah_moslm/22.doc
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(احذروا القصاصين فهم كثر بيننا و هم ليسوا من أهل العلم في شيء)
اللهم اجعل جميع أعمالنا ظاهرها و باطنها خالصة لوجهك الكريم موافقة لسنة نبيك صلى الله عليه وسلم.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التكملة مع الجزء السادس إن شاء الله
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته