تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[الفوائد المنثورة من كتب العلماء المنشورة]

ـ[عبد الرحمن الطوخي]ــــــــ[22 - 08 - 10, 03:57 م]ـ

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين.

فهذه فوائد جمعتها، وفرائد نسقتها، وشوارد هذبتها من متفرق كلام أهل العلم، أثناء البحث والمذاكرة، كانت لنفسي، وما دار بخاطري أنها ستُنشر، ولكن فعلت ذلك، ليعم النفع، والله من وراء القصد، فلعل قارئا ينتفع بها، جعل الله الجهد نافعا، وجعلني للحق طالبا، ومن الشر محذرا.

الفائدة الأولى: ما أردتُ بمعصيتي مخالفتَك

الإنسان منا قد يقع في الذنب، ولكن إذا وقع فلا يتمادى، ويقلع عن المعصية ويعترف بعجزة وجهله،وليكن حاله كحال ذلك الشاب الذي سُمع مرة يبكي في جوف الليل وهو يدعو ربه: اللهم وجلالِك ما أردتُ بمعصيتي مخالفتَك، ولكني عصيتك إذ عصيتك بجهلي، وما أنا بعذابك بجاهل، ولا لعقوبتك متعرض، ولا بنظرك مستخف، ولكن سولت لي نفسي وأعانني عليها شقوتي، وغرني سترك المرخي علي، فمن يستنقذني من عذابك ومن يخلصني من زبانيتك، وبحبل من اتصل إن أنت قطعت عني حبلك، واسوأتاه، إن قيل للمخفين جوزوا، وللمثقلين حطوا، ويحي كلما طال عمري كثرت ذنوبي، فيا ويلي كم أتوب وكم أعود، ولا أستحي من ربي، فقرأ قارئ في جوف الليل: يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا وقودها الناس والحجارة عليها ملائكة غلاظ شداد، لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون"، فاضطرب ذلك الشاب وارتعد ثم سقط مغشيا عليه، وما لبث أن مات خوفا وفرقا من العزيز الجبار [1] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=26#_ftn1)

****************************

الفائدة الثانية: ما أعظم هذا الوفاء

قالت بنت عبد الله بن مطيع لزوجها طلحة بن عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنهم وكان طلحة أجود قريش في زمانه قالت: ما رأيت قوما ألأم من إخوانك، قال لها: مه مه! ولم ذلك؟ قالت: أراهم إذا أيسرت لزموك، وإذا أعسرت تركوك، فقال لها: هذا والله من كرم أخلاقهم، يأتوننا في حال قدرتنا على إكرامهم، ويتركوننا في حال عجزنا عن القيام بحقهم، فانظر كيف تأول طلحة صنيع إخوانه معه، وهو ظاهر القبح والغدر بأن اعتبره وفاء وكرما [2] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=26#_ftn2)

****************************

الفائدة الثالثة:قاعدة الموازنات

قال ابن القيم رحمه الله في إعلام الموقعين ( ... ومن له علم بالشرع والواقع يعلم قطعاً أن الرجل الجليل الذي له في الإسلام وأهله بمكان قد تكون منه الهفوة والزلة هو فيها معذور بل مأجورٌ لاجتهاده، فلا يجوز أن يُتبع فيها ولا يجوز أن تُهدَر مكانته وإمامته من قلوب المسلمين [3] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=26#_ftn3)

****************************

الفائدة الرابعة: ترك الامر بالمعروف خشية الناس

قال أبو عبد الرحمن العمري رحمه الله: (إن من غفلتك إعراضك عن الله بأن ترى ما يُسْخِطَهُ فتجاوزه، ولا تأمر ولا تنهى خوفاً ممن لا يملك ضراً ولا نفعاً)

وقال أبو عبد الرحمن العمري رحمه الله: (من ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من مخالفة المخلوقين نزعت منه هيبة الله تعالى فلو أمر بعض ولده أو بعض مواليه لاستخف به) [4] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=26#_ftn4)

****************************

الفائدة الخامسة: العالم يعذرك والجاهل يكفرك.

يَقُولُ العَلاَّمَةُ ابْنُ القَيِّمِ رَحِمَهُ الله: فَإذا ظفرت بِرَجُلٍ وَاحدٍ من أولِي العِلْم، طَالبٍ للدَّلِيلِ، مُحَكِّم لَهُ، مُتَّبِع للحقِّ حَيثُ كَان، وأيْنَ كَان، ومَعْ مَنْ كَان، زالَتِ الوِحْشَة، وحَصلَتِ الألْفَة، ولَوْ خَالَفكَ، فَإنَّهُ يُخَالِفكُ ويَعْذُرك.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير