لكن إذا كانت الدولة الكافرة نقضت العهد الدولي، وتركته خلف ظهرها لغطرستها وتكبرها، أليس هذا نقضا للعهد الذي وثقته مع العالم أجمع!!
احتج الشيخ ابن باز في رسالته الخاصة للشيخ أحمد شاكر بهذه الآية على أن عهد الإنجليز مع فئة مسلمة لا ينتقض بمحاربة الإنجليز لدولة مسلمة أخرى ..
ـ[أبو الحسن الأثري]ــــــــ[28 - 08 - 10, 03:44 ص]ـ
لله درك أبا الحسن فقد أفدت وأجدت.
.
بارك الله فيك لم أسطر ما تقدم معلماً وإنما مباحثاً لإخواني ومتعلماً
والأمر أيها الفاضل كبيرٌ جداً يصبح الحليم فيه حيرانا وبما أننا قد كفينا بالعلماء فالحمدلله وإلا فهذه المسائل العويصة لا تبحث بالنظر إلى النصوص فقط من غير النظر إلى المحل الذي ستنزل عليه فقد يعدم الشرط أو يتوفر المانع وهذا من عظمة هذه الشريعة وسعتها وشمولها
فهل نستطيع نبذ العهد؟
وهل الأمة مستعدة إيمانيا ونفسياً لهذا الأمر؟
قال تعالى {فَلَمَّا فَصَلَ طَالُوتُ بِالْجُنُودِ قَالَ إِنَّ اللَّهَ مُبْتَلِيكُمْ بِنَهَرٍ فَمَنْ شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي وَمَنْ لَمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّي إِلَّا مَنِ اغْتَرَفَ غُرْفَةً بِيَدِهِ فَشَرِبُوا مِنْهُ إِلَّا قَلِيلًا مِنْهُمْ فَلَمَّا جَاوَزَهُ هُوَ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ قَالُوا لَا طَاقَةَ لَنَا الْيَوْمَ بِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلَاقُو اللَّهِ كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ}
قال ابن سعدي رحمه الله (وكان في عدم صبرهم عن الماء ساعة واحدة أكبر دليل على عدم صبرهم على القتال الذي سيتطاول وتحصل فيه المشقة الكبيرة،)
فكيف بأناس ألفوا الشرك واعتقدوه ديناً وقوم يريدون أن يحاربون الكفار بمزاميرهم وآخرون يعتقدون أن أهل الكتاب ليسوا بكفار والأمثلة كثيرة فإن كنت سرت إلى بلدان العالم الإسلامي سترى عجباً فاسأل أهل العلم وأهل الدعوة من أهل السنة ممن عانى وسيخبروك والله المستعان فطوبى للغرباء.
قال أبو العباس ابن تيمية رحمه الله:
ولهذا كان أهل المعرفة بالدين والمكاشفة لم يقاتلوا في تلك المرة لعدم القتال الشرعي الذي أمر الله به ورسوله ولما يحصل في ذلك من الشر والفساد وانتفاء النصرة المطلوبة من القتال فلا يكون فيه ثواب الدنيا ولا ثواب الآخرة لمن عرف هذا وهذا وإن كثيرا من القائلين الذين اعتقدوا هذا قتالا شرعيا أجروا على نياتهم فلما كان بعد ذلك جعلنا نأمر الناس بإخلاص الدين لله عز و جل والاستغاثة به وأنهم لا يستغيثون إلا إياه لا يستغيثون بملك مقرب ولا نبي مرسل كما قال تعالى يوم بدر إذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم وروى أن رسول الله صلى الله عليه و سلم كان يوم بدر يقول يا حي يا قيوم لا إله إلا أنت برحمتك أستغيث وفي لفظ أصلح لي شأني كله ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين ولا إلى أحد من خلقك فلما أصلح الناس أمورهم وصدقوا في الاستغاثة بربهم نصرهم على عدوهم نصرا عزيزا ولم تهزم التتار مثل هذه الهزيمة قبل ذلك أصلا لما صح من تحقيق توحيد الله تعالى وطاعة رسوله ما لم يكن قبل ذلك فإن الله تعالى ينصر رسوله والذين آمنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد (الاستغاثة ص 413)
وفي صحيح البخاري
قال ابن عيينة عن خلف بن حوشب كانوا يستحبون أن يتمثلوا بهذه الأبيات عند الفتن
قال امرؤ القيس
الحرب أول ما تكون فتية * تسعى بزينتها لكل جهول
حتى إذا اشتعلت وشب ضرامها * ولت عجوزا غير ذات حليل
شمطاء ينكر لونها وتغيرت * مكروهة للشم والتقبيل
لكن على طلاب العلم أن لا ييئسوا وأن ينشروا التوحيد والسنة بين الخافقين وبين من يعولون وليربوا أهلهم وأنفسهم على ذلك ولنعد لهم العدة بتحقيق التوحيد والسنة فإننا معاشر المسلمين لا ننتصر بالسلاح بل بداعي الإيمان وتحقيق التوحيد
كان شيخ الإسلام المحدث محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله وغفر له
إذا قيل له إن طريق دعوتك التي ارتسمت وهي تربية الناس على التوحيد والسنة وتصفية العقائد من البدع والشرك طريق طويل فكان يقول وما يضيرني أن لا أرى ثمار دعوتي فإنما حالي كما قال امرئ القيس
بَكَى صاحِبِي لَمَّا رأى الدَّرْبَ دُونَه ... وأيْقَن أنَّا لاحِقانِ بقَيْصَرا
فقُلتُ له لا تَبْكِ عينُك إنَّما ... تُحاوِلُ مُلْكاً أو نَموتَ فتُعْذَرَا
فأسأل الله أن يجمع المسلمين على التوحيد والسنة وأن يوفقنا وإياكم للهدى والسداد
احتج الشيخ ابن باز في رسالته الخاصة للشيخ أحمد شاكر بهذه الآية على أن عهد الإنجليز مع فئة مسلمة لا ينتقض بمحاربة الإنجليز لدولة مسلمة أخرى ..
فائدة طيبة من أخٍ طيب لا حرمك الله الأجر ... وتقبل الله طاعتكم