[ما هو التأصيل الشرعي الذي ينبغي مراعاته للإختيار بين الطب و الصيدلة؟]
ـ[أعراب ياسين]ــــــــ[27 - 08 - 10, 01:57 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
المعطيات:
كعلم: لا يمكن التفضيل بين الطب و الصيدلة فكليهما بحر و متكاملين و يعتمدان على بعضهما البعض و متلازمين و يخدمان نفس الغاية و نحن بحاجة إليهما.
كدراسة: فالمخلص الجاد المتفرّغ سيتعب في الإثنين بنفس الدرجة.
من ناحية شرعية: في واقعنا المخالفات الشرعية الموجودة في الطب أشد من المخالفات الشرعية الموجودة في الصيدلة.
من ناحية العرف: المتخصص في الطب يقل عنده الحياء و يكتسب عادات لا يُقرّها العرف.
من ناحية حاجة المجتمع: فهو يحتاج للإثنين.
في واقعنا: يختلف الأمر بحسب الأشخاص و التفضيل تحكمه عدّة عوامل:
- من ناحية شرعية،
- و من ناحية الميول،
- و بحسب الظروف المادية و الإجتماعية التي يمر بها الإنسان و بلده،
- و على مدى قدرة أهل الإنسان على توفير حاجاتك و ضرورياتك و تحمل أعبائك،
- و أيّهم سيكون فيه النفع أعظم للمسلمين و للإنسانية.
في السابق: كان يختار الناس الصيدلة على الطب من أجل كونها:
- أقل مدّة (و)
- أقل تعبا بعد التخرج في العمل (و)
- أكثر دخلا من الناحية المادية (و)
- ربما اختاره بعضهم من أجل كونه أخف من ناحية الوقوع في المخالفات الشرعية بالمقارنة مع الطب (و)
- ربما اختارته بعض العائلات لبناتها و فضّلت الصيدلة لبنتها على الطب لعدم تحملهم أن تتغير عادات البنت و تُفتَنُ و يكثر عندها التساهل و ينقص حياؤها.
و لكن الآن: بعض الحقائق قد تغيّرت فلم يعد من السهل فتح صيدلة مثل السابق و بالتالي فمن ينظر إلى الصيدلة من زاوية المال و التجارة لعله يراجع المسألة جيدا.
من أراد أن يبدع و كان ينتمي إلى بلدان العالم الثالث و ينتمي أسرة عادية و لا يستطيع الدراسة في الخارج و كان قادرا على التضحية و الصبر وتوفرت فيه علامات النبوغ و الدين و قوّة الصبر و وجد من يمكنه أن يتحمل أعباءه و لم يكن مصابا بالأمراض الخطيرة: فلعل مجال الطب يناسبه أحسن من مجال الصيدلة لكون عوائق الإبداع في مجال الصيدلة أشد من عوائق الإبداع في مجال الطب و لكن بشرط أن تتوفر فيه بعض الشروط التي ترجع إلى العوامل التي تحدثت عنها آنفا.
و السائل يقّر و يعترف بأنّ إختيار الفرع المناسب: لا يكون إلا بعد بإستشارة الأهل و العلماء المختصين في الشريعة الإسلامية و المتخصصين في المجالات الدنيوية و أهل التجربة و خاصة من الذين عندهم بُعد نظر لما يمكن أن تؤول إليه الأمور و أنّه لابد من تعاون الجميع على تحصيل المعطيات الكافية سواء عن الطالب أو عن بيئته أو من ناحية شرعية.
و أسئلتي:
1) ما هو التأصيل الشرعي في هاته المسألة و كيف يحدد العلماء لشخص ما بأنّه لا يناسبه اختصاص ما من ناحية شرعية في حين يناسبه اختصاص آخر؟ ما ضوابط ذلك؟
2) و من هم العلماء الذين يُرجَعُ إليهم في تحديد مثل هاته الإختيارات و يُستَشَارون في هاته الأمور؟
3) و هل الدراسة و العمل في الامكان المختلطة التي تكثر فيها الفتن عندما تعم البلوى بها في بلد ما:
- ممنوعة بإطلاق في ذلك البلد و يجب الهجرة منه إلى ما هو أخف منه و السعي لذلك و إعطاء لهذا الأمر الأولوية، (أم)
- يُنظر لجانب المصلحة و المفسد و يُختَارَ أخف الأضرار و لا يمكن إعطاء حكم عام و إنما يختلف الأمر بحسب الأفراد و صبرهم و حاجة المجتمع إليهم و مدى تدينهم و قوة تأثيرهم.
و الله أعلم.