تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

حكم جمع المال لمن أَمَّ الناسَ في التراويح؟

ـ[سمير زمال]ــــــــ[29 - 08 - 10, 05:40 م]ـ

السؤال: ما حكم جمع المال لمن أَمَّ الناسَ في التراويح؟

الجواب: ينبغي الابتعاد عن عادة جمع المال في آخر رمضان للمقرئين الذين صلوا التراويح بالناس، لِما فيه من إدخالهم في نوايا الدنيا، ولِما حدث ويحدث من خصومات في قَسم المال بين الأئمة ولِجان المساجد!! قال الله تعالى (فَمَن كَانَ يَرْجُواْ لِقَآءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً وَلاَ يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدَاً) [الكهف:110]، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اقرؤوا القرآن [وابتغوا به الله تعالى] قبل أن يأتي قوم يقرؤون القرآن فيسألون به الناس " رواه أحمد، وغيره. وهو حديث صحيح، كما في صحيح الجامع الصغير (1169) ..

وقال الإمام محمد بن نصر المروزي رحمه الله تعالى المتوفى سنة (294هـ): حدثنا يحيى بن يحيى، قلت لأبي وكيع، حدثكم أبو إسحاق، أن عبد الله بن معقل صلى بهم في رمضان، فلما كان يوم الفطر أرسل إليه عبيد الله بن زياد بخمس مائة درهم وحُلّة فَرَدّهَا وقال: «إنا لا نأخذ على كتاب الله أجرا» قال: نعم.

أبو إسحاق: أَمَرَ مُصْعَبٌ عبد الله بن معقل بن مقرن: أن يؤم الناس في المسجد الجامع في رمضان، فلما أفطر أرسل إليه مُصْعَبٌ بخمس مائة وحُلّة فَرَدّهَا، قال: «ما كنت لآخذ على القرآن أجرا». اهـ نقلا عن كتاب مختصر قيام الليل ص (246) للإمام أحمد بن علي المقريزي المتوفى سنة (845هـ).

وقال الشيخ عبد الشكور الأثري، رحمه الله تعالى: قد فشا في أهل زماننا أخذ الأجر على الصلاة في رمضان حتى إن الحفاظ للقرآن ليسافرون من بلد إلى بلد، ويلتمسون أهل مسجد يُعَيِّنُونَ لهم الأجر قبل أن يقوموا لهم، حتى يكونوا على نشاط وتيقن من حصول ما يرضونه من الأجر، بل إن بعضهم يصلي بأهل مسجد، فَيُسْرِعُ في الفراغ ثم ينصرف إلى أهل مسجد آخر، فيقوم لهم، وذلك كله أول ليلة فيحصل له الأجر من هؤلاء وهؤلاء. فإنا لله وإنا إليه راجعون، اللهم عافنا» اهـ.

قال أبو سعيد الجزائري عفا الله عنه: ومع ذلك فإن الصلاة خلف هؤلاء صحيحة، وإن كان من لوم فعليهم، قال أشهب رحمه الله تعالى: قال مالك، رحمه الله تعالى: «ولا بأس بالصلاة خلف مَنْ يُصَلِّي القيامَ بالناس بإجارة، إن كان بأسٌ فعليه» اهـ نقلا عن كتاب النوادر والزيادات لابن أبي زيد القيرواني المتوفى سنة (386هـ) بتحقيق عبد القادر بن محمد الحلو (1/ 523).

الموقع الرسمي للشيخ أبو سعيد بلعيد بن أحمد الجزائري - حفظه الله -

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير