تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[خاطرة الوداع]

ـ[فرحان بن سميح العنزي]ــــــــ[10 - 09 - 10, 07:26 م]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم مالك يوم الدين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، أما بعد:

فإن أعظم سبل القرب من الله والثبات على دينه والاستزادة من العمل الصالح استشعار المؤمن لنعمة التوفيق للطاعة فالسعيد من عرف قدر هذه النعمة وشكرها حق شكرها.

وإن من أعظم ما يختم به الإنسان عباداته الاستغفار والتوبة إلى الله عما بدر منه من تقصير في عبادته وفي تعامله مع ربه في مقابل نعم الله التي لا تحصى وليس لها مكافئ.

ولهذا السبب شرع للإنسان أن يستغفر بعد سلامه من صلاته كما هو معلوم ثابت من فعله صلى الله عليه وسلم.

كما أمر الله الحاج بالاستغفار بعد أداء الشعائر العظيمة (ثم أفيضوا من حيث أفاض الناس واستغفروا الله إن الله غفور).

وها نحن- بحمد الله- قد من الله علينا بإكمال شعيرة من أعظم شعائر الإسلام أعني شعيرة الصيام فلنحمد الله ربنا الذين وفقنا لعبادته في الوقت الذي حرم فيه غيرنا ولم يوفق لما وفقنا له ولنشكره- سبحانه- على فضله وتوفيقه ليزدنا توفيقا وفضلا قال سبحانه وتعالى (ولتكملوا العدة ولتكبروا الله على ما هداكم ولعلكم تشكرون).

كتب عمر بن عبد العزيز إلى أهل الأمصار بمناسبة آخر رمضان:قولوا كما قال أبوكم آدم {ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين}،وقولوا كما قال نوح عليه السلام {وإلا تغفر لي وترحمني أكن من الخاسرين}،وقولوا كما قال موسى عليه السلام {رب إني ظلمت نفسي فاغفر لي}،وقولوا كما قال ذا النون عليه السلام {لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين}.

إنه ينبغي أن يكون هذا هو منهج المسلم في جميع عباداته بأن يستشعر نعمة الله عليه بالتوفيق للطاعة ثم يؤديها كما شرعها الله ثم يتبع ذلك بالاستغفار والشعور بالتقصير تجاه خالقه ومولاه ورازقه ومن لزم هذا المنهج رزقه الله الثبات على الدين وتقبل منه طاعته وقربته ووفقه لمزيد من الأعمال الصالحة.

عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّهَا قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ فِي هَذِهِ الْآيَةِ: {الَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ} [المؤمنون: 60] أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ يَا رَسُولَ اللهِ، هُوَ الَّذِي يَسْرِقُ وَيَزْنِي وَيَشْرَبُ الْخَمْرَ، (2) وَهُوَ يَخَافُ اللهَ؟ قَالَ: " لَا يَا بِنْتَ أَبِي بَكْرٍ، يَا بِنْتَ الصِّدِّيقِ، وَلَكِنَّهُ الَّذِي يُصَلِّي وَيَصُومُ وَيَتَصَدَّقُ وَهُوَ يُخَافُ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ ".

اللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه وأتباعه بإحسان إلى يوم الدين.

ـ[أبو حجّاج]ــــــــ[11 - 09 - 10, 04:56 ص]ـ

جزاك الله خيرا

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير