تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[بحث مختصر في الركعتين بعد صلاة العيد في المنزل]

ـ[أبو سليمان المحمد]ــــــــ[12 - 09 - 10, 09:56 ص]ـ

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه

وبعد فهذا بحث مختصر في الكلام على سنية الركعيتن بعد صلاة العيد في البيت. [والقيود هنا مقصودة؛ فلا علاقة للبحث بالصلاة قبل العيد، أو الصلاة بعدها في غير البيت، أو صلاة النافلة المطلقة في البيت بعد صلاة العيد دون تخصيصها بفضيلة خاصة أو اعتقاد خصوصية لهاتين الركعتين بهذه الصفة]

0حجة من قال باستحباب الركعتين بعد صلاة العيد في البيت حديث أبي سعيد الخدري: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لايصلي قبل العيد شيئا، فإذا رجع إلى منزله صلى ركعتين). رواه ابن ماجه1293 - واللفظ له- وابن خزيمة1469 [وبوب عليه (باب استحباب الصلاة في المنزل بعد الرجوع من المصلى)] والحاكم1103 [وقال:"هذه سنة عزيزة"] وغيرهم، كلهم من طريق عبدالله بن محمد بن عقيل عن عطاء بن يسار عن أبي سعيد به.

- ولكن هذا الحديث لا يثبت، وسأذكر هنا-باختصار- عدة أسباب وقرائن على ضعفه [وقد ينازع منازع في قوة بعضها]:-

1/ الحديث مداره على ابن عقيل، وابن عقيل ضعفه أكثر العلماء-كماقال اليعمري [نقله عنه صاحب،وما وجدته في الموضع الذي أشار إليه المناوي في أول]-، ويستغرب من تقوية كثير من المتأخرين له، مع كون عامة المتقدمين أئمة هذا الشأن على تضعيفه، بل بعضهم [كابن سعد وأحمد ويعقوب بن شيبة] يضعفونه تضعيفا شديدا. [انظر: تهذيب الكمال وحاشيته 4/ 274]، ويظهر من صنيع بعض المتأخرين تأثير جانب النسب العالي في تحاشيهم تضعيفه!

2/ لو سلم بعدم ضعف ابن عقيل، فإنه قد لا يحتمل من مثله التفرد بمثل هذا الحكم.

3/ لو سلم بعدم ضعف ابن عقيل، فإنه لا يقبل من مثله مخالفة الأحاديث التي هي أقوى من حديثه، والتي أطلقت عدم صلاته صلى الله عليه وسلم بعد صلاة العيد دون استثناء ركعتي البيت [كحديث ابن عباس في البخاري989 (باب الصلاة قبل العيد وبعدها)،ومسلم884].

4/ لو سلم بعدم ضعف الحديث، فإن في دلالته على سنية الركعتين بعد العيد في البيت تأملا. [وضعف الحديث يغني عن شرح ذلك-خاصة مع قصد الاختصار هنا-،وكما قال القرطبي في تفسيره-عند مسألة أخرى-:"ضعف الحديث مغن عن كل تأويل"]

5/ أعلا من روى أصل هذا الحديث من نفس الطريق هو الإمام أحمد في مسنده17/ 324،17/ 452 [رواه عن زكريا بن عدي عن عبيدالله بن عمرو الرقي عن ابن عقيل به]، ومع ذلك لم يأت عنده التقييد ب (المنزل) أو (البيت)،أو نحو ذلك.

6/ يحتمل أن أصل زيادة ابن عقيل=حديث سنية ركعتي البيت بعد الجمعة. [كحديث ابن عمر: (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ... كان لا يصلي بعد الجمعة حتى ينصرف، فيصلي ركعتين في بيته). رواه الشيخان وغيرهما من طريق مالك عن نافع عنه به]، فوهم ابن عقيل فذكر هذا الاستثناء المذكور في حديث الجمعة في حديث العيد.

7/ ثبت عن جماعة من الصحابة عدم الصلاة بعد صلاة العيد-دون استثناء-، منهم ابن عمر [ثبت من أكثر من طريق؛ منها في الموطأ1/ 255 عن نافع عنه] رضي الله عنه-وقد كان من أحرص الصحابة على تتبع أفعال النبي صلى الله عليه وسلم حتى العادي منها، وكذلك هو أخ لإحدى زوجات النبي صلى الله عليه وسلم المطلعات على أحواله في بيته-رضي الله عنهن-.

-وقد يرد على هذا أنه قد روي عن آخرين الصلاة بعدها.

0فيجاب: ولكن لم يثبت عن أحد من الصحابة رضي الله عنهم-كما سيأتي- النص على سنية تلك الصلاة أو تقييدها بالبيوت.

8/ لا يعرف عن أحد من الصحابة أنه قال بهذا الحكم [سنية الركعتين بعد صلاة العيد في البيت].

-فإن قيل: قد روي ذلك عن ابن مسعود وبريدة رضي الله عنهما.

0فيجاب عن هذا بجواب عام للمروي عنهما، وخاص لكل واحد منهما:-

_الجواب العام:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير