[اليوم تجسيد الخلفاء الراشدين ... وغدا؟؟؟؟]
ـ[محمود محمود]ــــــــ[12 - 09 - 10, 10:46 م]ـ
[اليوم تجسيد الخلفاء الراشدين ... وغدا؟؟؟؟]
26 - 08 - 2010
محمود سلامة الغرياني
لقد وقع على كثير من المسلمين وقع الصاعقة تجسيد الممثلين لشخصيات الخلفاء الراشدين، وما كان أهون هذه المفاجأة بالنظر إلى مفاجأة الموقعين على هذا الجواز من علماء العصر؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
هل كنا في خطأ حتى استفقنا على اكتشاف جواز التجسيد؟
أم كنا في درجة من التقديس خفت حدتها بمرور الوقت؟
لا أعرف كيف نظر المفتون في قضية كبرى من قضايا العقيدة والذوذ عن رموزها وشخصياتها الأولى بهذا النظر المفاجيء؟
أليسوا جميعا تقريبا من الداعين إلى عدم صنع الأزمة؟ وضرورة توسيع قاعدة الاستشارة الشرعية؟
ترى هل تتميز هذه الفتوى عن واقعة الرسوم المسيئة؟
لا تتسرع وتستنكر؟
إن أولئك لم يجرئهم على رموزهم ورموز غيرهم إلا قبولهم للقول الشائع: الفنون وسيلة معتبرة لتوصيل الأفكار، وربما يكونون قد بدأوا قبل عقود أو أكثر بتجسيد محترم لم يلفت الأنظار حتى جاء اليوم الذي تخرج فيه الأقلام الناقدة فتنتقد بنفس الطريقة في التعبير؟
سبحان الله .. ما أغرب ما يحدث؟
علماء الأمة وحماتها يفتحون بابا مغلقا وحصنا حاميا كان محيطا بجلال الرسول الكريم، فلماذا؟ وأي مكسب دعوي خارق سنكسبه من ذلك؟
إن حياطة عامة الأمة رسولها وصحابتها بسياج من القداسة والتبجيل أمر نفسي حقا، لكن هل هو أمر نفسي غير قائم على دليل شرعي من وجوب التوقير والتبجيل؟
ولا أدري هل التمثيل والتجسيد فيه شيء من التوقير والتبجيل. كلا فالتبجيل والتوقير يكون عندما تحفظ الشخصية من أن تحكمها في أذهان العامة طريقة الممثل في عرضها، ورؤية الكاتب في فهمها، وقوة المخرج في إبرازها، ثم الأدهى من ذلك: هب أنك في عملك هذا وفرت كبار الممثلين والكتاب والمخرجين، فمن سينفذ هذا االشرط عند تلقف الوسط الفني لهذه الفتوى الجديدة، ومن سيمنع مسلسلا لأن شخصية أبي بكر فيه مهزوزة، وشخصية عائشة فيه غير معبرة، وشخصية عثمان فيها مهلهلة؟
ألا إن هذا ما كان يشعر به كثير من المحافظين والمتزمتين عندما رأوا في تقارب علمائنا مع الأوساط الفنية أمرا سلبيا: إذا خدم الدين في شيء فقد حمّله بمواقف أوخم وأفظع، فصار من الفنانين مفتين ومن الفنانات مفتيات، وصار للراقصة فيديو مصور تبرجي، وفيديو مصور ديني، لتغطية كل المناسبات ...
إن التقارب مع الوسط الفني على حالته من الولوغ في المعصية وعدم توبته أوقع المتلقين من عموم المسلمين في تناقضات وتساؤلات ...
إن الدين مقدس، والفن الموجود اليوم في مجمله غير متدين، فكيف اجتمعا؟ وكيف وافق الفقهاء على أن يجتمعا؟
هل حسم العلماء مسألة ظهور الممثلة في الشاشة بألوانها الفاقعة حتى يجيزوا لها تمثيل دور أمهات المؤمنين؟
هل حسم العلماء حكم التفرج على التلفاز (موسيقى، ونساء كاشفات الرؤوس) حتى يقفزوا على تجسيد التاريخ؟
وهل تجسيد التاريخ يكون من دون إفهام الناس وإلزام الراغبين في تجسيده باحترامه أصلا والتعهد بعدم تمثيل يشين الدور الديني الذي قام به؟
لكن الأدهى والأمر ألا نلاحظ أن العلماء بفتواهم هذه يقربون شبرا أو ذراعا يوما من الأيام (أسأل الله أن لا يريناه) تخرج فيه أصوات جديدة توسع من فتوى علماء اليوم، كما وسعت فتوى علماء اليوم تلك الفتوى الصادرة في السبعينيات من الأزهر، وما هو التوسيع الأخير الذي تصب في خانته هذه الاجتهادات؟ إنه تجسيد سيد الكائنات، بعد أن جسدنا كبار صحابته؟ لا تتسرعوا بالاستنكار، فكم استنكر ناس ظهور حمزة في فيلم الرسالة، وامتد بعده ظهور الصحابة باستثناء الخلفاء، واليوم الخلفاء أيضا تم قبول تمثيلهم، فما المانع من تجسيد النبي ?؟ إنها في النهاية مسألة نفسية؟ وبالطريقة المعهودة في الاستدلال بالمصلحة المزعومة، وأهمية العمل للجهود الدعوية يمكن لجيل قادم أن يفتح الباب المقفل، لأن ما دونه من أبواب تم فتحها، وللأسف فإنها لم تفتح عنوة، ولا من قبل الفنانين لوحدهم، ولكنها فتحت من حماة الدار أنفسهم ....
علماءنا الأفاضل:
أرجوكم رجاء حارا، أن توقفوا الفتوى التي آذت مشاعر الكثيرين، ولا يؤيدها كثير من المتخصصين الشرعين، وأن تدعوا لإقامة مؤتمر فقهي عام يطرح المسألة وينظر فيها رأيه .. وليس مكسب التواصل مع الفن الجميل أولى بالاتباع من الاحتياط لمقدسات المسلمين ورفعة رموزهم والضن بهم عن التلبس في أذهان الناس بصور هؤلاء المجاهرين بالقيام بالمخالفات الشرعية.
عصمنا الله من الزلل، وأغلق عنا أبواب الفتن ... آمين