[فوائد من أجوبة الإمامين المبجلين: أحمد بن حنبل، وإسحاق بن راهويه عن أسئلة الكوسج]
ـ[إبراهيم الأبياري]ــــــــ[14 - 09 - 10, 05:16 ص]ـ
بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه
أما بعد
- هذه فوائد قيدتها -كما يجيء لا كما يجب- من مسائل إسحاق بن منصور بن بهرام الكوسج الإمامين المبجلين: أحمد بن حنبل، وإسحاق بن راهويه، والطبعة المحال عليها طبعة (الجامعة الإسلامية بالمدينة النبوية).
- إلماعتان:
? قال الحافظ ابن رجب في «الرد على من اتبع غير المذاهب الأربعة» (2/ 631 - مجموع رسائل ابن رجب):
« ... وإسحاق بن منصور [هو الكوسج] عرض عليه عامة مسائل الثوري، فأجاب عنها». اهـ
? قال الإمام ابن القيم في «تحفة المودود» (ص 350 - 352):
« ... ومن أعجب ما في هذا الباب ما قال الخطيب في «تاريخه»: أنا الحسن بن علي الجوهري: ثنا محمد بن العباس الخزاز: حدثنا أبو عمرو عثمان بن جعفر المعروف بابن اللبان: ثنا أبو الحسن علي بن إسحاق بن راهويه، قال: ولد أبي من بطن أمه مثقوب الأذنين، قال: فمضى جدي راهويه إلى الفضل بن موسى السيناني؛ فسأله عن ذلك، وقال: ولد لي ولد خرج من بطن أمه مثقوب الأذنين؛ فقال: يكون ابنك رأسا إما في الخير وإما في الشر؛ فكأن الفضل بن موسى -والله أعلم- تفرس فيه: أنه لما تفرد عن المولودين كلهم بهذه الخاصة أن ينفرد عنهم بالرياسة في الدين أو (في) الدنيا.
وقد كان -رحمه الله- رأس أهل زمانه في العلم، والحديث، والتفسير، والسنة، والجلالة، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، وكسر الجهمية وأهل البدع ببلاد خراسان، وهو الذي نشر السنة في بلاد خراسان، وعنه انتشرت هناك، وقد كان له مقامات محمودة عند السلطان يظفره الله فيها بأعدائه، ويخزيهم على يديه، حتى تعجب منه السلطان والحاضرون، حتى قال محمد بن أسلم الطوسي: «لو كان الثوري حيا لاحتاج إلى إسحاق»؛ فأُخبر بذلك أحمد بن سعيد الرباطي، فقال: «والله لو كان الثوري وابن عيينة والحمادان في الحياة لاحتاجوا إلى إسحاق»؛ فأُخبر بذلك محمد بن يحيى الصفار، فقال: «والله لو كان الحسن البصري حيا لاحتاج إلى إسحاق»، في أشياء كثيرة، وكان الإمام أحمد يسميه أمير المؤمنين، وسنذكر هذا وأمثاله في كتاب نفرده لمناقبه -إن شاء الله (تعالى) -.
ونذكر حكاية عجيبة يستدل بها على أنه كان رأس أهل زمانه؛ قال الحاكم أبو عبد الله في «تاريخ نيسابور»: أخبرني أبو محمد بن زياد، قال: سمعت أبا العباس الأزهري، قال: سمعت علي بن سلمة، يقول: كان إسحاق عند عبد الله بن طاهر وعنده إبراهيم بن صالح؛ فسأل عبد الله بن طاهر إسحاق عن مسألة، فقال إسحاق: السنة فيها كذا وكذا، وأما النعمان وأصحابه فيقولون بخلاف هذا. فقال إبراهيم: لم يقل النعمان بخلاف هذا؛ فقال إسحاق: حفظته من كتاب جدك وأنا وهو في كتاب واحد؛ فقال إبراهيم للأمير: أصلحك الله، كذب إسحاق على جدي؛ فقال إسحاق ليبعث الأمير إلى جزء كذا وكذا من الجامع؛ فليحضره؛ فأتى بالكتاب؛ فجعل الأمير يقلب الكتاب؛ فقال إسحاق: عد من أول الكتاب إحدى وعشرين ورقة، ثم عد تسعة أسطر؛ ففعل فإذا المسألة على ما قال إسحاق؛ فقال عبد الله بن طاهر: ليس العجب من حفظك؛ إنما العجب بمثل هذه المشاهدة؛ فقال إسحاق: ليوم مثل هذا؛ لكي يخزي الله على يدي عدوا للسنة مثل (هذا).
وقال له عبد الله بن طاهر: قيل لي: إنك تحفظ مائة ألف حديث؛ فقال له: مائة ألف لا أدري ما هو، ولكني ما سمعت شيئا قط إلا حفظته، ولا حفظت شيئا قط فنسيته.
والمقصود: صحة فراسة الفضل بن موسى فيه، وأنه يكون رأسا في الخير (والله أعلم).» اهـ
- وهذا أوان الشروع في المقصود:
[2/ 409 - 416]
قال إسحاق: وأما الوضوء من لحم الجزور فقد صحت السنة أن أول ما كان من أمر النبي -صلى الله عليه وسلم- الوضوء من جميع ما مست النار، ثم رخص رسول الله -صلى الله عليه وسلم- آخر ذلك، فلم يتوضأ مما مست النار من اللحم، وغيره.
¥