هذا القول من مالك يظهر أن هذا العمل غير معروف عند أهل المدينة لا عملا ولا حتي نقلا , ولم يتفرد مالك بهذا بل نقل الترمذي عن الحسن البصري أنه كان إذا ذكر عنده صيام ستة أيام من شوال فيقول والله لقد رضي الله بصيام هذا الشهر عن السنة كلها.وفي المصنف لعبد الرزاق: (قال عبد الرزاق وسألت معمرا عن صيام الست التي بعد يوم الفطر وقالوا له تصام بعد الفطر بيوم فقال معاذ الله إنما هي أيام عيد وأكل وشرب ولكن تصام ثلاثة أيام قبل ايام الغر أو ثلاثة أيام الغر أو بعدها وأيام الغر ثلاثة عشر وأربعة عشر وخمسة عشر وسألنا عبد الرزاق عمن يصوم يوم الثاني فكره ذلك وأباه إباء شديدا.)
وحتي أصور لكم قوة ما قاله الإمام مالك رحمه الله لنتصور أن الشيخ العثيمين رحمه الله قال عن عمل ما إنه لم ير أحدا من أهل العلم يقول به ولم يبلغه أن أحدا من السلف قال به ثم جاءنا بعض من عاصر الشيخ من أهل عنيزة لينقل لنا هذا العمل أفلا يكون قول الشيخ مؤثرا في مدي ثبوت هذا النقل أو علي الأقل دالا علي عدم شيوع هذا القول.
ثم إن الحديث هو من رواية سعد بن سعيد , وسعد بن سعيد قالوا فيه: (قال عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه: ضعيف.
و كذلك قال يحيى بن معين فى رواية، و قال فى رواية أخرى: صالح.
و قال محمد بن سعد: كان ثقة، قليل الحديث.
و قال النسائى: ليس بالقوى.
و قال عبد الرحمن بن أبى حاتم: سمعت أبى يقول: سعد بن سعيد الأنصارى مؤدى ـ
يعنى أنه: كان لا يحفظ و يؤدى ما سمع ـ.
و قال أبو أحمد بن عدى: له أحاديث صالحة تقرب من الاستقامة، و لا أرى بحديثه
بأسا بمقدار ما يرويه.
و ذكره ابن حبان فى كتاب " الثقات "، و قال: كان يخطىء.
قال محمد بن سعد، و خليفة بن خياط: توفى سنة إحدى و أربعين و مئة.
استشهد به البخارى فى " الجامع " و روى له فى " الأدب "، و روى له الباقون. اهـ
وقد نقل الترمذي استحبابه عن قوم فقال: (وقد استحب قوم صيام ستة أيام من شوال بهذا الحديث قال ابن المبارك هو حسن هو مثل صيام ثلاثة أيام من كل شهر). والله تعالي أعلم
جزاك الله خيرا أخي الفاضل
حقا كلام متين وقوي وهذا من سعة علمكم أخي،، فالعجب ممن يصوم الست ويتغافل بل يتجاهل صيام الثلاث من كل شهر كما قال الامام الترمذي
فرضي الله عن الإمام مالك و جزاه عن الامة خيرا