تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

عن عائشة، قالت: خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض أسفاره، حتى إذا كنا بالبيداء أو بذات الجيش، انقطع عقدي، فأقام رسول الله صلى الله عليه وسلم على التماسه، وأقام الناس معه وليسوا على ماء.

فأتى الناس أبا بكر رضي الله عنه. فقالوا: ما ترى ما صنعت عائشة، أقامت برسول الله وبالناس وليسوا على ماء وليس معهم ماء! قالت: فعاتبني أبو بكر، فقال ما شاء الله أن يقول، وجعل يطعن بيده في خاصرتي، فلا يمنعني من التحرك إلا مكان النبي - صلى الله عليه وسلم - على فخذي.

فنام رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أصبح على غير ماء.

فأنزل الله آية التيمم، فتيمموا.

فقال أسيد بن حضير وهو أحد النقباء: ما هذا بأول بركتكم يا آل أبي بكر! قالت: فبعثنا البعير الذي كنت عليه، فوجدنا العقد تحته.

(متفق عليه)

قالت: يقول أبي حين جاء من الله الرخصة للمسلمين:

" والله ما علمت يا بنية إنك لمباركة! ماذا جعل الله للمسلمين في حبسك إياهم من البركة واليسر ".

{قال الشيخ شعيب الأرناؤوط: حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل ابن إسحاق وهو محمد، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين.}

وفضائلها كثيرة وإنما ذكرت هذا على سبيل التذكير واتحاف المؤمنين وارغام انوف المنافقين.

(بيان سعة علمها)

قال الذهبي – رحمه الله تعالى – عنها " أفقه النساء على الإطلاق .... فقد روت علماً كثيراً طيباً .... مسند عائشة يبلغ ألفين ومئتين وعشرة أحاديث.

اتفق لها البخاري ومسلم على مئة وأربعة وسبعين حديثا، وانفرد البخاري بأربعة وخمسين، وانفرد مسلم بتسعة وستين."

1 - عن أبي بردة عن أبي موسى قال:

" ما أشكل علينا أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم حديث قط فسألنا عائشة إلا وجدنا عندها منه علما "

{أخرجه الترمذي رقم 3883 وقال: وهذا حديث حسن صحيح وقال الشيخ الألباني: صحيح}

2 - عن موسى بن طلحة قال:" ماَ رَأَيتُ أحداً أفصحَ مَن عائِشةَ "

{أخرجه الترمذي برقم 3884 وقال: هذا حديث حسن صحيح غريب وقال الشيخ الألباني: صحيح}

3 - عن أبي الضحى، عن مسروق، قال: قلنا له: هل كانت عائشة تحسن الفرائض؟ قال: والله، لقد رأيت أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم الاكابر يسألونها عن الفرائض.

(سير اعلام النبلاء 2/ 181)

4 - عن هشام، عن أبيه، قال: لقد صحبت عائشة، فما رأيت أحدا قط كان أعلم بآية أنزلت، ولا بفريضة، ولا بسنة، ولا بشعر، ولا أروى له، ولا بيوم من أيام العرب، ولا بنسب، ولا بكذا، ولا بكذا، ولا بقضاء، ولا طب، منها.

فقلت لها: يا خالة، الطب، من أين علمته؟ فقالت: كنت أمرض فينعت لي الشئ، ويمرض المريض فينعت له، وأسمع الناس ينعت بعضهم لبعض، فأحفظه. قال عروة: فلقد ذهب عامة علمها، لم أسأل عنه. (سير اعلام النبلاء 2/ 183)

5 - قال عطاء بن أبي رباح: كانت عائشة أفقه الناس، وأحسن الناس رأيا في العامة.

(سير اعلام 2/ 185)

6 - قال الزهري لو جمع علم عائشة إلى علم جميع النساء، لكان علم عائشة أفضل.

(سير 2/ 185)

7 - عن عبد الله بن عبيد بن عمير، قال: أما إنه لا يحزن عليها إلا من كانت أمه.

(سير 2/ 185)

(إنفاقها وزهدها – رضي الله عنها)

1 - عن عروة بن الزبير: أن معاوية بعث مرة إلى عائشة بمئة ألف درهم، فوالله ما أمست حتى فرقتها. فقالت لها مولاتها: لو اشتريت لنا منها بدرهم لحما؟ فقالت: ألا قلت لي. (سير 2/ 187)

2 - عن يحيى بن أبي زائدة، عن حجاج، عن عطاء: أن معاوية بعث إلى عائشة بقلادة بمئة ألف، فقسمتها بين أمهات المؤمنين. (سير 2/ 187)

3 - عن عروة، عن عائشة: أنها تصدقت بسبعين ألفا ; وإنها لترقع جانب درعها رضي الله عنها. (سير 2/ 187)

4 - عن أم ذرة، قالت: بعث ابن الزبير إلى عائشة بمال في غرارتين، يكون مئة ألف، فدعت بطبق، فجعلت تقسم في الناس، فلما أمست، قالت: هاتي يا جارية فطوري.

فقالت أم ذرة: يا أم المؤمنين، أما استطعت أن تشتري لنا لحما بدرهم؟ قالت: لا تعنفيني، لو أذكرتيني لفعلت. (سير 2/ 187)

(وفاتها – رضي الله عنها-)

عن موسى بن ميسرة، عن سالم سبلان: أنها ماتت في الليلة السابعة عشرة من شهر رمضان بعد الوتر. فأمرت أن تدفن من ليلتها، فاجتمع الأنصار، وحضروا، فلم يُرَ ليلة أكثر ناساً منها. نزل أهل العوالي، فدُفِنَت بالبقيع.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير