تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[هل تصح الجمعه الثانيه أو الظهر الثاني في تونس. (للمشاركه)]

ـ[أبو جاد التونسي السلفي المهاجر]ــــــــ[16 - 09 - 10, 03:23 م]ـ

السلام عليكم و رحمة الله

لو يتفضل الإخوة بجواب شافي حول هذه المسألة مع الرد علي من قال بجوازها مثل الشيخ بن عاشور و أغلب شيوخ الزيتونة ...

ـ[أبو السها]ــــــــ[20 - 09 - 10, 10:43 ص]ـ

حكم تأخير صلاة الجمعة إلى قبيل وقت العصر بقليل.

نصلي الجمعة في الساعة 1:15 مساء ثم تبدأ صلاة العصر الساعة 1:35 مساء , أحيانا تنتهي صلاة الجمعة و لم يبق إلا دقائق قليلة على صلاة العصر ... السؤال , هل من الصواب أن تضيع منا السنة البعدية للجمعة؟ و هل هذا هو الوقت الصحيح لصلاة الجمعة؟

الحمد لله:

الجواب:

وقت صلاة الجمعة هو وقت صلاة الظهر عند جماهير أهل العلم من السلف والخلف، وقد سبق بيان ذلك في جواب السؤال (114859).

والأولى المبادرة بأدائها في أول وقتها، لعموم النصوص الشرعية الحاثة على التبكير في أداء الصلاة.

وهذا هو هدي النبي صلى الله عليه وسلم في أدائها.

فروى البخاري (904) عن أنس بن مالك رضي الله عنه: (أَنَّ النبي صلى الله عليه وسلم كَانَ يُصَلِّى الْجُمُعَةَ حِينَ تَمِيلُ الشَّمْسُ).

ومعنى تميل الشمس أي: تزول عن وسط السماء، وذلك أو وقت صلاة الظهر. ينظر: "فتح الباري" لابن رجب (5/ 414).

قال ابن حجر: "فِيهِ إِشْعَار بِمُوَاظَبَتِهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى صَلَاة الْجُمُعَة إِذَا زَالَتْ الشَّمْس". انتهى "فتح الباري" (2/ 388).

وبوَّب عليه الإمام البخاري رحمه الله بقوله: " بَاب وَقْتُ الْجُمُعَةِ إِذَا زَالَتْ الشَّمْسُ، وَكَذَلِكَ يُرْوَى عَنْ عُمَرَ، وَعَلِيٍّ، وَالنُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ، وَعَمْرِو بْنِ حُرَيْثٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ ".

وعن سلمة بن الأكوع رضي الله عنه قال: (كُنَّا نُجَمِّعُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا زَالَتْ الشَّمْسُ ثُمَّ نَرْجِعُ نَتَتَبَّعُ الْفَيْءَ) رواه مسلم (860).

والفيء: هو الظل بعد الزوال.

قال ابن قدامة المقدسي: "الْمُسْتَحَبُّ إقَامَةُ الْجُمُعَةِ بَعْدَ الزَّوَالِ ; لِأَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَفْعَلُ ذَلِكَ. .. وَلَا فَرْقَ فِي اسْتِحْبَابِ إقَامَتِهَا عَقِيبَ الزَّوَالِ بَيْنَ شِدَّةِ الْحَرِّ , وَبَيْنَ غَيْرِهِ ; فَإِنَّ الْجُمُعَةَ يَجْتَمِعُ لَهَا النَّاسُ , فَلَوْ انْتَظَرُوا الْإِبْرَادَ شَقَّ عَلَيْهِمْ , وَكَذَلِكَ كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَفْعَلُهَا إذَا زَالَتْ الشَّمْسُ فِي الشِّتَاءِ وَالصَّيْفِ عَلَى مِيقَاتٍ وَاحِدٍ". انتهى "المغني" (3/ 159).

ولكن إذا وجدت الحاجة أو المصلحة إلى تأخيرها، فلا بأس بذلك، كما لو كان الناس في أعمالهم ولا يستطيعون الذهاب لصلاة الجمعة في أول وقتها، على أن يتم الفراغ من الصلاة قبل دخول وقت العصر.

قال الإمام الشافعي: " وقت الجمعة ما بين أن تزول الشمس إلى أن يكون آخر وقت الظهر قبل أن يخرج الإمام من صلاة الجمعة، فمن صلاها بعد الزوال إلى أن يكون سلامه منها قبل آخر وقت الظهر، فقد صلاها في وقتها، وهى له جمعة ". انتهى من "الأم" (1/ 223).

وقال: " فإن خرج من الصلاة قبل دخول العصر فهي مجزئة عنه، وإن لم يخرج منها حتى يدخل أول وقت العصر أتمها ظهرا أربعا ". انتهى من " الأم " (1/ 223).

وقال البهوتي: " آخِرِ وَقْتِ الْجُمُعَةِ آخِرُ وَقْتِ صَلَاةِ الظُّهْرِ بِغَيْرِ خِلَافٍ" انتهى من كشاف القناع (2/ 26).

وقد سئل علماء اللجنة الدائمة للإفتاء: عمن يدرسون بالولايات المتحدة، وبرنامج الدراسة ليس فيه وقت للصلاة، وأداء صلاة الجمعة بالنسبة لوقت الولايات المتحدة الساعة الواحدة والنصف، ويضطرون إلى تأخيرها إلى الساعة الرابعة لظروف برنامج الدراسة، فهل يجوز تأخير الصلاة إلى ذلك الوقت؟

فأجابوا:" الصلوات الخمس لها أوقات معينة من الشارع الحكيم، لا يجوز تأخيرها عنها، فإذا كان تأخير الصلاة لعذر لا يفوت وقتها الذي فرضت فيه جاز التأخير، وإذا كان يفوته حرم، وإذا كان الاستمرار في الدراسة يخرج الصلاة عن وقتها لم يجز للدارس فعل ذلك، ووجب عليه أن يصليها في وقتها، والجمعة آخر وقتها هو آخر وقت الظهر، فلا يجوز أن تؤخر عنه بحال ". انتهى من "فتاوى اللجنة الدائمة" (8/ 197).

وعلى الخطيب أن يراعي عند تأخير إقامتها، تقصير الخطبة حتى يفرغ من الصلاة قبل دخول وقت صلاة العصر، وحتى يتمكن الناس من أداء السنة البعدية لصلاة الجمعة.

فإن ضاق الوقت ولم يتمكنوا من أداء السنة البعدية، فلا حرج من قضائها بعد صلاة العصر.

ولمزيد الفائدة ينظر جواب السؤال رقم: (114233).

والله أعلم

الإسلام سؤال وجواب

أقول -أنا أبو السها-: فإذا علمنا أن الوقت الثاني للجمعة إنما هو لأهل الأعذار الذين لا يستطعون أداءها في أول وقتها فإنه لا يليق بالمصلي الذي يجد البحبوحة من الوقت أن يؤديها في الوقت القريب من العصر ويتخذ ذلك عادة له في كل جمعة

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير