تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[شبهات حول ام المؤمنين عائشةرضي الله عنها وتفنيدها]

ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[17 - 09 - 10, 04:11 م]ـ

شبهات حول عائشة وتفنيدها

أبو عبدالعزيز سعود الزمانان

الحمد لله الذي جعل فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام، وأعلى فتواها بين الأعلام، وألبسها حلة الشرف حليلة سيد الأنام، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، شهادة تدخلنا في أبناء أمهات المؤمنين، وتهدينا إلى سنة نبينا آمنين، وأشهد أن محمداً سيدنا عبد الله ورسوله أرشد إلى الشريعة الغراء، وأعلن بفضل عائشة حتى قال:" فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام " رواه الشيخان.

وسأتقرب إلى الله عز وجل بتفنيد بعض الشبهات التي طار بها أهل الزيغ والضلال ضد أمي عائشة بنت الصديق – رضي الله عنهما -، وإنني إذ أسطر هذه الكلمات لأسأله جل وعلا أن ينفعني بها وأن يثقل بها صحيفة أعمالي يوم أن ألقاه، إنه ولي ذلك والقادر عليه.

وسأبدأ بذكر أهم الشبهات والرد عليها وأستمد من الله الحول والقوة.

الشبهة الأولى:

· موقف عائشة من مقتل عثمان وأنها تقول اقتلوا نعثلا فقد كفر:

- أولا: الحق أن عائشة أم المؤمنين كانت تكنّ للخليفة عثمان كل احترام وتقدير، وهي تدرك عظيم منزلته في قلب رسول الله صلى الله عليه وسلم.

- وقد روت عن النبي – صلى الله عليه وسلم – فضائل ثابتة عن عثمان – رضي الله عنه – ومنها قوله صلى الله عليه وسلم لعائشة:" ألا أستحي من رجل تستحي منه الملائكة " مسلم 2401.

- وأما ما رواه ابن أبي الحديد الشيعي المعتزلي، من أنها كانت تنادي بقتله وتسميه نعثلا، فهذا لا أساس له من الصحة، وهو من فريات السبئية لعنهم الله، ليوغروا عليه صدور المسلمين، وليظفروا بمبتغاهم في الطعن على الصحابة، رضوان الله عليهم. وقد تقدم قريبا أن هذا الكلام المنسوب إلى عائشة، رضوان الله عنها. ذكره ابن أبي الحديد في شرحه لنهج البلاغة [1].

- كما أن الرواية التي نحن بصددها ((اقتلوا نعثلاً فقد كفر))، فقد جاءت من طريق سيف بن عمر [2]، قال يحيى بن معين: وابن أبي حاتم: ضعيف الحديث، وقال النسائي: كذاب، وقال ابن حبان: يروي الموضوعات عن الأثبات، قال وقالوا: إنه كان يضع الحديث، وقال الدارقطني: متروك [3]، وقال ابن أبي حاتم: مرّة: متروك الحديث، يشبه حديثه حديث الواقدي [4]، وقال أبوداود: ليس بشيء وقال ابن عدّي: عامّة حديثه منكر [5].

الشبهة الثانية:

· قالوا بأن الفتنة من بيت عائشة:

قام النبي صلى الله عليه وسلم خطيباً فأشار نحو مسكن عائشة فقال (ههنا الفتنة، ههنا الفتنة، ههنا الفتنة، من حيث يطلع قرن الشيطان)).

- الرد:

- أولاً: وهذا الحديث لا غبار عليه، وورد في كتاب الوصايا وفرض الخمس من صحيح البخاري، وليس في هذا الحديث ما يدين عائشة رضي الله عنها.

- ثانياً:مقصود الحديث أن منشأ الفتن من جهة المشرق وكذا وقع كما قال الحافظ ابن حجر في فتح الباري [6] (المعتزلة – القدرية – الخوارج – الرفض والتشيع – الجهمية –وغيرهم كثير).

- والذي يتسنى له زيارة مسجد النبي صلى الله عليه وسلم يلاحظ أن حجرة عائشة رضي الله عنها، حيث دفن النبي صلى الله عليه وسلم تقع شرقي المنبر، لا تفصله عنها سوى الروضة الشريفة.

- ثالثاً: ويبدو واضحاً من خلال أطراف الحديث، أن النبي صلى الله عليه وسلم إنما أراد أهل المشرق، ولم يقصد عائشة رضي الله عنها بسوء ومن جمع طرق الحديث تبين له ذلك جيدا. والحديث رواه عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، وأطرافه في فرض الخمس رقمه في فتح الباري (2873) والجمعة (979) والمناقب (3249) والطلاق (4885) والفتن (6563) و (6564) و (6565) [7].

- رابعاً: أما قولهم أشار إلى بيت عائشة فهذا كذب وزور وبهتان، فلم يرد في طرق الحديث أشار إلى بيت عائشة وإنما نحو بيت عائشة، وجاء في رواية عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: " رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يشير إلى المشرق فقال: ((إن الفتنة هاهنا، إن الفتنة هاهنا، من حيث يطلع قرن الشيطان)) أو قال ((قرن الشمس)) [8].

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير