- وفي رواية أخرى قال: ذكر النبي صلى الله عليه وسلم: ((اللهم بارك لنا في شامنا، اللهم بارك لنا في يمننا)) قالوا: يا رسول الله وفي نجدنا، قال: ((اللهم بارك لنا في شامنا، اللهم بارك لنا في يمننا)) قالوا: يا رسول الله، وفي نجدنا، فأظنه قال في الثالثة: ((هناك الزلازل والفتن وبها يطلع قرن الشيطان)).
- قال الخطابي:" نجد من جهة المشرق ومن كان بالمدينة كان نجده بادية الفرق ونواحيها وهي مشرق أهل المدينة، وأصل النجد ما ارتفع من الأرض، وهو خلاف الغور فإنه ما انخفض منها، وتهامة كلها من الغور ومكة من تهامة " [9].
- وعن سالم بن عبد الله بن عمر أنه قال:" يا أهل العراق! ما أسألكم عن الصغيرة وأركبكم للكبيرة سمعت أبي عبد الله بن عمر يقول:" سمعت رسول الله – صلى الله عليه وسلم – إن الفتنة تجيء من ههنا وأومأ بيده نحو المشرق من حيث يطلع قرنا للشيطان " البخاري 7094.
- خامساً: هذا طعن بالنبي – صلى الله عليه وسلم – فبيت عائشة هو بيت النبي – صلى الله عليه وسلم - وبه دفن.
- اختيار النبي – صلى الله عليه وسلم – أن يمرض في بيتها، وكانت وفاته بين سحرها ونحرها، وفي يومها وفي بيتها، واجتمع ريق رسول الله – صلى الله عليه وسلم – بريقها في آخر أنفاسه:
- قال أبو الوفا بن عقيل رحمه الله:" انظر كيف اختار لمرضه بيت البنت، واختار لموضعه من الصلاة الأب، فما هذه الغفلة المستحوذة على قلوب الرافضة، عن هذا الفضل والمنزلة التي لا تكاد تخفى عن البهيم فضلا عن الناطق " استدراكات عائشة على الصحابة ص 30.
- مسلم (418) من حديث عائشة – رضي الله عنها – قالت: " أول ما اشتكى رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيت ميمونة، وكان يقول: أين أنا غداً؟ فاستأذن أزواجه أن يمرض في بيتها وأذنّ له، فكان في بيتي حتى مات في اليوم الذي يدور عليّ فيه "
- البخاري:عن عائشة قالت: " إن من نعم الله عليّ أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – توفي في بيتي، وفي يومي، وبين سحري ونحري، وأن جمع بين ريقي وريقه عند الموت دخل عبد الرحمن بن أبي بكر على النبي- صلى الله عليه وسلم - وأنا مسندته إلى صدري ومع عبد الرحمن سواك رطب يستن به فأبده رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بصره فأخذت السواك فقصمته ونفضته وطيبته ثم دفعته إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فاستن به فما رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - استن استنانا قط أحسن منه فما عدا أن فرغ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رفع يده أو إصبعه ثم قال في الرفيق الأعلى ثلاثا ثم قضى وكانت تقول مات بين حاقنتي وذاقنتي ".
· شبهة: قالوا بأن عائشة تبغض عليا:
- وذكروا حديث البخاري – باب مرض النبي ووفاته -:" لما ثقل رسول الله – صلى الله عليه وسلم – واشتد به وجعه خرج وهو بين رجلين تخط رجلاه في الأرض – بين عباس بن عبد المطلب – ورجل آخر – قال الراوي وهو عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود – هل تعرف من الرجل الذي لم تسم عائشة هو علي بن أبي طالب "
- الرد:
- إن ما ذكره أهل الفتنة والهوى حول موقف عائشة أم المؤمنين من عليّ، رضي الله عنهما، لا يصح منه شيء، ولا يقره عاقل، ولاسيما أن الصحيح من الأخبار يدل على عظيم التقدير والاحترام الذي كانت تكنّه لعليّ وأبنائه رضي الله عنهم أجمعين.
- كما أخرج أخرج ابن أبي شيبة، أن عبد الله بن بديل بن ورقاء الخزاعي،:" سأل عائشة من يبايع؟ فقالت له: إلزم عليّاً [10].
فهل يعقل بعد هذا أن تخرج عليه وتحاربه؟! ثمّ تعمد إلى إنكار فضله وفضائله كما زعم المغرضون؟!
- علاقتها بعلي بن أبي طالب ـ كما سنرى ـ مبنية على المودة والاحترام والتقدير المتبادل، فعليّ أعرف الناس بمقام السيدة عائشة، ومنزلتها في قلب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقلوب المسلمين، كما كانت هي الأخرى تعرف لعليّ سابقته في الإسلام، وفضله وجهاده، وتضحياته، ومصاهرته للنبيصلى الله عليه وسلم.
- وقد روت عدداً من الأحاديث في فضائل عليّ وأهل البيت رضي الله عنهم، ذكرها أئمة الحديث بأسانيدها، وهي تدل دلالة واضحة على عظيم احترامها وتقديرها لأمير المؤمنين عليّ وأهل البيت رضي الله عنهم أجمعين.
¥