تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[رأي في استنكارات الشيعة!!]

ـ[ناصر العلي]ــــــــ[18 - 09 - 10, 11:04 م]ـ

رأيٌ في استنكارات الشيعة من شتائم الرافضي ياسر

أصدر المجمع العالمي لأهل البيت بيانًا يستنكر فيه شتائم الرافضي الخبيث "ياسر الحبيب" بحق أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها. كما نشرت بعض الصحف المحلية غضبات شيعية متبرمة من لعائن الرافضي المذكور.

وحيال ذلك تباينت مواقف الناس، فأثار بعضهم تساؤلاتٍ تعبِّر عن استغرابهم من طيِّ ذكر اسم أمِّ المؤمنين عائشةَ رضي الله عنها في بيان المجمع العالمي لأهل البيت، وخُلُوِّه من الترضِّي عنها.

ومن جهة أخرى بارك بعض الكَتَبَة هذه التصريحات والغضبات، ورجا بل دعا إلى استثمارها إيجابيًّا في بناء الانسجام والتوافق بين السنة والشيعة، تكريسًا لنبذ الطائفية، وأنها تشكِّل خطوة تاريخية نادرة لبداية تصحيح الموقف الشيعي من صحابة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رضوان الله عليهم.

ولفيفٌ كثيرٌ من طبقة أهل العلم والفكر وصم هذه البيانات والاستنكارات بأنها فقاعاتٌ خادعةٌ، وصرخاتٌ فارغةٌ، واصطيادٌ في الماء العكر، ذرًّا للرماد في عيون السُّذَّج.

فما دلائل وأبعاد هذه التصريحات والبيانات الشيعية، وهل هي بالتي تُقَرِّبُنا إليهم زلفى؟

بادئ ذي بدء، أقول: إن هذه التساؤلات المستنكِرة طيَّ ذكر اسم أمِّ المؤمنين عائشةَ وتركَ الترضِّي عنها - رضي الله تعالى عنها - تساؤلاتٌ وجيهة، ينبغي تخريجُها على قول الله تعالى: ? وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ ?.

نعم، من حقِّ أهل السنة وهم يؤمنون بالكتاب والسنة، ويُوَقِّرون أهل البيت، ويترضَّون على الصحابة أجمعين وأمهات المؤمنين رضي الله عنهم، أقول: من حقهم التشكيكُ في سلامة دوافع بيان المجمع العالمي لأهل البيت، بل وفي حُسْن نوايا الرافضة قاطبةً، فلا يصحُّ إجراءُ أقوالِهم وأفعالِهم حسب الظاهر دون تمحيص؛ لأن أصل معتقدهم يتضارب كُليًّا مع عقيدة أهل السنة والجماعة، والله تعالى يقول:? يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا خُذُوا حِذْرَكُمْ?. ويقول سبحانه: ? وَاحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ عَنْ بَعْضِ مَا أَنزَلَ اللَّهُ إِلَيْكَ?.

إنهم إن أرادوا أن نُصَدِّق بياناتهم وأن نطمئن إلى مواقفهم فليشفعوها بالأفعال، وليقدموا برهانًا عمليًّا مبنيًّا على التنزه من أمثال هذه القبائح من رفض الشيخين أبي بكرٍ وعمرَ رضي الله عنهما، والطعن في سائر الصحابة رضي الله عنهم ما خلا نفرا قليلا منهم ..

إنه تاريخٌ عريقٌ ضاربٌ في أعماق الزمن، ومازال الرافضة مشدودين إليه في كل مناسبة حُسينية، وهذا التراث الرافضي قديمٌ متجذِّرٌ في مئات بل ألوف مجلدات الفقه الجعفري الاثني عشري.

أفيُعقل - بكل سذاجة وسهولة - التنكر لهذا الموروث التاريخي الضخم والانسلاخ منه بين عشيةٍ وضحاها لمجرد تعبيرهم عن موقفٍ استثنائيٍّ فاضحٍ مُخْزٍ صدر من رافضيٍّ غبيٍّ أحمق؟!

إن مجرد إعلان استنكارٍ من المجمع العالمي لأهل البيت، أو إرسال غضبات شيعية عبر الصحافة، لا يكفي قطعا في إذابة الجليد الصَّلْد وهَدْم الجدار الصلب بين السنة والشيعة، ولا بناءِ صروحِ تقاربٍ بينهما.

وإن إعلان البيان العالمي أو الصراخ الشيعي الناعم قطعًا هو أدنى درجات تَمْلِيح الصورة الذهنية عن الشيعة؛ لأن شتائم الرافضي الخبيث ياسر الجنونية، لم تُبْقِ له صديقاً واحداً إلا مجنوناً مثلَه، فلا يمكن لشيعيٍّ واحدٍ في الأرض أن يسكت عن التبرؤ منها، فالبيان العالمي أشار إلى أن صنيع الأحمق ياسر مصادمٌ للعقل والسياسة، وهذا حقٌّ، ولكن لا يكفي.

إنني أتساءل: حينما يتبرأ اليهود الصهاينة من مجزرة يرتكبها صهيونيٌّ ما في بَاحَة المسجد الأقصى، ثم تُصْدِر السلطاتُ الصهيونيةُ بيانًا باتهامه بالجنون والاختلال العقلي، وأنه بحاجة إلى علاج ... هل هذا البيان يكفي لتبرئة ساحة الصهاينة من كل عدوان وغلو وتطرف، وإضفاءِ الشعور الحميم لدينا بحسن نواياهم؟

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير