[((صفاء القلوب .. وأثره في العمل الدعوي))]
ـ[خالد الشبيلي]ــــــــ[21 - 09 - 10, 12:01 م]ـ
[((صفاء القلوب .. وأثره في العمل الدعوي))]
الحمد لله رب المربين .. ثم الصلاة والسلام على أشرف خلق الله أجمعين .. مربّي البشرية وهاديها .. أحمد العدنان المستقيم .. وعلى آله وصحبه وإخوانه أجمعين.
كان في الخاطر بعضاً من الخلجات .. أبت نفسي إلا أن تسطرها رسائلاً لأولئك الدعاة .. من نذروا أنفسهم وأوقاتهم لخدمة دين الله تعالى وتبارك وتقدس .. دعوةً وتربية ً وتعليماً وتوجيهاً .. أولئك المعتزين بدينهم، المتحلين بأخلاق المؤمنين، دون الغافلين .. فضلاً عن المنحرفين.
هذا وإن مجتمعنا اليوم في حاجة ماسة إلى توعية العاملين والمتنفذين في المجاميع الدعوية، بخلاف حاجته إلى زج جمهور جديد من الغافلين والمنحرفين زرافاتٍ ووحدانا إلى تلك المجاميع الدعوية ودعوتهم إلى التمسك الكامل بتعاليم الشريعة، ولاننكر وجود بقية باقية من المؤمنين .. بعدوا عن الفتن .. وصبروا في المحن .. وتجردوا من حظوظ أنفسهم .. فأجادوا فن قيادة الأمة.
فهذه رسائل .. سطرها بنان القلب قبل يراع اليد .. إلى تلك القلوب التي داهمتها شوائب من بعض العيوب .. أسأل الله أن ينفع بها قارئها وكاتبها وملقيها وسامعها .. اللهم آمين .. اللهم آمين.
خالد بن سعود الشبيلي
رياض نجد العامرة
حي السليمانية
غرة ذي الحجة لعام 1429هـ
• مدخل ..
كيف أصلح الآخرين وأنا أحتاج إلى تربية نفسي؟!
من لايستطيع تصحيح أخطاء نفسه، فلا يصح أن يكون قيِّماً على أخطاء الآخرين .. يصحح لهم وينقد.
سبحان من خلق النفوس .. حساسة، متنوعة، ومتقلبة!!
بينما تضنها في بادئ الأمر .. في غاية الصفاء، وعندما تواجهها أول صدمة .. تطفوا وتظهر شوائبها للعيان.
من أهلها من تستفزه كلمة .. ينسى معها كل معاني الإخاء .. يتحول إلى عدواني .. ويجرد إخوانه من كل فضل وفضيلة .. كأن لم يكن بينهم مودة ورحمة.
ومن أهل تلك النفوس من إذا أُخطئ في حقه .. لم يحلم، ولا يعرف معنى العفو ولا الصبر على المعاشرة والخلطة، ولا يرجو ما عند الله .. ويجهل فوق جهل الجاهلينا!!
ومن أهلها .. من يكتم في ساعتها ويصبر صبرا ظاهرياً، من غير عفو الباطن، يكتم ويكتم ويظر لك الابتسام والمودة، وفي قلبه كثير من الركام .. حتى يبلغ السيل الزبى؛ فينهار سده، ويفاجئ من غرهم بسيل عرم!! ويحاسب إخوانه على كل صغيرة وكبيرة مرّت عليه في السابق .. ويعيد لهم كل مانسوه، وقد قيّد في دفتر قلبه كل الوثائق التي تثبت هفواتهم وزلاتهم ليستعملها أدلةً في تجريمهم .. فيكون عندها، وعندها فقط .. الألم!!
أمرنا يفهم من خلال قضيتين رئيسيتين: ((رؤية الحق .. وأن يرزقنا الله جل جلاله إتباع الحق)) وذلك دعاء النبي صلوات ربي وسلامه عليه: "اللهم أرني الحق حقاً .. وارزقني إتباعه".
يجب أ نعلم أن دارنا هذه دار عبادة، وأمر بالمعروف، ونهي عن المنكر، وتهذيب للأجيال وتربية وتعليم .. ماهيَ بدار تضاغن وتحاسد وفلاسفة يتجادلون.
إن تربيتنا تقوم على أسس مهمة في تعميق جذور الإيمان وترسيخ علاقة الأُخوّة بين الإخوة، وتعمير القلوب بالمحبة والإخاء، وصون اللسان.
"وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا" وليس لتتنابزوا وتتدابروا وتتحاسدوا وتتباغضوا .. فتأمل!!
كم موسوعة ستخرج من فضول أقوالنا .. الذي قيل في سوء الظن، ومعرفة ماذا يقصد فلان بذلك القول، وماذا يريد بتلك الحركة، وفي استنباط ودراسة وتحليل الظنون وحملها على محمل السوء؟!!
كم ضاع من وقتنا في ذلك، وكم كبرت قلوبنا من ذلك على إخواننا، ونفخ فيها شياطين الأنس والجن حتى غدت كالحجارة بل أشد قسوة .. فلم تلين، ولم تقبل عدلاً ولا صرفاً .. ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
ومن العجب .. أنك تجد كل جديد في الصف الدعوي يتقبل منك كل عظة وعبرة، وإرشاد وتوجيه، وتربية وتعليم، وعندما تقوم بنفس الفعل لمن تخضرم ولو لفترة يسيرة .. رفض نصحك، وزمجر وحقد، واعتبرها تهمة له، كأن لم تكن توبة الرسول –عليه السلام-في اليوم أكثر من سبعين مرة آخر حياته!!
إنه الإخلاص!!
يجب أن نعترف بأن كثيراً من الأحداث التي وقعت بيننا؛ كدرت النفوس "بل الإنسان على نفسه بصيرة ولو ألقى معاذيره".
¥