عندما يبدأ الصف بالتصدع والانشقاق والانقسام، وعندما يصير الكيان الواحد إلى اثنين وعندما يكون القلب الواحد اثنين .. يبدأ الشق يتوسع والجيوب تكثُر.
عندها ننتبه أن هناك خلل ما!!
لما؟!!
والخلل من عهدٍ قديمٍ قد بدأ، ونحن لم ننتبه إلا بعد أن صار التفكك والانشطار ورأينا ذلك رأي العين.
لأننا لم ننتبه لذلك "الواحد" الرأس الفاسد المفسد، ولم يقف في وجهه رجل رشيد؛ لذا .. لابد أن نفهم أننا في عمل جماعي وليس في دكان، وكما نحب المخلصين في العمل لله، نكره المنغصين للعمل في الله.
ومن يقيم أبنية الضرار، ويحشد لها الجموع الموالية، ويُحدِث الثغرات في الصف الدعوي، ويهتك ويفرق القلوب، نقول له إما التوبة وإما الإقصاء والإبعاد [ولكم في القصاص حياة].
لانطلب طاعةً في إكراه، ولكن إن رغب أحدٌ بنيل شرف العمل الجماعي فعليه الالتزام، وإلا فليريح ويستريح.
الرسالة التاسعة:
لابد أن نعلم أننا مجموعة "قلوب" .. تقودها "قيم".
وكلنا يعلم مدى أهمية القائد في أي عمل، فما بالك بعملٍ دعوي يقوم عليه رجال نذروا أنفسهم وأوقاتهم وأمانيهم لخدمة دين الله تعالى.
لذلك فعقدنا رضائي .. بيننا وبين قائدنا في هذا العمل، ولا لابد أن تعلم رحمني الله وإياك بأننا ألزمنا أنفسنا بطاعته اختياراً لما قام في قلوبنا من ثقة في هذا الرجل، وذلك لإيجاد ربّانٍ يقود تلك السفينة في وسط أجواء تعكر صفوها بعض الأيام بعضاً من الأعاصير والأمواج (فلندع القيادة له ونستمتع بالرحلة).
إذاً .. تلزمنا طاعة، ولكن ليست عمياء، إنما واعية، من أصل تفسيرنا للجندية في خدمة دين الله تعالى، ومذهب تلك الطاعة: الرفق والأدب وحسن اللفظ وسلامة الصدر وحسن الظن والمقصد والحمل على المحمل الحسن، والتقويم بالتي هي أحسن.
وإن لم ترض نفسك بذلك فاحلل العقد، ولا تكن حجر عثرة في طريق الدعوة.
الرسالة العاشرة (والأخيرة):
فقد قيل: إن قائل الحكمة وسامعها شريكان، أولاهم بها من حققها بعمله.
لنبدأ بإصلاح أنفسنا؛ يُصلح الله ناشئة الدعوة الذين معك، فإنها وصية الإمام الشافعي –رحمه الله- لمؤدب أبناء هارون الرشيد حين قال له: [ليكن أول ما تبدأ به من إصلاح أولاد أمير المؤمنين: إصلاحك لنفسك، فإن أعنَّتهم معقودةٌ بيدك، فالحسن عندهم ما استحسنته، والقبيح عندهم ماتركته].
وتأمل في قوله "ماتركته" ولم يقل: ماحذرتهم منه أو قبحته لهم؛ ولكنه العمل.
وهتف العلم بالعمل ** فإن أجابه وإلا ارتحل
والله الله في صفو القلوب .. فإنها أكبر عوامل البناء، وإلا كيف نبني بنائنا عالياً ونحن نغش بعضنا بعضاً.
أقول قولي هذا .. وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المؤمنين من كل خطيئة وذنب؛ فاستغفروه إنه هو الغفور البر الرحيم.
وهذا بنان آدميّ من خلق الله تعالى، كثيرٌ خطأه، وقليل صوابه، فما كان من صواب فمن الله وحده، وما كان من خطأ فمن نفسي المقصرة والشيطان.
والله تعالى أعلى وأحكم، ورد العلم إليه أسلم، وصلى الله على نبينا محمد الإمام الهادي والمربيّ الأول، وعلى آله وصحبه وسلم.
والحمد لله رب العالمين
وتمت ببنان فقير الدعوة إليه
خالد بن سعود الشبيلي
لسبعٍ خلون من شهر ذي الحجة
لعام تسعة وعشرين و أربعمئةٍ وألف
من هجرة المصطفى صلى الله عليه وسلم
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــ
((أنا فقير إلى ملاحظاتكم واستدراكاتكم أحبتي))
.
ـ[أمين بن أبي القاسم البوجليلي]ــــــــ[21 - 09 - 10, 06:49 م]ـ
جزاك الله خير الجزاء
ـ[محمدالصغير]ــــــــ[22 - 09 - 10, 09:22 ص]ـ
أثابك الباري
ـ[خالد الشبيلي]ــــــــ[25 - 09 - 10, 02:14 م]ـ
لاحرمتم الأجر من الرحمن أخويّ الكريمين ..
ومازلت فقيراً إلى ملاحظاتكم إخوتي الأكارم ...
ـ[ليث الدين القاسمي]ــــــــ[02 - 10 - 10, 05:44 ص]ـ
جزاك الله خيرا وبارك الله فيك
وأتحدث عن نقطة كنت أود أن لو استزدت من الحديث عنها، وهي قضية الرفق وأثره فى نجاح الدعوة
¥