[بعض الناس يختم اسمه بـ (السلفي) أو (الأثري)، فهل هذا من تزكية النفس؟ أو هو موافق الشرع؟]
ـ[أبو خبيب الجزائري]ــــــــ[25 - 09 - 10, 07:18 م]ـ
سُئل الشيخ العلامة صالح الفوزان عضو هيئة كبار االعلماء حفظه الله:
يقول فضيلة الشيخ – وفقكم الله-:
[بعض الناس يختم اسمه بـ (السلفي) أو (الأثري)، فهل هذا من تزكية النفس؟ أو هو موافق الشرع؟]
فأجاب- حفظه الله-:
المطلوب أن الإنسان يتبع الحق .. المطلوب أن الإنسان يبحث عن الحق .. ويطلب الحق ويعمل به .. أما أنه يُسمى بـ (السلفي) أو (الأثري) أو ما أشبه ذلك فلا داعي لهذا ..
الله يعلم – سبحانه وتعالى- ((قل أتعلمون الله بدينكم والله يعلم ما في السماوات وما في الأرض والله بكل شيء عليم)).
فالتسمي (سلفي) (أثري) أوما أشبه ذلك، هذا لا أصل له، نحن ننظر إلى الحقيقة، ولا ننظر إلى القول والتسمي والدعاوى ..
قد يقول إنه (سلفي) وما هو بسلفي،، (أثري) وما هو بأثري ..
وقد يكون سلفياً وأثرياً وهو ما قال أني أثري ولا سلفي ..
فالنظر إلى الحقائق، لا إلى المسميات، ولا إلى الدعاوى ..
وعلى المسلم أنه يلزم الأدب مع الله – سبحانه وتعالى-.
لما قالت الأعراب آمنا، أنكر الله عليهم: ((قالت الأعراب آمنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا))
.. الله أنكر عليهم أنهم يصفون أنفسهم بالإيمان، وهم ما بعد وصلوا إلى هالمرتبة، توهم داخلين في الإسلام ..
أعراب جايين من البادية .. وادعوا أنهم صاروا مؤمنين على طول! لا .. أسلَموا دخلوا في الإسلام،
وإذا استمروا وتعلموا دخل الإيمان في قلوبهم شيئاً فشيئاً: ((ولما يدخل الإيمان في قلوبكم)) ..
وكلمة (لمّا) للشيء الذي يُتوقع، يعني سيدخل الإيمان، لكن أنك تدعيه من أول مرة تزكية للنفس ..
فلا حاجة إلى أنك تقول أنا (سلفي) .. أنا (أثري) أنا كذا .. أنا كذا ..
عليك أن تطلب الحق وتعمل به .. تُصلح النية .. والله هو الذي يعلم – سبحانه- الحقائق.
قلت: ومنه فالتسمي بالسلفي أو الأثري لا أصل له.
فإن قيل: فإن هناك من تسمى قديما بالسَلفي كالحافظ السَلفي فيجاب عن ذلك بأن يقال الحافظ السِلَفي بكسر السين لا نصبها والفرق واضح.
قال البدر الزركشي في النكت على مقدمة ابن الصلاح (1/ 381، 382):
السِلَفي - بكسر المهملة وفتح اللام وبعدها فاء مكسورة - منسوب إلى جد له يقال سِلَفه كان هذا الجد مشقوق الشفة فلقب بالفارسية شِلَفة - بكسر (الشين المعجمة) وفتح اللام - أي ذي ثلاث شفاه ثم عرب فقيل سلفة هكذا ذكره النووي في كتابه بستان العارفين.
ورأيت في فهرست القاضي أبي محمد عبد الله بن حوط الله أنه منسوب إلى سلفة قرية من قرى أصبهان والصواب الأول فقد رأيت في تعليق كتبه بخط السلفي ما نصه " بنو سلفة سلفي أبي وعمي وجدي وجد أبي [محمد بن إبراهيم أخو فاطمة بنت شعيب العالمة قدمت الصوفيات بأصبهان وعم أبي الفضل - رحمهم الله - يذكر مع سلفة بن داود في نسب طلحة بن مصرف " انتهى
ونقلت من خط الحافظ أبي المظفر منصور بن سليم الإسكندري في تاريخ الإسكندرية " أصل سلفة أنه كانت إحدى شفتيه عريضة مفروقة فكانت له ثلاث شفاه فقيل له بالفارسية شي لفه أي ذو ثلاث شفاه ثم عرب فقيل سلفة ثم نسب نفسه بعد قدومه مصر فقيل السِلفي؛ لئلا يشتبه بالسَلفي ".اهـ
وقد أحال محقق النكت على وفيات الأعيان (1/ 225)، وشرح ديباجة البخاري للكرماني (1/ 10)، والوافي بالوفيات (7/ 351)، والبداية والنهاية (12/ 307)، ونكت ابن حجر (1/ 489) = فلتنظر.
والله أعلم.
ـ[ابو يعقوب العراقي]ــــــــ[25 - 09 - 10, 10:53 م]ـ
كثير عندنا منهم .......
يختم الأسم بهذه المسميات وهو لا شيء .....
سبحان الله ....
جزاك الله الخير على هذه النفائس من الشيخ العلامة بقية السلف " الفوزان" - حفظه الله -
ـ[أبو تيمور الأثري]ــــــــ[25 - 09 - 10, 11:17 م]ـ
جزا الله الشيخ صالح الفوزان حفظه الله خيرا وبارك في علمه ونفس السؤال تماما سئل للشيخ ناصر الدين الألباني رحمه الله ووسع له في قبره فأجاب بأنه لا بأس في ذلك إن كان من باب الإعتزاز بالسلف والإنتماء إليهم ولا بأس أيضا في إظهار ذلك بين الناس بل هو مستحب لأنه في هذا الزمن كثرت الملل وأهل البدع والكل يدعي أنه مسلم فوجب أن يظهر المسلم أنه على عقيدة السلف وقال شيخ الإسلام ابن تيمية عليه شآبيب الرحمه أنه لا بأس في ذلك لأن مذهب السلف هو الصواب في كل شيء وما أحسن أن يظهر المسلم أن يظهر أنه سلفي أو أثري وإن لم يكن على شاكلتهم ولكن من أحب قوما حشر معهم أسأل الله أن يحشرنا معهم ومع سيد المرسلين محمد ابن عبدالله صلى الله عليه وسلم
ـ[أبو خبيب الجزائري]ــــــــ[26 - 09 - 10, 12:02 ص]ـ
جزى الله أخي أبو يعقوب وأخي أبو تيمور على المشاركة.
دعوى أن شيخ الاسلام ابن تيمية أجاز ذلك عارية من الصحة.
لكن هناك فرق بين أن أكون متبعا للسلف على الجادة كما قال العلامة بكر أبو زيد رحمه الله وبين أن أسمي نفسي سلفيا أو أثريا أو غيرها من الألفاظ التي تتضمن تزكية ولا بد.
وبناء على فتوى الشيخ الألباني رحمه الله نجد الكثير من تلاميذ وأتباع الشيخ يسمون أنفسهم بهذه التسميات ولا تجد في الغالب من تلاميذ الشيخ العثيمين أو ابن باز أو ابن الجبرين أو أبو زيد وغيرهم رحمهم الله أو الفوزان أو كل أعضاء هيئة كبار العلماء وغيرهم من العلماء حفظهم الله، لا تكاد تجد منهم من يسمي نفسه كذلك.
ونتج عن ذلك أن الكثير من حاملي هذه الألقاب تطاولوا على العلماء والدعاة فكيف بالناس، وهذا كله يندرج تحت موضوع تزكية النفس، والمطلوب تزكيتها بمعنى تربيتها لا بمعنى مدحها.
للمناقشة
¥