تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ولقد أخبرنا الله بعد أن قص علينا قصة إهباط آدم من الجنة الآمنة الخالية من التعب والنصب: أنه أعطى آدم عهداً له ولذريته أن يعطيهم السعادة والهناء في دنياهم وأخراهم إن هم اتبعوا منهجه وهداه الذي ينزله لهم، فإن هم تولوا وأعرضوا عن سبيله فالشقوة نصيبهم في دنياهم وأخراهم؛ قال الله تعالى: {قَالَ اهْبِطَا مِنْهَا جَمِيعًا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلا يَضِلُّ وَلا يَشْقَى * وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى * قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيرًا * قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَى} [سورة طه – الآيات 123 - 126].

8. السعادة تقوم على أساسين:

قال صاحبي وكأنه قد أفاق من رؤيا، وكأنه بدأ يحس بما يريد: كأنك تدعوني إلى أن أترك دنياي لأجد سعادتي؟! قلت: كلا. ولكنني أدعوك لتأخذ المنهج الذي يتلاءم مع فطرتك، ويُعَرِّفك بنفسك وبالكون وبخالقك وخالق الكون، بالحق الذي يرسم لك معالم الطريق، وستجد أنه منهج يدعوك أن تأخذ نصيبك من الدنيا ولا يحرمك منها، ولكنه يُوَجِّه هَمَّك الأكبر إلى تفضيل ما عند الله وإيثار الآجل على العاجل. إنه يدعوك لتطهير نفسك وتزكيتها وتخليصها من قيود ثقيلة تشدها إلى الأرض، وتهبط بها إلى الحضيض.

انظر يا صاحبي إلى بني البشر وقد بلغوا ما بلغوا من تقدم في عالمهم المشهود، انظر إليهم إذ أعرضوا عن ذِكر الله، هل حققوا السعادة في الحياة؟! الدول الراقية والمتقدمة، الدول التي جاوزت الأرض إلى القمر، والتي تملك من أسباب الرفاهية ما يعجز عنه الحصر، هذه الدول تعيش في فراغ نفسي كبير: جوعة روحية، قلق وضياع، ظلم وجبروت، في الأفراد والأُسَر والدُوَل، وفي الأطفال والشباب والشيب، وما حديثهم بِسر، وأخبارهم تَتْرى تحكي أن القوم على شفى هاوية.

وتركت صاحبي يفكر على أن أعود إليه بعد حين، وكل أملي أن يجد سعادته التي يبحث عنها.

كتبه: أ. د. عُمَر سُلَيمان الأَشْقَر

كلية الشريعة، الجامعة الأردنية

من كتاب "مواقف ذات عِبَر".

ـ[محمد براء]ــــــــ[29 - 09 - 10, 12:31 م]ـ

جزاك الله خيراً

كلية الشريعة، الجامعة الأردنية

((سابقاً))

ـ[سائرة بعزم]ــــــــ[30 - 09 - 10, 01:23 ص]ـ

جزاك الله خيرا وحبورا,,

أن السعادة الحقة في طاعة الله فسوف يحيه الله حياة طيبة في الدنيا ويجزه أجره في الآخرة.

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير