تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وهناك حالة اخرى لاسيما لمن هو متغرب عن اهله وبامس الحاجة لمن يواسيه في مصابه فيقدم لمن ياتيه في بيته عصيرا او شايا او نحو ذلك وقد يعزم على زائريه الا يخرجوا حتى يطعموا شيئا خصوصا في حالة من يقدم اليه من مدن بعيدة .. فهل هذا من النياحة ايضا؟؟

ـ[الشوربجي السلفي]ــــــــ[28 - 04 - 09, 08:02 ص]ـ

للرفع .......

ـ[سيف جمعه]ــــــــ[28 - 04 - 09, 08:20 ص]ـ

و أما الجلوس للتعزية في المنزل واستقبال المعزين ففيه قولان:

القول الأول: المنع، وهذا قول جمهور الفقهاء من الحنفية والشافعية والحنابلة والمالكية واختاره الشيخ محمد بن إبراهيم والشيخ العثيمين على خلاف بينهم، فمنهم من يقول بالكراهة ومنهم من يقول بأنه بدعة ومنهم من يقول بالكراهة إلا إذا كان مع الجلوس محدث آخر فيحرم.

واستدلوا بما يلي:

1 - حديث جرير البجلي رضي الله عنه (كنا نرى الإجتماع ..... )

والحديث ضعيف لأن مداره على هشيم وقد دلسه كما يدل على ذلك كلام الإمام أحمد والدارقطني

2 - أن الجلوس يجدد الحزن، فكأنهم منعوا الجلوس لا لذاته و إنما من باب سد الذريعة المفضية إلى أمور محرمة.

القول الثاني: الجواز. وهذا مروي عن أحمد واختاره الحنابلة وهو ظاهر اختيار ابن قدامة وابن أخيه وقال به بعض الحنفية إلا أنهم قالوا: إنه خلاف الأولى وبه قال بعض المالكية وبه أفتى ابن باز وابن جبرين.

ويستدل لهذا القول:

1 - عن عائشة رضي الله عنها قالت

لما جاء النبي صلىالله عليه وسلم قتل ابن حارثة وجعفر وابن رواحة جلس يعرف فيه الحزن وأنا أنظر من صائر الباب شق الباب فأتاه رجل فقال إن نساء جعفر وذكر بكاءهن فأمره أن ينهاهن ...

قال الحافظ ابن حجر (في هذا الحديث من الفوائد جواز الجلوس للعزاء بسكينة و وقار)

وقد يناقش هذا الإستدلال بأن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يجلس لأجل أن يأتيه الناس فيعزوه، ولهذا بوب البخاري على هذا الحديث بقوله (باب من جلس عند المصيبة يعرف فيه الحزن.

والحديث. أخرجه البخاري 1299 ومسلم 935 وأبو داود 3122 بلفظ جلس في المسجد.

2 - وعنها أيضاً رضي الله عنها أنها كانت إذا مات الميت من أهلها فاجتمع لذلك النساء ثم تفرقن إلا أهلها وخاصتها أمرت ببرمة من تلبينة فطبخت ثم صنع ثريد فصبت التلبينة عليها ثم قالت كلن منها فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول التلبينة مجمة لفؤاد المريض تذهب ببعض الحزن.

أخرجه البخاري 5417 ومسلم 2216

فإن ظاهره يدل على الجلوس للتعزية، لقولها فاجتمع لذلك النساء ثم تفرقن.

3 - أن الجلوس للتعزية يتحقق به المقصود من التعزية فإن الناس قد تفرقوا و تباعدت الأحياء والمساكن وكثرت الأعمال بخلاف ما كانوا عليه في الزمان الماضي، فلو لم يحصل الجلوس فاتت التعزية التي حث عليها الشرع.

يقول الشيخ محمد المنبجي (ت 785) رحمه الله (إن كان الاجتماع فيه موعظة للمعزى بالصبر والرضا وحصل له من الهيئة الاجتماعية تسلية بتذاكرهم آيات الصبر و أحاديث الصبر والرضا فلا بأس بالاجتماع على هذه الصفة فإن التعزية سنة سنها رسول الله صلى الله عليه وسلم .. ) ويقول الشيخ ابن باز: لا أعلم بأساً في حق من نزلت به مصيبة بموت قريبه أو زوجته ونحو ذلك أن يستقبل المعزين في بيته في الوقت المناسب لأن التعزية سنة واستقبال المعزين مما يعينهم على أداء السنة و إذا أكرمهم بالقهوة أو الشاي أو الطيب فكل ذلك حسن. انتهى من الفتاوى 13/ 373.

لكن هذا الجواز له ثلاثة شروط:

1 - ألا يكون في الإجتماع إسراف بإنارة البيت أو إقامة السرداقات أو استئجار المستراحات أو الإعلان بالصحف عن تحديد مكان الاجتماع للعزاء. فهذا كله محرم شرعاً.

2 - ألا يصنع أهل الميت للمعزين طعاماً لأن هذا خلاف السنة وما خالف السنة فهو بدعة.

3 - ألا يقترن بالجلوس جزع أو تسخط أو نياحة أو إحضار من يقرأ القرآن سواء كان بإجرة أو بدون إجرة.

والقول بالجواز قول قوي لما يترتب عليه من المصالح بالشروط المعتبرة و لأن بعض الإئمة رخص فيه وليس في المسألة نص صريح صحيح في المنع.

و أما حديث جابر فهو ضعيف وعلى فرض صحته فالظاهر أن المراد منه أن الاجتماع عند أهل الميت بعد دفنه و أكل الطعام نوع من النياحة وليس المراد المجيء لتعزيتهم مع المبادرة بالانصراف فإنه لا يعرف أن أحداً من السلف اعتبره من النياحة.

و أما قولهم إنه يجدد الحزن .. إلخ، فهذا فيه نظر فإن الملاحظ أن التعزية فيها مواساة للمصاب وتسلية له.

وأخيراً فإذا خلا العزاء من المخالفات وما شابهها فأي مانع من القول بجوازه؟ ولا سيما أنه يحقق فوائد متعددة وقد ورد في كتب السير والتراجم الجلوس للتعزية من علماء أجلاء من كبار المحدثين والفقهاء وهم أعلم منا بمعاني النصوص و أكثر إدراكاً لمقاصد الشريعة.]]

انتهى بتصرف يسير كتاب فقه الدليل شرح التسهيل ج3 ص42

المؤلف عبدالله الفوزان المدرس سابقاً في جامعة الإمام فرع القصيم

وقد أشار الشيخ إلى رسالة بعنوان (التجلية لحكم الجلوس للتعزية) تأليف أبي معاذ ظافر بن حسن آل جعبان.

http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=167394

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير