تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[اللغة التي يسأل بها أهل القبور في قبورهم]

ـ[خالد سالم ابة الهيال]ــــــــ[01 - 10 - 10, 09:05 ص]ـ

الصحيح من أقوال أهل العلم أنهم يسألون بلغة يفهمونها

وبه تفتي اللجنة الدائمة، والشيخ ابن عثيمين رحمهم الله جميعا.

جاء في "فتاوى اللجنة الدائمة" (3/ 450): " إذا مات الإنسان ودفن جاءه ملكان وسألاه عن ربه ونبيه ودينه بلغة يفهمها " انتهى.

ويقول الشيخ ابن عثيمين رحمه الله:

" قال بعض العلماء: يُسأل بالسريانية، سبحان الله! السريانية لغة النصارى، والظاهر - والله أعلم - أن هذا القول مأخوذٌ من النصارى؛ لأجل أن يفتخروا ويقولوا لغتنا لغة السؤال في القبر لكل ميت.

والذي يظهر أنه يُسأل بما يفهم: إن كان من العرب فباللغة العربية، إن كان من غير العرب فبلغته " انتهى.

"شرح العقيدة السفارينية" (ص/435) دار الوطن.

والأولى في نظرنا السكوت عن ذلك كله حيث لم يرد فيه نص صحيح، والاشتغال بمثل هذه التفاصيل مما لا منفعة فيه للسائل في أمر دينه ودنياه، ويكفيه من ذلك أن يؤمن أنه يُسأل في قبره، وأن يسأل الله أن يوفقه للعمل بطاعته، وأن يلهمه الجواب، ويثبته عند السؤال.

سئل شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله السؤال الآتي:

" بماذا يخاطب الناس يوم البعث؟ وهل يخاطبهم اللّه تعالى بلسان العرب؟ وهل صح أن لسان أهل النار الفارسية , وأن لسان أهل الجنة العربية؟

فأجاب رحمه الله:

لا يعلم بأي لغة يتكلم الناس يومئذ , ولا بأي لغة يسمعون خطاب الرب جل وعلا؛ لأن اللّه تعالى لم يخبرنا بشيء من ذلك , ولا رسوله عليه الصلاة والسلام، ولم يصح أن الفارسية لغة الجهَنَّمِيِّين، ولا أن العربية لغة أهل النعيم الأبدي , ولا نعلم نزاعًا في ذلك بين الصحابة رضي اللّه عنهم، بل كلهم يكفون عن ذلك؛ لأن الكلام في مثل هذا من فضول القول , .. ولكن حدث في ذلك خلاف بين المتأخرين.

فقال ناس: يتخاطبون بالعربية. وقال آخرون: إلا أهل النار , فإنهم يجيبون بالفارسية , وهي لغتهم في النار. وقال آخرون: يتخاطبون بالسريانية؛ لأنها لغة آدم , وعنها تفرعت اللغات. وقال آخرون: إلا أهل الجنة , فإنهم يتكلمون بالعربية.

وكل هذه الأقوال لا حجة لأربابها , لا من طريق عقل ولا نقل , بل هي دعاوى عارية عن الأدلة , واللّه سبحانه وتعالى أعلم وأحكم " انتهى.

"مجموع الفتاوى" (4/ 300).

والله أعلم.

الإسلام سؤال وجواب

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير