[وأربعة يا شيخ إبراهيم السكران]
ـ[محمد جلال القصاص]ــــــــ[06 - 10 - 10, 10:00 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
لاحول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
[وأربعة يا شيخ إبراهيم السكران]
استعرض الشيخ إبراهيم السكران ـ حفظه الله ـ أركون وفكر أركون، يبين للناس أن الرجل تربى في كنيسة على أيدي (مبشرين)، شرب من مائهم وأكل من طعامهم وتأدب "بأدبهم" وحين شبَّ قال بقولهم. فلم يكن يوماً من داخل الفكر الإسلامي بل من أعداء الفكر الإسلامي. وكان الطرح موفقاً ثميناً جميلاً عالياً بهياً يأخذ القلب والعين.
وأقبلت استضيء بنور الشيخ إبراهيم السكران أقدم أسطراً على هامش هذا المهرجان الفكري الرائع.
بيدي أربعة:
أولها: الصورة أعم وأشمل في القضايا والأشخاص.
فليست أفكار أركون فقط هي التي بدأت من النصارى. . . إرساليات التبشير (الآباء البيض)، وإنما عامة الأفكار المتداولة الآن بيننا بدأت من إرساليات التبشير، أو المتدينين من المستشرقين يهود أو نصارى، وعلى سبيل المثال ما يسمى بـ (قضايا المرأة)، بدات في مدارس الإرساليات، وبدأت بنصارى الشام، وظلت القضية بين النصارى فقط قرناً كاملاً من الزمان، ثم جاء جاء المنافقون والغافلون في مرحلة متأخرة ونقلوا عن هؤلاء نقلاً مباشراً تماماً كما فعل أركون، غرفوا من النصارى ... رددوا أقوالهم.
فلم يأت قاسم أمين بجديد بل كل أفكاره في هذه القضية ترجع لـ (الاعتراضات الأوروبية على الرحلة الأصمعية) وما كتبه النصراني (مرقص فهمي)، ثم جاء عامة المنافقين فنقلوا عن قاسم أمين.
وحين كثر اللغط وطال الجدال على الناس واحترف المنافقون عالجوا الغافلين ولبسوا عليهم، فخرج قوم من الغافلين، يشرعنون باطل هؤلاء ويقولون: كشف الوجه من الإسلام، ويقولون الاختلاط به محذور ومسموح، ويقولون .. ويقولون، ووقعوا حين تعاملوا مع النصوص دون سياقها العملي، ـ وهي آفة الإرجاء أيضاً ـ. وحين ازداد النفاق احترافاً صار لا يمر إلا على ظهر هؤلاء.
فأصلها من الكافر نقلها للمنافق، وتفاعل معها الغافل. أو نقول: الكافر فَعَّلَ المنافق، والمنافق فعَّل الغافل. وأهل الحق يواجهون هذه الصفوف الثلاثة.
نعم كل بضاعة المنافقين المعادين لله ورسوله، أولئك الذين يريدونها على هوى الغرب الكافر أو الشرق الملحد من عند الكافرين، ولا أقول أن جميعهم جلسوا كما جلس أركون بل يغرفون منهم مباشرة أو بواسطة، وتتبع الأفكار الموجودة على الساحة ستجدها في النهاية ترجع للمستشرقين.
جدَّ الاستشراق في تقديم قراءة مغلوطة للشريعة الإسلامية، ثم جدَّ ثانية في تسريب هذه القراءة المغلوطة للمسلمين، ثم نقل هو عن المسلمين لقومه ليقول لهم أن هذا هو الإسلام بلسان قومه. ثم وقف يدعم هؤلاء المتأثرين به سياسياً ومادياً.كما بين الشيخ إبراهيم السكران في حديثه عن أركون، وهو واضح جدا في "طه حسين" و"علي عبد الرازق" وغيره. ويتضح بعرض نماذج مضادة كعبد اللطيف الطيباوي.
وفي الأشخاص تجد نفس (الفيلم) المعروض في الجزائر هو هو بأم عينه قد عرض من قبل في مصر وتركيا وتونس، وهو هو بأم عينه لازال يعرض إلى الآن في أكثر من مكان.
عامة الفاعلين في المشهد الثقافي كأركون اتصلوا بهؤلاء، ومكنوا من مناصب تنفيذية فقد كان طه حسين وزيراً للمعارف، رغماً عن الملك فاروق، وإن تجولت بعينك في الصحافة والإعلام ومن يتحكم فيها علمت أن النصارى خوصاً والآخر عموماً يدعم نفراً من قومنا ويمكن لهم. وفوق ذلك "توصيات " المؤتمرات الدولية التي هي قرارات تنفذ ولو بعد حين، وعلى سبيل المثال مؤتمرات السكان. وشواهد حضور الآخر في المشهد الفكري (العقدي) الإسلامي كثيرة.
ثانيها: آخيتهم هي نفي النبوة والقول بأنها أرضية وليست سماوية.
بعد استعراض شبهات النصارى، وبعد التأمل فيها وفيمن يرددها، واستعراض تاريخ هؤلاء الفكري وتطوره من (يوحنا الدمشقي 52هـ ـ 132هـ) حتى لحظتنا الحالية وجدت أن:
ـ قطب رحى القوم هو نفي سماوية هذا الدين، يختلفون في الطريقة ولكنهم يجتمعون على هذا الشيء: القول بأنها أرضية وليست سماوية.
¥