[من بواعث النهضة الإسلامية (التوبة من سرقة الألقاب العلمية)]
ـ[مركز السنة النبوية]ــــــــ[29 - 04 - 03, 07:10 م]ـ
الإخوة القرآء الكرام العقلاء؛ السلامُ عليكم ورحمةُ اللهِ وبركاتهِ، وبعد:
هذه بعض الخواطر التي أراها بحقٍ ـ إن شاء اللهُ - من بواعث النهضة المسلوبة الضائعة بل المغيبة بأيدي المسلمين قبل الكافرين، نعم ...
وهي:
[[تولية الأمر أهله وترك الاعتداء في الألقاب العلمية]]
فلقد ابتلينا بشرذمة قليلين ممّن يحسنون التطفل على عالي الأمور؛ فتراهم يتعرضون لمراتب طلاب العلمِ وأهلهِ بغير حق ولا أهلية، وإذا بالألقاب العلمية أصبحت مستباحة من قبل هؤلاء: فترى بعضَ الصبية (صغار السن والعلم والتجربة والثقافة) إذا رأى رسالة (رُسيلة) مطبوعة لبعض الحدثاء الذين هم في طور التأهل للطلب = فإذا بهؤلاء الصبية ينعتونَ هذا المتأهل بأنه (العلامة)، (الفهّامة)، (باقر بطون العلم)، (المحِدّث - بل المُحَدَّث) ...
وهكذا: أصبح (قليل العلم - صغير السن - المجهول النكرة في كافة البقاع عدا محلته التي يسكن بها) أصبح هذا وأمثاله عند هذه الشرذمة الجاهلة من الكبار الفقهاء المحدّثين (!)، وإذا نظرت في نتاج هؤلاء الصغار (النكرات)؛ وجدته ممّا سُرق من هنا وهناك في خفاء الليل وعلى حين غفلة من الناس، وإذا بها من بنات الحرام، وليست من بنات الأفكار، وإذا بها صفيحات نفخت حتى صارت رسائلَ كثيرة ومجلدات، ولا تجدَ لَهم بحثًا ذا بالٍ، والمتتبع لأعمال هؤلاء يشهد لقولي هذا بل يقسم برب الأرض والسماء،
وتراهم من أبعد الناس عن الفطنة والذكاء، وقد حرق قلوبَهم الحسَدُ والحقد ورؤية النفس والعجب من جراء تقبيل الصغار لرؤوسهم في كل حلٍ وترحالٍ.
ولا ريبَ أنّ (الهوى والشهوة والجهل) من وراء القصد في سلوك الفريقين: فريق الصغار، والفريق الثاني (العلماء (!) النكرات) الذين تنتزع لهم هذه الألقاب، وكأني أرى أمرا يقضى بليل ويُمهد له كما فعلت يهود بفلسطين المحتلة، حتى إذا مرت بعض السنين والأعوام ونوزعوا في هؤلاء (الكبار الصغار)؛ قالوا: ألَم تروا أن فلانًا وصِف بـ (العلامة) من قديم الزمان؟!
وفي المقابل يسلبون طلابَ العلم وأهله (الثقات المعروفين) هذه الألقاب ـ وهم أحق بها وأهلها ـ فإلَى اللهِ تعالَى المشتكى ...
وهكذا فلتهدم الأمم والحضارات وليرجع التاريخ ليقف عند هؤلاء، وفي الأخير كل ما قدمت لا يخفى دليله من الكتاب والسنة لاسيما أحاديث علامات الساعة وقربها من تولية الصغار الأمور الكبار في العلم وغيره من شؤون الأمة، وأيضا تولية الأمر غير أهله، واتباع الهوى، والجهل، وغير ذلك مما هو في الباب ..
فترك ما تقدم والتوبة منه = من البواعث التي تحيى بها هذه الأمة
بإذن اللهِ تعالَى.
وقد كتبت هذه الخاطرة وأعلمُ أن القارىء لها سيتصور في مخيلته أشخاصا من الفريقين ممّن تحقق فيهم ما قدمتُ، فنصيحة هؤلاء لهؤلاء من مهمات الدين، واللهُ المستعان.
.
فترك ما تقدم والتوبة منه = من البواعث التي تحيى بها هذه الأمة