[الحرب على الألفاظ الشرعية أسباب وعلاج ...]
ـ[السليماني]ــــــــ[08 - 10 - 10, 03:15 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحرب على الألفاظ الشرعية أسباب وعلاج
الحمد لله على آلائه والشكر له على توفيقه وامتنانه وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله الداعي إلى رضوانه r وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيرا.
تمر الأمة الإسلامية بهجمة من هجمات التغريب على الألفاظ الشرعية.
والعدوان على الألفاظ الشرعية دعوة إلى فقدان القاعدة التي ينطلق منها أهل الإسلام حتى تكون أمة قابلة للتموجات الفكرية والعقدية وإذا كان الأمر كذلك فلا تسأل عن تفكك الأمة وتمزقها.
يقول الشيخ بكر أبو زيد رحمه الله:
ومن أخطر ما تعيشه الأمة اليوم غياب طائفة كبيرة من لغة الشريعة تحل محلها مصطلحات أجنبية في دينها ولغتها في جوانب الحكم والقضاء والتعليم ولغة الحياة العامةوالسلوك وبذلك يستحكم الانفصام بين المسلم وتراثه ويكون رسما لا معنى له وصورة لا حقيقة لها. اهـ (1)
وحديثي إليكم إيها الأخوة عن خطورة غياب الألفاظ الشرعية وخطورة حرب الأعداء للألفاظ الشرعية فهذه الحرب قد تكون أخطر بكثير من الحرب العسكرية.
ومن أعظم أسباب الخسران أن يعيش المرأ في مثل هذة الفتن والأحداث بين مصطلحات ضبابية لا وضوح لها.
وهو بعيد عن ألفاظ القرآن والسنة بل يعيش في حرب على ألفاظ الكتاب والسنة.
ايها الاخوة ثم وقفات مهمة تجاه هذا الموضوع الخطير:
الوقفة الأولى:
لا بد أن نعلم أن خفاءوغياب الألفاظ الشرعية كلفظ الصلاة ولفظ الزكاة ولفظ الجهاد ولفظ المؤمن ولفظ الكافر وكل لفظ جاء في الشريعة غياب هذه الألفاظ وتغييبها عن الناس خفاء لآثار الرسالة التي جاء بها النبي صلى الله عليه وسلم
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: (لكن قد تخفى آثار الرسالة في بعض الأمكنة والأزمنة حتى لا يعرفون ماجاء به الرسولصلى الله عليه وسلم إما أن لا يعرفوا اللفظ وإما أن يعرفوا اللفظ ولا يعرفوا معناه فحينئذ يصيرون في جاهلية بسبب عدم نور النبوة ومن ها هنا يقع الشرك وتفريق الدين شيعاً كالفتن التي تحدث السيف فالفتن القولية والعملية من الجاهلية بسبب خفاء نور النبوة عنهم
كما قال مالك بن أنس رحمه الله: إذا قل العلم ظهر الجفاء وإذا قلت الآثار ظهرت الأهواء)
انتهى كلام هذا الإمام العالم الجليل. (2)
الوقفة الثانية:
أن تغيير ألفاظ المحرمات طريق إلى التجرؤ عليها وطريق إلى تغيير معانيها في النفوس
فشتان بين قولنا للخمر خمر وبين قولنا بأنه شراب روحي
وهكذا حينما تسمى الرشوة بالهدية
والربا بالفائدة وهكذا حينما يسمى سب الله جل وعلا والاعتراض عليه وعلى حكمه يسمى حرية فكرية
كل هذا من الخطورة بمكان.
قال ابن القيم رحمه الله:
ورأيت من يسجد لغير الله من الأحياء والأموات ويسمى ذلك وضع الرأس للشيخ وكما يسمى الديوث بالمصلح والموفق والمحسن وذكر تسميات كثيرة كتسمية المشركين أصنامهم آلهة وتسمية اتخاذ الطواغيت تعبد من دون الله يسمون ذلك تعظيما واحتراما والمنافقون يسمون نفاقهم عقلاً معيشياً وأهل البدع يسمون شبهاتهم عقليات وبراهين إلى أن قال هذا الإمام العالم الجليل: فهؤلاء كلهم حقيق أن يتلى عليهم] إن هي إلا أسماء سميتموها أنتم وآباؤكم ما أنزل الله بهامن سلطان [اهـ (3)
وإذا كان تغيير أسماء المحرمات طريق إلى التجرؤ عليها (يسمونها بغير اسمها)
فإن تغيير الألفاظ الشرعية وأسماء الواجبات طريق إلى تركها وهجرها وجعلها كالعادات والتقاليد الموروثة وليست مستمدة من هذا الوحي العظيم.
أو أنها عمل ديني يعملها أهل الأديان كلهم مع اختلاف أديانهم فلا فرق بينهم في هذا العمل فكلهم مأجور إلى غير ذلك من الإيحاءات والدلالات في هذه الألفاظ الجديدة التي جاءت لتحل محل الألفاظ الشرعية المستمدة من الوحي العظيم.
فهي ألفاظ محدثة لا توصل إلى المعنى الشرعي الدقيق أو ألفاظ تمزج المعنى الشرعي بغيره وتجعل السامع لها في حيرة للوصول إلى المعنى المطلوب، حتى إذا قرَّت في الأذهان، وأُقِرت هذه الألفاظ، ورضي لها بأن تنازع اللفظ الشرعي، أو أن تكون بديلاً له حصلت الإشكالات في الفهم للشريعة، والعمل بها، وكانت هذه الألفاظ البديلة كالغشاوة والغبش امام الفهم الصحيح للحكم الشرعي،
¥