[رفع اليدين في الدعاء على المنبر يوم الجمعة]
ـ[أبو يوسف العباسي]ــــــــ[09 - 10 - 10, 02:06 م]ـ
[رفع اليدين في الدعاء على المنبر يوم الجمعة]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله .. أما بعد
الأصل أن يرفع الداعي يديه عند الدعاء. لقول النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((إن الله حيي كريم يستحيي إذا رفع الرجل إليه يديه أن يردهما صفرا خائبتين)) وقال الألباني (صحيح)
قال صاحب تحفة الأحوذي: وَفِي الْحَدِيثِ دَلالَةٌ عَلَى اِسْتِحْبَابِ رَفْعِ الْيَدَيْنِ فِي الدُّعَاءِ وَالْأَحَادِيثُ فِيهِ كَثِيرَةٌ اهـ. ((وهذا عام)).
إلا أنه ورد في شأن الخطيب يوم الجمعة إذا دعا على المنبر أنه يشير بسبابته فقط ولا يرفع يديه، بل أنكر بعض الصحابة على الخطيب الذي
يرفع يديه في الدعاء.
روى مسلم (874) وأبو داود (1104) عَنْ عُمَارَةَ بْنِ رُؤَيْبَةَ أنه رَأَى بِشْرَ بْنَ مَرْوَانَ عَلَى الْمِنْبَرِ رَافِعًا يَدَيْهِ (زاد أبو داود: وَهُوَ يَدْعُو فِي يَوْمِ جُمُعَةٍ) فَقَالَ: (قَبَّحَ اللَّهُ هَاتَيْنِ الْيَدَيْنِ لَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا يَزِيدُ عَلَى أَنْ يَقُولَ بِيَدِهِ هَكَذَا وَأَشَارَ بِإِصْبَعِهِ الْمُسَبِّحَةِ).
((وهذا خاص .. فيخرج من العام)) ........ وفي نفس الوقت هو عام في رفع الإمام يديه في الدعاء على المنبر يوم الجمعة
وهذا يدل على عدم مشروعية في رفع الإمام يديه في الدعاء على المنبر يوم الجمعة، وإلا ما كان لإنكار الصحابي معناً، فكيف ينكر الصحابي شيئاً مشروعاً!
وإذا لم يشرع رفع اليدين للخطيب فالمأمومون مثله لأنهم يقتدون به.
لكن إذا دعا الإمام للاستسقاء أو الاستصحاء يوم الجمعة وهو على المنبر (يعني إذا دعا خطيب الجمعة بالصحو وأن الله يبعد المطر عن البلد) فالسنة أن يرفع يديه، ويرفع المأمومون أيديهم ويدعون معه. (وهذا خاص من عام في رفع الإمام يديه في الدعاء على المنبر يوم الجمعة)
روى البخاري عن أنس عن أنس قال: كان النبي صلى الله عليه و سلم يخطب يوم الجمعة فقام الناس فصاحوا فقالوا يا رسول الله قحط المطر واحمرت الشجر وهلكت البهائم فادع الله أن يسقينا. فقال (اللهم اسقنا). مرتين وايم الله ما نرى في السماء قزعة من سحاب فنشأت سحابة وأمطرت ونزل عن المنبر فصلى فلما انصرف لم تزل تمطر إلى الجمعة التي تليها فلما قام النبي صلى الله عليه و سلم يخطب صاحوا إليه تهدمت البيوت وانقطعت السبل فادع الله يحبسها عنا. فتبسم النبي صلى الله عليه و سلم ثم قال (اللهم حولينا ولا علينا). فكشطت المدينة فجعلت تمطر حولها ولا تمطر بالمدينة قطرة فنظرت إلى المدينة وإنها لفي مثل الإكليل
وقال ابن العثيمين – في لقاء الباب المفتوح -اللقاء 51 - ((والقسم الثاني: ما ورد فيه عدم الرفع مثل: الدعاء في الصلاة، فإن النبي صلى الله عليه وسلم كان يستفتح في الصلاة ويدعو ويقول: (اللهم باعد بيني وبين خطاياي كما باعدت بين المشرق والمغرب) ويدعو بين السجدتين: (رب اغفر لي) ويدعو في التشهد الأخير، ولا يرفع يديه في ذلك كله، وكذلك في خطبة الجمعة يدعو ولا يرفع يديه إلا في الاستسقاء أو في الاستصحاء، ومن رفع يديه في هذه الأحوال وأشباهها قلنا: إنه بدعة، ونهيناه عن ذلك.))
والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا نحمد –صلى الله عليه وآله وسلم-
أحمد خالد العباسي