· أما المجوس: فقد جاء عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه قال: " سُنُّوا بِهِمْ سُنَّةَ أَهْلِ الْكِتَابِ " [7] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=26#_ftn7) .
وهذا الحديث كالنص , قال أبو عمر: في قول رسول الله صلى الله عليه وسلم في المجوس "سنوا بهم سنة أهل الكتاب" يعني في الجزية , دليل على أنهم ليسوا أهل كتاب وعلى ذلك جمهور الفقهاء. [8] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=26#_ftn8)
مما لاغنى للمسلم عن معرفتها
- مما لا غنى للمسلم عن معرفتها:- والسبب في ذلك أن نقول:- لما كانت المباعدة عن هذه الأقوال والأفعال الجاهلية واجبة , وما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب , فدل على أنه يجب على المسلم أن يتعلم أمور الجاهلية حتى يجتنبها.
عرفت الشر لا للشر ولكن لتوقيه ***** ومن لم يعرف الخير من الشر وقع فيه
قال حذيفة:" إن الناس يسألون رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن الخير وكنت أسأله عن الشر مخافة أن أقع فيه" ,دل ذلك أن البحث عن الفرق والمذاهب ونحوها من بيان أفكارهم واعتقاداتهم من أهم أمور الدين , وهذا يبين أهمية هذا العلم.
فالضد يظهر حسنه الضد
وبضدها تتبن الأشياء
- هذان بيتان لا بيت واحد كما ظن بعض النساخ.
- العجز الأول مأخوذ من بيت: (ضدان لما استجمعا حسنا * فالضد يظهر حسنه الضد)
يعني معرفة الضد يجعل هذه المعرفة وهذه المعلومة حسنة , وكاملة , فمن كمال معرفة التوحيد معرفة الشرك , وكذلك السنة , لتكون علمك كاملا بها فإنك تتعرف على البدعة.
- أما العجر الثاني هو من بيت للمتنبي:- (ونذيمهم وبه عرفنا فضله أو فضلهم * وبضدها تتبين الأشياء).
فلا يجعل هذان البيتان كبيت واحد , فهذا من الأخطاء المطبعية.
فأهم ما فيها , وأشدها خطراً: عدم إيمان القلب , بما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم فإن انضاف إلي ذلك استحسان ما عليه أهل الجاهلية , تمت الخسارة؛ كما قال تعالى: (والذين آمنوا بالباطل وكفروا بالله أولئك هم الخاسرون) [العنكبوت: 52].
· عدم إيمان القلب:- هذا كفر أكبر فإن انضاف استحسان أعمال أهل الجاهلية فتمت الخسارة , وكما أن عدم إيمان القلب كفر أكبر وهو ركن كذلك عدم إيمان الجوارح هو كفر أكبر ولا نشترط قول اللسان أو القلب وفي ذلك إجماعا , ولو اشترطناه لوافقنا الجهمية والمرجئة , كقولهم " لا كفر إلا بالاعتقاد أو التكذيب أو الجحود ".
· أهم وأشد خطرا:هذا يدل على وجود غيرها وما هو دون ذلك وهذا يؤدي إلى الكفر كما سبق بيانه.
- انضاف: انجمع , على وزن انفعل.
- استحسان: أي عدّهُ حسنا لا قبيحا.
- " والذين آمنوا بالباطل وكفروا بالله أولئك هم الخاسرون ":- قال ابن كثير:" أي: يوم معادهم سيجزيهم على ما فعلوا، ويقابلهم على ما صنعوا، من تكذيبهم بالحق واتباعهم الباطل، كذبوا برسل الله مع قيام الأدلة على صدقهم، وآمنوا بالطواغيت والأوثان بلا دليل، سيجازيهم على ذلك، إنه حكيم عليم" [9] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=26#_ftn9) .
نعيد ونقول: هذه المسائل لا بد من تعلمها وتعليمها حتى لا يشكك المؤمن نفسه ويتردد بين الكفر والإيمان بين الشرك والتوحيد.
المسألة الاولى: أنهم يتعبدون بإشراك الصالحين , في دعاء الله , وعبادته , يريدون شفاعتهم عند الله , كما قال تعالى: (ويعبدون من دون الله ما لا يضرهم ولا ينفعهم ويقولون هؤلاء شفعاؤنا عند الله) [يونس: 18] وقال تعالى: (والذين اتخذوا من دونه أولياء ما نعبدهم إلا ليقربونا إلي الله زلفى) [الزمر: 3] وهذه: أعظم مسألة , خالفهم فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم , فأتى بالإخلاص , وأخبر أنه دين الله , الذي أرسل به جميع الرسل.
مضمون المسألة الأولى:- بيان دين المشركين المبني على أربعة أمور:-
-1 - يعبدون من دون الله أو يعبدون الله ويشركون معه غيره.
-2 - يريدون شفاعتهم.
-3 - ظنهم أن الله يحب ذلك.
-4 - ظنهم أن الصالحين يحبون ذلك.
¥